image_6487327 (2)
ترفيه

12 شخصية لابد أن تقابلهم في كل اجتماع افتراضي

شبح الشات، قاتل البهجة، الرغاي بزيادة، والـ هاهاهاها

تعودنا إلى حد على فيروس كورونا وعلى الحياة التي تغيرت في حضوره. أصبحت الاجتماعات الافتراضية هي العادي الجديد فيما تحول اللقاء وجه لوجه هو لتصرف غريب ومستهجن. أنا شخصياً، حضرت العشرات من الاجتماعات الافتراضية، وحاليًا لدي كل يوم لدي فيه محاضرة ضمن الدبلوم الجامعي الذي أقدم له أونلاين -يعني بتقدروا تقولوا أنا خبرة زووم.

أستيقظ مبكرًا وأرتدي ملابسي وأستعد قبل ميعادي، وغالبًا ما ألاحظ أنني آخذ الأمور بجدية أكثر مما ينبغي، ودائمًا ما تفاجئني تصرفات زملائي الغريبة واللامبالية بعض الشيء. بعد قضائي ساعات وساعات في هذه الاجتماعات، يمكنني أن أدعي أن هناك ١٢ شخصية تكرر في كل اجتماع. أنا أعرف نفسي، ماذا عنكم؟ يلا، لنتعرف عليهم معاً.

إعلان

الجدي جدًا
لأبدأ بشخصيتي وبالسخرية من نفسي قبل أي شيء آخر، عندما تنضم إلى الاجتماع غالبًا ما ستجد شخص موجود من قبل الميعاد بربع ساعة أو أكثر، ستراه مرتدياً ملابسه الرسمية (لا داعي، كله اجتماع زووم) وجاهز للاستقبال. سيكون كل شيء مرتباً وأنيقاً كما ملابسه، سيختار الخلفية والجلسة المناسبة، وسيغلق باب غرفته وينبه على كل أفراد الأسرة ألا يقاطعونه مهما حدث، وفي اللحظة التي سيفتح فيها الكاميرا، ستجده مبتمساً ومستعداً للنقاش والاستماع. هذا الشخص لا يحب إضاعة الوقت في الحديث الجانبي، ويضجر من أي دقيقة تضيع بلا جدوى، فهو هنا للتعلم والاستفادة وليس لطق الحنك. كل شيء مُهم ويؤخذ بجدية بالنسبة لهذا الشخص حتى تعليقاته، دائماً رسمية، كأنه في اجتماع مجلس وزراء، رغم أنه قد يتحدث مع أشخاص عاديين مثله تمامًا.

"لا يمكنني تشغيل الكاميرا"
لا يمكن أن تكون حضرت اجتماع افتراضي دون أن تلحظ هذا الشخص. دائمًا في كل اجتماع هناك شخص لا يمكنه أو ربما لا يحب تشغيل الكاميرا، ودائمًا ما سيتحجج بأي عذر، مرة سيتحجج بأنه لا يرتدي ملابس مناسبة، ومرة سيقول أن هناك مشكلة في الكاميرا، ومرة يتجاهل كل شيء ويتقبل النقد بصمت، ولكنه لن يفتح الكاميرا أبدًا، بل سيحافظ على ذلك كـ سر حربي لا يمكنه الإفشاء عنه مهما حدث.

شبح الشات
هناك شخص لا يفتح الكاميرا أبدًا، هناك شخص آخر لا يفتح لا الكاميرا ولا المايك. هذا الشخص لا يتواصل إلا بالكتابة على الشات، فهو يسمع ما يحدث خلال الاجتماع، ولكنه لا يُعلق إلا من خلال الكتابة، على اعتبار أن لديه الكثير من الأمور المهمة غير هذا الاجتماع - مش ملحق. هذا الشخص الذي اسميه شبح الشات يظهر قليلاً ومن ثم يعود ويختفي، ولا يُعامل معاملة الأشخاص الآخرين في الاجتماع وكأنه أفضل منهم، وسيرسل لك رسائل على الخاص فيما من السهل عليه طلب ذلك مباشرة خلال الاجتماع.

إعلان

"الـ هاهاهاها"
لا يفعل شيئًا سوى الضحك، كل شيئ مثير للسخرية بالنسبة لهذا الشخص، تارة يضحك على مظهره في الكاميرا وتارة على مظهر الآخرين، وتجده يترصد الجميع لجعل منهم مادة للسخرية. تعيش هذه الشخصية بمنطق ألا شيء يستحق أن يؤخذ بجدية، لا ما يُقال في الاجتماع ولا الأشخاص ولا حتى المستقبل الذي لا أفق له. 

قاتل البهجة
على العكس من الشخص الجاد الملتزم وجماعة الـ هاهاها، هناك الشخص أو الشخصية النكدية قاتلة البهجة. هذا الشخص يهدم ثوابت كل الحاجات الحلوة في الدنيا، وينتقد أي حاجة متجيش على هواه. هذا الشخص ينطبق عليه قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش "لا شيء يعجبني." لا يعجبه أي شيء، لا الاجتماع ولا سبب الحضور ولا حتى لون طلاء جدران غرفة مدير الميتينج، تعليقاته دائماً سلبية وهو كثير الشكوى، دائم الضجر. هذا الشخص عادة ما يكون رأيه دائمًا مخالف للأغلبية، ووجوده في أي اجتماع يجعلك تفقد رغبتك في الحياة أنت أيضًا.  

المسطول الذي من ينسى المايك مفتوح دائمًا
كلنا شاهدنا مقاطع فيديوهات كوميدية لأشخاص نسوا المايك مفتوحًا داخل محاضراتهم الافتراضية، شاهدنا من نسى المايك مفتوحًا وكان يَطلب بيتزا أو يلعب ببجي مع أصدقائه أو ربما يتحدث في الهاتف مع حبيبته، أقول لكم أن هذا النوع موجود بكثرة، ولولا ستر زر الـ mute لانكشف أمر كثيرين غيرهم.

الرغاي بزيادة
ستجد هذا الشخص ما إن تُتاح له فرصة الحديث حتى يتحول لـ "ماسورة كلام وانفجرت" فبمجرد أن يفتح الميكروفون ستجده يستغرق ويستغرق في الحديث عن تفاصيل لا داعي لها وليس مكانها. وبينما يَمل جميع الحاضرين ويتلهفون لإنهاء الاجتماع، يبقى هو ليحكي انطباعه عن الاجتماع أو يتفضل باقتراحاته التي لم يطلبها أحد. ستجده يطرح الأسئلة طوال الوقت، لا رغبة في المعرفة بل لإثبات حضوره، ليقول للجميع أنا هنا وياكل الجو. وجود هذا الشخص مفيد لمن لا يحبون الرغي، ومن يرغبون أن يجد رئيس الاجتماع شخصًا يتحدث معه ولا يقاطع صمتهم الطويل.

إعلان

"كل لما تتزنق أفصل النت"
قد تكون سمعت هذه الجملة كأحد الميمز على السوشيال ميديا، لكنها حقيقية، وهي منتشرة بشدة في الاجتماعات الافتراضية التعليمية، فإذا كان لديك فرصة ذهبية لتقول أنك لم تسمع السؤال وتحصل على وقت إضافي للتفكير، ألن تفعل ذلك؟ قرر براحتك ولكن هذا الشخص يعرف قراره مسبقًا، ويبدأ بتنفيذ خطته الاحتياطية وقت اللزوم، فهو إما سيفصل النت أو يغلق الكاميرا أو سيتظاهر بأن هناك خطب ما لا يمكنه السيطرة عليه. هذا الشخص نفسه هو الذي يسأل غوغل بسرعة عندما يتم توجيه أي سؤال له لا يعرفه، وهو من يتحدث مع شخص آخر بحثًا عن إجابة سريعة عندما يكون في إمتحان، هو شخص يعرف جيدًا ماذا يفعل ولا يحب تضييع الفرص، خاصًة إن كانت مأمونة المخاطرة، فلديه حجة قوية بأن الإنترنت ضعيف ولا أحد يراه، فـ so what؟

الأكيل
بجانب كل الشخصيات التي ذكرناها يوجد شخص نعرفه جميعًا ووجوده ليس واضحًا دائمًا في الاجتماعات الأونلاين، لأن كثيرين منهم يعرفون كيف يدارون على شمعتهم؛ قصدي "بوقهم/ فمهم" جيدًا، وهؤلاء هم الذين لا يتوقفون عن الأكل أو الحديث عن الأكل خلال هذه الاجتماعات. إن رسمنا صورة للمكان الذي يجلس فيه ستجد بجانبه الكثير من المعلبات وأكياس المقرمشات الموجودة بجانب اللابتوب والكثير من بقايا الطعام العالقة في كل حتة، وحين يأتي ذكر اسمه في الاجتماع يكون فمه مكتظ بالطعام ويداه مشغولتان، واحدة بكيس الشيبس والأخرى بالهاتف الذي يطلب به الدليفري ليستكمل مسيرة الملذات. 

مستر نعسان أفندي
جميعنا نختلف في مواعيد نومنا لذلك لن تجد جميع الحاضرين في أي اجتماع يستيقظون في معاد واحد، ولهذا ستجد في كل اجتماع شخص "مقريف" طوال الوقت، والسبب "معلش أصلي لسه مفوقتش." دائمًا نعسان، ودائمًا لا يناسبه معاد الاجتماع. ستجده ينطق الكلام بالعافية، ويُجيب على قد السؤال فقط، إذا وُجه إليه سؤال طبعًا. كل ما يرغب به هو عدالة تنصفه ليحصل على قسط كافي من النوم في هذا العالم الرأسمالي الجشع الذي لا يهتم بجهاز الموظفين العصبي، ويهتم فقط بعقد الاجتماعات الافتراضية التي لا تتطلب في النهاية أكثر من إيميل.

الحاضر الغائب
لطالما رأينا في حياتنا أشخاص يودون الانتفاع من كل شيء، ويضربون عصفورين بحجر، هذا الشخص لا تخلو منه الاجتماعات الافتراضية أيضًا. ستجد دائماً شخص "فهلوي" يسجل دخوله في الاجتماع، وبعد ذلك يغلق الكاميرا والسماعة ولن تسمع منه أي شيء حتى نهاية الاجتماع. قد يقضي وقته بمشاهدة فيويدهات تيك توك أو أي شيء غير الاستماع للاجتماع الممل، فهو مضطر أن يحضر ولكن في الوقت نفسه لا يهتم بما يُقال؛ لا أحد يقول أي شيء جديد في هذه الاجتماعات، الأمور المهمة عادة ما ترسل في الايميل. لهذا، سيجلس خلف الشاشة، في ركنه البعيد الهادي يفعل ما يحلو له رغمًا عن أنف الأونلاين ميتينج. 

التائه
هذا الشخص يقترب جداً من فيديو I’m not a cat حيث ظهر أحد المحامين كقطة صغيرة خلال جلسة استماع افتراضية لمحكمة في الولايات المتحدة الأميركية، قبل أن يتمكن من إزالة الفلتر. هذا الشخص هو باختصار لا يعرف "مين بيودي على فين" لا هو يعرف كيف يعمل البرنامج الذي يجتمعون عليه أو كيف يُشغل الكاميرا أو يغير الخلفية. وبينما يحاول أن يحل مشكلة تقنية يكون جزء كبير من الكلام قد فاته، لهذا تجده تائه وغير قادر على التركيز. هذا الشخص نفسه قَد يدخل على غرفة اجتماع خاطئة تمامًا وينتظر فيها لوقت طويل ليكتشف أنه ليس في المكان الصحيح.