فيروس كورونا

الأمم المتحدة: فيروس كورونا سيدفع ربع سكان العالم العربي إلى دائرة الفقر

العديد من أولئك الذين أصبحوا في دائرة الفقر، كانوا حتى وقت قريب من الطبقة المتوسطة
JR
إعداد James Reinl
patrick-schneider-9v2PNQ_I-f8-unsplash

تسبب الإغلاق وتقييد حركة السفر في خسائر فادحة لشركات الطيران وأيضا لقطاع السياحة في البلدان العربية وتسبب فقدان عدد كبير من الوظائف. الصورة: انشبلاش

حذرت الأمم المتحدة من أن تفاقم انتشار فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط يمكن أن يترك ربع سكان العالم العربي في دائرة الفقر. في رسالة بالفيديو، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن كوفيد -19 "كشف عن تحديات موجودة أساسًا" في الدول العربية في الوقت الذي من المتوقع أن يؤدي انهيار أسعار النفط إلى تقليص اقتصاد المنطقة بنسبة 5 بالمئة.

وتشير بيانات جديدة من جامعة واشنطن إلى أن الدول العربية لم تشهد بعد ذروتها في حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19 وأن ما يصل إلى 160 ألف شخص سوف يموتون بسبب الفيروس بحلول شهر نوفمبر. وقال جوتيريش: "لقد تسبب فيروس كورونا بدفع الملايين إلى أسفل السلم الاقتصادي، ما يعني أن ربع السكان في العالم العربي سيقعون في دائرة الفقر. هذه المنطقة مليئة بالتوترات وعدم المساواة، وهذا الوضع سيكون له عواقب وخيمة على الاستقرار السياسي والاجتماعي."

إعلان

ووفقًا لهذه الدراسة من الأمم المتحدة، استطاعت الدول العربية حتى الآن السيطرة على الفيروس، ولم تشهد عدد كبير في الوفيات كما في الصين وأجزاء من أوروبا والولايات المتحدة، لكن "الاتجاهات الحديثة تثير القلق." وقال التقرير إن تأثيرات هذا الفيروس ستشمل الجميع، سواء دول الخليج أو الدول التي تعاني من حروب كليبيا  واليمن وسوريا.  وقد تسبب إغلاق المدن والمطارات في جميع أنحاء العالم بانخفاض أسعار النفط إلى حوالي 40 دولارًا للبرميل - أقل بكثير من السعر الذي يحتاجه المصدرون العرب لموازنة ميزانياتهم.

وقال باحثون إن من المتوقع أن ينكمش اقتصاد الدول العربية بنسبة 5.7 بالمئة - خسارة 152 مليار دولار - كما أعطى صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا توقعاته الأكثر تشاؤمًا منذ 50 عامًا.

وذكر التقرير المؤلف من 27 صفحة الصادر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة أن بعض الدول العربية قد تشهد تراجع اقتصادياتها بنسبة 12 بالمئة هذا العام، وهذا من شأنه أن يدفع بحوالي 14.3 مليون شخص تحت خط الفقر هذا العام، مما يرفع العدد الإجمالي للفقراء في المنطقة إلى 115 مليون نسمة، أي حوالي ربع سكان العالم العربي البالغ عددهم 436 مليون نسمة.

وقال باحثون إن العديد من أولئك الذين أصبحوا في دائرة الفقر، كانوا حتى وقت قريب من الطبقة المتوسطة، مما يضخم من مشاكل المنطقة التي تعاني من معدلات عالية من البطالة، لا سيما بين سكانها الشباب.

ويشير الدكتور علي مقداد، مدير مبادرات الشرق الأوسط في معهد القياسات الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن، أن الدول العربية أنهت الإغلاق في وقت مبكر جدًا. وتوقع ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في مصر، والذي يبلغ حوالي 4،500 الآن، إلى أكثر من 50،000 بحلول نوفمبر.
كما توقع أيضًا ارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا في السعودية من 2،600 إلى 20،000، وفي العراق من 4،300 إلى 16،000، وفي اليمن من حوالي 500 إلى 12،000.

وأوضح الدكتور المقداد لـ Vice News: "نحن قلقون للغاية بشأن الشرق الأوسط. مع انخفاض أسعار النفط والحروب في اليمن وليبيا وسوريا، وعدم الاستقرار في العراق والاحتجاجات من لبنان إلى الجزائر، فإننا نرجع إلى الوراء في ملفات الصحة والتعليم والبطالة. إنها حلقة مفرغة."