لقد مر عام الآن منذ أن تم حبسنا في قوقعة الجائحة والصدمة النفسية الجماعية، محرومين من الدوائر الاجتماعية ومقابلة أفراد جدد، وتبادل القصص التي تجعلنا نشعر بأننا أقل وحدة، ونكون في أريحية وحميمية مع ناس ذوي تفكير مماثل - بالطبع الذي قد ينسب إلى هذه الفئة هم الانبساطيون (أو الانبساطيون بانتقاء) والذين كانوا مسؤولين بدرجة كافية والتزموا بالإجراءات الوقائية ولم يساهموا في (كريزة) الأعراس.
ثم يقتحم دهاليز اللاوعي هذه فجأة "كلوب هاوس" تطبيق الدردشة الصوتية المخصص للمدعوين فقط، ليتصدر الواجهة في عقولنا المحجورة ويخفف علينا من "إجهاد زووم." منجم ذهب من القصص تسردها ناس من جميع أنحاء العالم. عندما انضممت لأول مرة، كنت على أمل أن أكوّن وأوسع شبكة اتصالاتي وعلاقاتي في مجال عملي، ولكن من محادثة إلى أخرى، وجدت نفسي لا آخذ وقتي على محمل الجد بعد اشتراكي إلى أندية تلبي احتياجات المبدعين العرب والمصريين، حيث أشارك في غرف منوعة مع شباب عرب مغتربين مثلي، مما جعل أيامي أكثر إشراقًا. باختصار، لم أضحك بهذا القدر منذ وقت طويل. لقد وجدت نفسي أستمع إلى قصصًا وألتقي بأشخاص لم أعتقد مطلقًا أنني سأتعرف عليهم في حياتي، واسمحوا لي أن أخبركم أنني لم أشعر مسبقًا بهذه الحيوية والوجودية والاجتماعية.
سألت نفسي ما إن كنت وحدي في هذا الشعور، شعور الحنين إلى الوطن بعيدًا عن الوطن، فسألت بعض الشباب المغتربين عن تجربتهم في التطبيق.
شهد، 22 عامًا، مصرية كويتية، أخصائية موارد بشرية ومسوقة وسائل التواصل الاجتماعي
شهد.
ما أكثر ما جذبك لكلوب هاوس؟
الحديث والاستماع للآخرين، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لأدرك مدى أهمية رغبتنا في أن يتم الاستماع إلينا والتعاطف معنا وتفهم مشاعرنا. الكثير منا بحاجة ماسة إلى الاتصال والتواصل الحيوي وقد حصلنا عليه عبر شاشاتنا. إنه شعور أشبه بالولادة من جديد. لا أريد أن أزعم أن هذا أمر جيد أم لا، بالنسبة لي يبدو الأمر شديد الخطورة حيث أننا مرتبطون بأجهزتنا الآن أكثر من أي وقت مضى لدرجة الإدمان، لكن كلوب هاوس يدفعنا للشعور بالارتياح الذي قد لا نجده في مكانٍ آخر. بالطبع نحن ندرك جيدًا أننا المنتج (أيوة ده تلقيح عليك يا زوكربيرغ).
هل قلل من شعورك بالغربة لحد ما؟
فكرة أنه بإمكاننا تبادل المحادثات الصوتية مع أشخاص من جميع أنحاء العالم بهذه السهولة أمر لا يصدق. كل شخص لديه قصة يرويها والتي تجلب لنا الكثير من الراحة، ولا شك أنها تذكرنا بأوطاننا التي اغتربنا عنها، بل وفي بعض الأحيان تشعر وكأنك تتحدث إلى أشخاص قد انفصلت عنهم عند الولادة. كنت في غرفة في كلوب هاوس وسألت سؤالًا بسيطًا، "هل أنا وحدي في هذا الشعور، لدي مشكلات تتعلق بالالتزام ومع ذلك أخشى أن لا أقع في الحب؟" وكان ذلك من باب المزاح فقط ولكن من الواضح أنهم فهموا ما أعنيه بالضبط. إنه أمر شخصي تمامًا والمساهمة ليست دائمًا سهلة ولكني وجدت نفسي مرتاحة للغاية ومستعدة لمشاركة كل أفكاري ومشاعري."
نورا زيد، 23 عامًا، مصرية مقيمة في الإمارات، رسامة ومصممة
نورا زيد.
ترين أن التطبيق إنساني جدًا، ماذا تعنين؟
نصحني أحد أصدقائي بالانضمام للتطبيق وأرسل لي دعوة منذ حوالي 3 أسابيع. وبما أنني لا أحب الأماكن المزدحمة والمكتظة، كنت متشككة ومرتابة في البداية، توترت من فكرة وجود عدة أشخاص يتحدثون في آنٍ واحد على منصة اجتماعية. ولكن عندما أكد لي أنه بإمكاني الاستماع فقط وأرحل في صمت دون استئذان مسبق، قررت انشاء حساب وبدأت بالدخول إلى غرف تتعلق بمختلف المواضيع من التصميم وبناء علامة تجارية إلى فشلهم في علاقاتهم العاطفية السابقة.
وجدت أن المستخدمين على كلوب هاوس أقل قلقًا وأكثر ثقةً بشأن مشاركة أفكارهم، وهذا ما يجعله إنساني جدًا، فالمشاركون يتحدثون مباشرةً مع بعضهم البعض، بدلًا من الاختباء خلف منشور أو تغريدة. من الأشياء المفضلة لدي فيه هي القدرة على التواصل مع أشخاص من مصر، سواء من الناحية العملية أو الاجتماعية، ومناقشتهم في صناعة التصميم أو السياحة أو العلاقات أو القضايا الاجتماعية أو لمجرد المزاح. كمغتربة، الحنين إلى الوطن بالنسبة لي هو تحدي حقيقي ووجدت أن كلوب هاوس ساعد في التخفيف من شعور الغربة.
هل لديك بعض التحفظات على التطبيق؟
يمكنني أن أتخيل أنه قد يصبح مشكلة إذا بدأ البعض في استخدامه كوسيلة للهروب من الواقع، فلا تتطلب التفاعلات اللحظية الالتزام ويمكن استخدامها كوسيلة لتجنب العلاقات الحقيقية. شيء آخر يجب الانتباه إليه هو أن كلوب هاوس قد يصبح مستقطب كما هو الحال في المنصات الأخرى، مما سيعرض المستخدمين لمحتوى ستفرضه عليهم خوارزميات وإجبارهم على الالتزام بقواعدها الموضوعة مسبقًا، لكن الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك من عدمه."
أحمد عُربان، 30، مصري مقيم في روما بإيطاليا، مهندس إداري ومستشار ابتكار وتطوير مجتمعي وتنمية مستدامة
أحمد عربان.
هل يمكن أن نعتبر كلوب هاوس مساحة حرة؟
تجربتي إلى الآن إيجابية، نعم، كلوب هاوس (حتى الآن) هو أنه مساحة لعامة الشعب لمناقشة الموضوعات المجتمعية التي لا يمكننا عادةً مناقشتها بصوت عالٍ، فهناك غرفة لجميع أنواع الموضوعات المحظورة والغير مقبولة في الوطن العربي، وهذا بالنسبة لي ثوري للغاية. أنا فخور حقًا بجيلي لهذا التقدم وهذه الثورة الاجتماعية التي تحدث في مصر حاليًا، فقد بدأت الثورة الاجتماعية بثورة سياسية قبل 10 سنوات، وبالرغم من أن الثورة السياسية للأسف فشلت لكنها على الأقل ولدت هذه الثورة الاجتماعية التي تزداد عمقًا وتكسب زخمًا. أعتقد أن كلوب هاوس ينقل هذا الواقع، إنه يعكس حالة المجتمع الذي يناضل من أجل التغيير، وهذا أمر لا يصدق بالنسبة لي.
هل يمكن خلق صداقات عبر هذا التطبيق؟
أحب حقيقة أنني قابلت أشخاصًا مشابهين لي في التفكير، لأنني تخليت عن مصر لفترة من الوقت، وعزلت نفسي عنها وعن المجتمع، لأنني لم أشعر بالانتماء له وكان من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أتعرف على أشخاص يشبهونني وأشعر بالراحة في التحدث معهم ومناقشة الأمور التي تهمني، ولم أتمكن من الوصول إليهم مطلقًا إلى أن انضممت إلى كلوب هاوس، وأنا ممتن لهذه الفرصة.
التقيت بأشخاص أذكياء عاطفيًا يتمتعون بعقلية منفتحة على النقد البناء. وقد صادفت العديد من القصص التي ألهمتني وذلك يمنحني الأمل في جيلنا والأجيال التي تلينا وفي أن الأمور يمكن أن تتغير للأفضل في مصر. لا نستطيع إنكار إنه مثل أي أداة وسائط اجتماعية يمكن استخدامها لشيء مفيد ويمكن إساءة استخدامها أيضاً، بمعنى وجود غرف ذات محتوى رديء الجودة، لكنها في النهاية لا تزال ديمقراطية والجميع أحرار في مناقشة ما يريدون، وإذا لم يعجبني شيء ما في غرفة سأتركها ببساطة.
ملاحظة: قمنا بازالة واحدة من المقابلات لأسباب تتعلق بمصداقية الشخص الذي تم مقابلته.