IMG_1395
القلب المكسور

كيف أتوقف عن حب شخص من ديانة مختلفة؟ وكيف استرجع ثقتي بنفسي؟ نصائح من القلب المكسور

بعد نهاية كل علاقة نشعر أننا كنا حمقى، أو أننا لا نستحق الحب، سنشعر بالخسارة والحسرة على الوقت الذي استثمرناه، هذا طبيعي

كيف يؤثر كتم المشاعر خوفاً من المجتمع والأهل على حياة الأشخاص المثليين؟

صديقي المتكتم،

كتمان المشاعر عمومًا أمر صعب، له تأثير مؤلم نفسيًّا وجسديًّا علينا كبشر. لكن التكتم على مثليتك أصعب، لأنك لا تكتم شعورًا، وإنما طبيعتك، ومن تكون حقًّا، وكل ما أنت عليه. الحياة وسط مجتمع متحفز ضد طبيعتك قد يؤثر عليك بالاكتئاب، والاغتراب، والشعور بأنك غير منسجم ولا مكان لك وسط الجميع، حتى أقرب الناس إليك، بجانب هذا ستختبر القلق والخوف والتهديد من انكشاف سرّك وسط مجتمع مليء بالرهاب والكراهية. ستسمع تعليقات تشعرك بالذنب والإثم، لتكره نفسك وطبيعة لم تخترها. إنها بيئة مدمرة تمامًا، ستكسر كل إحساس لك بالأمان والثقة. ربما تستسلم للمجتمع وتخضع للشكل الاجتماعي المطلوب وتستمر بالتظاهر بأن شخص آخر على الأقل في البيئة التي لن تتفهمك، في محاولة لتحيا بسلام، وربما تفكر في الصدام وإعلانك هويتك وليحدث ما يحدث. إنهما شعوران متناقضان لكنهما سيتعاقبان عليك. ما عليك أن تتذكره هو: لا تتهور، لا تغامر بأمانك الشخصي، ولا تعادي العالم وأنت وحدك دون أن تستعد. حاول أن تكتسب أكبر قدر من القوة، ادرس، تخرج، اصنع مستقبلاً جيدًا واستقل ماديًّا، لتتوفر لك عناصر القتال الأساسية، لكي تكون قادرًا على تقرير مصيرك. بعدما تعبر هذه المراحل سيمكنك أن تقرر ما تريد فعله حقًّا، هل تقف وتواجه لتنتصر لنفسك وغيرك، أم تختار النجاة الفردية لتحيا بسلام وهدوء، وستكون ناضجًا كفاية لتختار. ابدأ بخلق فقاعة صغيرة داعمة حولك، أصدقاء يمكنهم التفهم ويقدرون الحرية والاختلاف، أصدقاء مثليين آخرين تتبادلون القصص والتجارب، فأحيانًا أكثر ما يهون علينا ما نكتمه من مشاعر، وجود شخص أو أكثر يفهم تمامًا ويستوعب ما نمر به. أنا أفهم تمامًا، وأدعم قرارك أياً كان.

إعلان

أتمنى لك كل الأمان.

احب شخص منذ 13 عاماً، ولكن فرق الدين منعنا من الارتباط. تطلقت مؤخراً وعدت إلى بلدي لاكتشف أنه سيتزوج هذا الصيف. لست ادري كيف يمكنني أن أكمل حياتي من دونه. أنا متعلقة به ومتيمة به لأقصى الحدود، و أشعر بالانهيار تماماً عندما أراه يؤسس حياته مع شخص غيري. أموت من الغيرة والحنق. أعرف أنه يحبني، لكن شعور الخوف وعدم الأمان من العلاقة يقتلني. ينبغي أن ابتعد كلياً صح؟

عزيزتي العاشقة،

لو أن هناك لعنة حقيقية في حياتنا كبشر، تفوق السحر في تأثيرها، وتلازمنا دون قدرة على الفكاك، فهي التعلق بحلم بعينه، أو برغبة معينة ندرك استحالتها، ومع ذلك لا نتوقف عن تمنيها. لسبب ما، أضفى الفنانون رومانسية على هذه اللعنة "الحب المستحيل" عبر العصور، فصوروها وكأنها الحقيقة الوحيدة في حياتنا، والتي تستحق القتال، وتستحق ألا نرى جمالاً في سواها ولو عشنا في الجنة نفسها. دعيني أخبرك بوضوح: كل هذا هراء. تحبين شخصًا منذ 13 عامًا.. فترة طويلة للغاية لتتركي نفسك متعلقة بحلم، مهما كان هذا الحلم عزيزًا عليكِ. اختلاف الدين لا يفسد للحب قضية ولا يقطع عليه الطريق، لكن ما يفسد القضية هو تقاعس أحد طرفيها عن القتال لأجلها. الحب يقتضي بذل الجهد، والتعب، والتمسك، والتشبث، هو ليس لحظة رومانسية مدهشة يتفق فيها قلبان، فتسير كل أمورهما بسلاسة بينما تغرد العصافير. هذا لا يحدث، لن يحدث، لا يمكن أن يحدث في أي عالم تحت أي ظرف. الحب علاقة تقتضي الكثير جدًّا من الجهد ولا تحدث وحدها بمعجزة.

خلال كل هذه السنوات، ماذا فعلتِ أو فعل هو لتأخذ تلك العلاقة خطوة أكبر من مجرد المشاعر؟ هل تصارحتما؟ هل ناقشتما الصعوبات التي تواجهكما؟ هل فكرتما في طريقةٍ للتغلب عليها؟ هل تعارفتما بما يكفي لتتأكدا أنكما مناسبين لبعضكما أصلاً؟ هل ارتطبتما لفترة لتدركا مواطن الاختلاف والاتفاق؟ هل كان الدين عقبة في استمرار العلاقة، أم عقبة في طريق بدئها أصلاً؟ سؤالك لا يحمل هذه التفاصيل لهذا لا يمكنني الحكم عليها، لكنني أخبرك أنك ما لم تكوني قد ارتبطت بهذا الشخص، وتناقشت معه وعرفت رأيه، فأنت لست في علاقة أصلاً يا صديقتي. تقولين إنك تعرفين أنه يحبك.. كيف وهو يتهيأ للزواج بأخرى؟ هل أخبرك بذلك، أم أنك تشعرين بهذا "الحب" وكيف تتأكدين أنه لا يتلاعب بك؟

إعلان

الزواج من ديانة مختلفة، ليس قراراً سهلاً، بعيداً عن الرومانسية، الأمر يحتاج لقرارات حاسمة وشجاعة للوقوف ضد الأهل والمجتمع. وإذا لم تقاتلا لأجل هذه العلاقة في السابق، فماذا الذي تغير الآن بعد 13 عامًا ليجعل هذه العلاقة ممكنة؟ يبدو أن هذا الشخص قد اختار طريقه، وقرر المضي في من خلال زواجه بفتاة أخرى، كما فعلت أنت من قبله. برأيي، القصة منتهية. لا يوجد طرف مستعد للمخاطرة.

أغلب الظن أنه لا يحبك حقًّا، لا أحد يحب أحدًا يخبره أنه سيتزوج بغيره، ولا يبدي نيةً للتمسك به أو أخذ خطوة جادة. أنت تخسرين حياتك خلف هذا الوهم. أنت لا تستحقين إهدار حياتك بهذا الشكل، ويجب أن تبتعدي فورًا فعلاً، اغلقي كل وسائل الاتصال وتوقفي عن أي مراسلات بينكما، وامضي بحياتك وابحثي عن أحلام أخرى تتمسك بك كما تتمسكين بها. سيكون الأمر صعبًا في البداية، لكن بعد أشهر ستشكرين نفسك. أتمنى لك كل الحرية والخفة.

كيف ارجع ثقتي بنفسي بعد ما تدمرت من شخص كنت احبه؟ وهل البحث عن Relationship closure مهم؟

عزيزتي المتعافية،

ألف مبروك أنك توقفت عن حبه، ما دمت قلت "كنت أحبه" فأنت على طريقك للشفاء التام. كل العلاقات تنتهي بصدمات وفقدان ثقة، فلا تهوّلي من تأثيره عليك. بعد نهاية كل علاقة نشعر أننا كنا حمقى، أو أننا لا نستحق الحب، أو أننا خسرنا فرصتنا في السعادة وانهارت حياتنا، سنشعر بالخسارة والحسرة على الوقت الذي استثمرناه في العلاقة، هذا طبيعي، ثم تمضي الأمور بعد فترة، ونستقر ونحب من جديد، عادي. يختلف الأمر إذا كنت في علاقة مع شريك مسيئ، أساء إليك باستراتيجيات مريضة تحطمك نفسيًّا وتؤثر على تقديرك لنفسك، وتجعلك تستمدين الثقة فيها منه وحده. لكن هذا يعالج بالتدريج، ذكري نفسك بكل الأشياء الرائعة التي تملكينها، والشخصية التي كنت عليها قبل معرفته، والشخصية المدهشة التي يمكنك بنائها بعده. كل ما كنت تفتقدينه في علاقتك به سيكون متاحًا وميسورًا الآن. خذي وقتك للتعافي والتنفس، لكن إذا كنت تعانين نفسيًّا بشدة، وليس مجرد الحزن العابر الذي نختبره بعد الانفصال، فتحدثي مع طبيب نفسي يشخص حالتك ويعينك على تجاوزها.

أما خاتمة العلاقة أو الـClosure فلها ألف شكل، البعض يعتبر نجاته من العلاقة هي أفضل نهاية، يرحل ولا يهتم بأي شيء، لأنه يعرف أنه سيفقد نفسه لو استمر يومًا إضافيًّا. البعض يمضي في حياته بعدما يؤدي طقسًا معينًا يشعره بالراحة، مثل البلوك وقطع كل وسائل الاتصال، والبعض يقوم بكتابة يكتب كل ما حدث، كل مشاعره وحبه وحزنه وفقده على ورقة ويحرقها، وآخرين يهمسون بمشاعرهم لبالون هيليوم ويطلقونه في الهواء.

الحصول على نهاية للعلاقة ليست ضرورة في حد ذاتها، لكنها ضرورية فقط إن كنت تشعر/ين أنك عالق/ة، وهناك حاجة لخطوة أخيرة للقدرة على تجاوز العلاقة. يمكن الحصول على نهاية العلاقة من خلال التخلص من كل ما يذكرك بهذا الشخص. لديكم خيار مسامحة الماضي ونسيانه ورميه وراء ظهركم. انتظار الندم أو الاعتذار الذي قد لا يأتي يجعلك رهينة هذا الاعتذار، ويصعب من عملية تجاوز الماضي. التجاوز هو بيدك وحدك، الناس غالبًا لا تعتذر، وترى نفسها محقة في الصدامات الكبيرة، ربما لن يشعر الطرف الآخر أبدًا بالخسارة، ربما لن يندم، ربما لن يرد لنا اعتبارنا. نحن وحدنا من نستطيع فعل هذا، وعلينا فعله بطمأنينة ودون اهتمام بمن تركناهم خلفنا. وحدك يمكنك تقدير نفسك، ورد اعتبار نفسك، ووضع قواعد لعلاقة مستقبلية صحية وجميلة. العالم يعمل هكذا: يُكرّم من يكرّمون أنفسهم، ويهين من يقبلون بأقل مما يستحقون. لا تقبلوا أبدًا بأقل مما تستحقون.

كل الحب.