عيد الميلاد أو الكريسماس على الأبواب، وفي حين أن المناسبة دينية مسيحية ترتبط بعيد ميلاد المسيح، إلا أن كثير من المسلمين في العالم العربي يحتفلون بهذه المناسبة على الرغم من كل الفتاوى التي تظهر بين فترة وأخرى عن وجوب عدم تهنئة المسيحيين بعيدهم. من المعروف أن المسيحيين الأوائل لم يحتفلوا بيوم ميلاد المسيح (فقد كان يتم الاحتفال بتاريخ موت الشخصيات البارزة وليس العكس) ولهذا لم يعرفوا بدقة اليوم الذي ولد فيه. هناك عيدين لولادة المسيح، بحسب التقويم اليولياني فقد تم اختيار يوم 25 ديسمبر باعتبار أن هذا اليوم يشهد أطول ليلة وأقصر نهار في العام كله، بالإشارة إلى أن ميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل في النقصان والنهار (النور) في الزيادة. ولكن في عام 1582، لاحظ البابا غريغوري الثالث عشر أن يوم 25 ديسمبر لم يعد أطول أيام الليل في العام، وبعد كثير من الحسابات، والتعديلات التي عرفت باسم التقويم الغريغوري تم اختيار الاحتفال بميلاد المسيح في 7 يناير. سواء كان في ديسمبر أو يناير، يعتبر عيد الميلاد مناسبة عالمية (استهلاكية رأسمالية) وكثيرون يحتفلون بها بعيداً عن انتمائاتهم الدينية. لهذا قررنا التحدث مع عدد من المسلمين لمعرفة ما الذي يحبونه في عيد الميلاد وكيف يحتفلون به.
عيدي الخاص
"أحب كل الأعياد، كل المناسبات والعطلات التي تعني أنني لن أذهب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل. ولكني أحب الكريسماس بشكل خاص، ربما أكثر من باقي الأعياد. بالنسبة لي هو عيدي الخاص، احتفل فيه مع أصدقائي وليس مع العائلة، وليس مطلوب مني أن أتعامل مع أي من الأقارب البعيدين أو القريبين. هو عيد أستطيع التحكم بتفاصيله بدون ليه وكيف، اشتري الشجرة التي أحب، واختار الزينة، والأضواء وأتبادل الهدايا مع بعض الأصدقاء المختارين. والجزء المفضل في كل ذلك هو أنه يمكنني ارتداء أكثر فستان لامع يمكنني أن أحصل عليه - ففي حفلة عيد الميلاد لا يمكن أن تكون overdressed. طبعًا تصلني الكثير من الانتقادات والتعليقات على صور الشجرة مثلاً أو صور الحفلة في منزلي، ولكنني لا أهتم إطلاقاً، مجرد أشخاص متحمسين بزيادة." -بشرى، 20 عامًا، مصر
تدريجيًا وقعت في غرام عيد الميلاد
"أحب شهر ديسمبر، هو عيد ميلادي ولدي أجمل الذكريات في هذا الشهر. في بلدي تونس لم نكن نحتفل بهذا العيد، ولكن عندما جئت إلى الإمارات العربية المتحدة قبل ست سنوات، وجدت الاحتفال به مقبولاً ومنتشراً بين كافة الأديان، مسيحيين وغير المسيحيين، وتدريجيًا وقعت في غرام عيد الميلاد، زينة الشوارع، روعة الطقس في الإمارات، والكثير من اللون الأحمر، لوني المفضل. إبنتي تنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر، ليس فقط بسبب عطلة المدرسة ولكن لإضاءة الشجرة والهدايا، ومشاهدة بابا نويل في المول. زوجي في البداية لم يعجبه الأمر وكان رافضاً له باعتبار أنه الاحتفال به غير مستحب دينياً، ولكن هذا العام قام بشراء زينة الشجرة بنفسه." -سارة، 34 عامًا، تونس/الإمارات
سياسي، اجتماعي
"في فلسطين، الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح يحمل طابعًا سياسيًا واجتماعيًاً، سياسي من جهة التأكيد على فلسطينية المسيح الذي ولد في بيت لحم وترعرع في الناصرة قبل صلبه وقيامته. واجتماعي من جهة التركيز على أننا شعب واحد مسلمين ومسيحيين، وأننا نعيش تحت إحتلال لا يفرق بين أحد. حفل اضاءة الشجرة في بيت لحم يحضره الجميع ويشاركون في وضع الزينة ونشارك في الصلوات وعروض الكشافة، نحن نؤمن بجميع الأنبياء وعيسى عليه السلام هو واحد من أبناء فلسطين. لا أضع شجرة الميلاد في المنزل، ولكن يقوم أبنائي أحياناً بتزيين شجرة الليمون التي في حديقة البيت بالأضواء في هذه المناسبة." -بداية، 41 عامًا، فلسطين
نحتفل بكل الأعياد
"أنا متزوج من مسيحية، وفي الواقع تعرفنا على بعضنا البعض في حفلة كريسماس. نحن نحتفل بجميع الأعياد، عيد الفطر والأضحى وعاشوراء وعيد الفصح وكل ما بينهم، ما عنا مشكل نحتفل بعيد ميلاد بوذا كمان. طبعاً، عيد الميلاد له حالة خاصة لأنه مرتبط ببداية عام جديد، وما يعنيه ذلك بأننا سنضع قائمة جديدة من القرارات التي لن ننفذها." -جاد، 26 عامًا، لبنان
عيد الميلاد حالة
"زينة الشوارع، شجر الميلاد، الأغاني، الأفلام، الهدايا وكروت المعايدة، التراتيل، كل شي يجعل هذا عيد الميلاد مختلف عن باقي الأعياد. الأعياد الإسلامية جميلة وممتعة ولكن عيد الميلاد أصبح حالة ومناسبة عامة، ولم يعد أصلاً ينظر اليه كمناسبة دينية فقط، لدي أصدقاء غير دينيين ويحتفلون به. بالنسبة لي، أشعر أنه من المهم الاحتفال بعيد الميلاد وغيره من الأعياد المسيحية، وخاصة في العراق بعد هجرة الكثير من المسيحيين. أشعر من المهم أن نؤكد على أن الدين لا يفرق بيننا، وأننا واحد، وأن العراق تتسع للجميع، وأن أعيادهم أعيادنا." -ضياء، 22 عامًا، العراق
الحب الأول
"الحب الأول كان شاب مسيحي، لم أعرف أنه مسيحي سوى بعد أشهر. لا أحد يسألك شو دينك إلا في حال أراد أن يفتعل مشكلة معك. المهم، بعد ثلاث سنوات من الغرام، لم يكن من الممكن أن نستمر، وقررنا أن الإنفصال هو الحل الأفضل لكلينا، فلم يكن أياً منا مستعد لطرح فكرة الزواج من غير دينه على العائلة، "الك دينك واللي ديني" كما تقول هنا ملحس في أغنيتها تروح. انتهت العلاقة، ولكنني أتذكره كل عيد ميلاد، واحتفل به لأجله، حتى أنني حفظت الكثير من التراتيل الدينية. قد يبدو الموضوع غريبًا، فقد مر أكثر من سنتين على انتهاء العلاقة، ولكن عيد الميلاد لا يزال مرتبطًا به، كان يضع أغنية جورج مايكل Last Christmas أربعة وعشرين ساعة في السيارة. وأنا بعمل نفس الشي ولكن بدونه." -منى، 26 عامًا، الأردن