صور من المظاهرات النسوية دعماً للاجتجاجات في العراق

"أنا ثورة وصمت الذكور عورة." "ثورتنا خالدة بصمود نسائها." "العالم يحتاج لثورة تقودها إمرأة." هذه بعض الشعارات التي رفعتها مئات العراقيات اللواتي شاركن في مظاهرة نسوية في العاصمة العراقية بغداد تأكيداً على دور المرأة في الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وتأتي هذه المظاهرة رداً على دعوة أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لعدم الاختلاط بين الجنسين في أماكن الاعتصام. وقد أثارت هذه الدعوة ضجة كبيرة في الشارع العراقي. الشباب الذين تحدثت معهم وجدوا في هذه الدعوة إهانة للمرأة بحد ذاتها، وتشويه للثورة، حيث لم تسجل ساحة التحرير في بغداد أي حالة تحرش.

تحت شعار واحد، وعلم واحد ووطن واحد، خرجت النساء في هذه التظاهرات التي لم يشهدها العراق منذ سنوات، في رفض تام لأي تصريحات تقلل من شأن المرأة وتدعو لعدم المساواة بين الجنسين. أحاط الشباب بالنساء المتظاهرات لحمايتهم من أي محاولات لمهاجمة المظاهرة، بعد الأحداث السابقة التي حصلت من استخدام السكاكين والأسلحة النارية من قبل بعض الميليشيات ضد المتظاهرين.

تخبرني نيرمين، 22 عاماً، التي شاركت في التظاهرة "اصلاً احنه نكهة الثورة،" وهي تضحك. فيما تقول عبير، 19 عاماً: "لازم يكون اكو مساواة بين الرجال والنساء، احنه كلنا بشر ما يفرق، اني إنسان وأنت إنسان." فيما أشارت متظاهرة أخرى بأن المشاركة النسوية في الاحتجاجات تؤكد على ضرورة إحداث تغيير في المجتمع العراقيّ يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع أطياف المجتمع وتضيف: "كلنا عراق." فاطمة، 23 عاماً، كانت أكثر تحدياً في حديثها معي وأشارت إلى أن "الدين لا يفرق بين النساء والرجال، كثير من رجال الدين شياطين تحت عباءة الملائكة، جبناء."

كانت التظاهرة مهيبة، وتؤكد على مدى شجاعة النساء العراقيات في ظل الظروف الحالية من قمع وقتل واختطاف للثوار. وبرأيي لولا وجود النساء لما استمرت الثورة في هذا الزخم. منذ نزولهن إلى الشوارع، ترفض المتظاهرات العراقيات كل المحاولات لإسكاتهن، وتتحدين محاولات تهميشهن سياسياً واجتماعياً. التأكيد على دور المرأة في الحراك الشعبي، والمساواة بين الجنسين، ورفض العنف والاغتيالات بحق الناشطات، هي مطالب أساسية تضاف لشعارات الاحتجاجات المستمرة منذ أكتوبر الماضي.

يمكنكم مشاهدة هذه الصور هنا.