مرأة

٧٧ بالمئة من النساء في لبنان يعانين من صعوبة في الوصول لمنتجات الدورة الشهرية

ارتفعت أسعار الفوط الصحية المستوردة ما بين 66% و409%
strip-hygienic-female-menstruation

٧٦.٥ بالمئة من النساء في لبنان يعانين من صعوبة في الوصول لمنتجات الدورة الشهرية بسبب الزيادة الحادّة في الأسعار الناتجة عن الأزمة الاقتصاديّة وانهيار العملة اللبنانية، وذلك بحسب دراسة إحصائية نفذّتها منظمة "FE-MALE" بالشراكة مع منظمة "PLAN international". 

إعلان

هذه الدراسة تسلط الضوء على واقع "فقر الدورة الشهرية" في لبنان، وهو مصطلح يشير إلى عدم قدرة النساء والفتيات على الوصول إلى ما يلزمهنّ من مستلزمات نظافة شخصيّة أثناء فترة الدورة الشهرية. هذه الدراسة تأتي في إطار حملة وطنية تطلقها المنظمتين تحت عنوان نشّفتولنا_دمنا لرفع الصوت حول سلبيات "فقر الدورة الشهرية" وتداعياتها المخيفة على النساء في لبنان وللتأكيد على أن الوصول لمستلزمات الدورة الشهرية حق مش امتياز.

شملت الدراسة 1،800 امرأة تم الاتصال بهن عبر الهاتف، وتراوحت أعمار المشاركات في الدراسة ما بين 12 و45 سنة، موزعين على مختلف المناطق اللبنانية ومن مختلف المستويات الثقافية وفئات الدخل.

وتقول المديرة التنفيذية بالشراكة في منظمة "في-مايل"، علياء عواضة، إن "فقر الدورة الشهرية أصبح للأسف واقعًا في لبنان، وله الكثير من التأثيرات السلبية والضرر المباشر على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات." مع الإشارة إلى أنّ هذا الموضوع ينتقص من كرامة النساء الإنسانيّة ويؤدّي إلى عدم شعورهنّ بالأمان أثناء فترة حيضهنّ."

ارتفعت أسعار الفوط الصحية المستوردة في لبنان ما بين 66% و409% فيما ارتفعت أسعار المنتجات الوطنية من 98% إلى 238% بحسب الأصناف -ما كان سعره يتراوح بين 4،000 ليرة و6،000 ليرة بات اليوم بين الـ 25 و35 ألف ليرة لبنانية.

إعلان

وفقاً للدراسة، أكدت 87.9٪ من المشاركات أنهنّ غيّرن سلوكهنّ الشرائي لمنتجات الدورة الشهريّة بسبب ارتفاع الأسعار، فيما قامت 41.8٪ من النساء والفتيات في لبنان بتقليل كميات الفوط الصحيّة المستخدمة خلال الدورة الشهريّة أو استخدمنّها لفترة أطول، هذه النسبة ارتفعت إلى 60.5% لدى النساء السوريات.

وبينت الدراسة أن 43% من اللواتي شملتهن الدراسة عانين من مستوى معين من القلق والتوتر نتيجة عدم قدرتهن على الحصول على منتجات الدورة الشهرية، و36٪ من النساء والفتيات في لبنان عانين من أعراض جسديّة بسبب عدم تمكنهم من شراء حاجات الدورة الشهرية ومنتجات النظافة ما يؤدي إلى التهابات تؤثر على صحتهن الجنسية والإنجابية.

"فقر الدورة الشهرية" الذي استخدمه كمصطلح 35.3٪ من النساء والفتيات في لبنان، للحديث عن حالتهنّ، أدى إلى انعكاسات صحية ومشاكل نفسية للنساء في لبنان. واشارت تقارير سابقة أن بعض النساء اضطررن للاتجاه نحو استخدام حفاظات الأطفال أو قطع قماش كبدائل للفوط. استخدام منتجات غير مناسبة خلال الدورة الشهرية يمكن أن يؤدي لالتهابات لدى النساء ومشاكل صحية أخرى، كما أن عدم القدرة على شراء المنتجات الصحية له تأثير كبير على صحة النساء النفسية حيث أنهن يعانين من نسب أعلى من القلق والاكتئاب.

وبسبب الإنهيار الاقتصادي في لبنان المستمر منذ صيف عام 2019، أصبح 55 بالمئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة. ومع خسارة الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، ارتفعت أسعار السلع على أنواعها وانقطعت أخرى من الأسواق، بينها الأدوية للأمراض المزمنة وحليب الأطفال.