دولة واحدة أم دولتين؟ سألنا عدد من الشباب الفلسطينيين عن مستقبل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

حمامة بانكسي على الجدار الفاصل، بيت لحم. تصوير: نيل وارد/فليكر

FYI.

This story is over 5 years old.

سياسة

دولة واحدة أم دولتين؟ سألنا عدد من الشباب الفلسطينيين عن مستقبل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

أريد الوصول لأي حل ينهي هذا الصراع وأن نتمكن من العيش بحرية

بعد أكثر من 24 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي نصت -من ضمن ما نصت عليه- على رؤية تقوم حل الدولتين أي وجود دولة إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان بسلام جنباً إلى جنب، وإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، جاء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ليقضي على أي إمكانية متبقية لتحقيق هذا الحل، حيث لا يتوقع 71% من الفلسطينيين و79% من الإسرائيليين قيام دولة فلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة، بحسب استطلاع للرأي.

إعلان

وفي حين شهدت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية العديد من المحطات والخطط والاتفاقات التي لم تجلب أي سلام للصراع القائم منذ النكبة عام 1948، إلا أن اعتراف ترامب الأخير جعل كلمة مفاوضات تفقد معناها، أضف إلى ذلك استمرار إسرائيل ببناء المستوطنات على أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية وهو ما يشكل خرقاً للقانون الدولي الذي يصنف الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من أصحابها الفلسطينيين كأراضي محتلة، والانتهاكات الإسرائيلية اليومية -هذه المقدمة الطويلة هي محاولة لتبسيط صراع معقد. وفي ظل "فشل" حل الدولتين بنظر الكثيرين، هناك توجه شعبي شبابي يؤيده حوالي 30% من الفلسطينيين بحسب خبراء لدعم حل الدولة الواحدة على كامل أراضي فلسطين التاريخية يعيش فيها الفلسطينيين والإسرائيليين تحت سيادة دولة واحدة ديمقراطية يحكمها قانون المواطنة، وهو الحل الذي ترفضه إسرائيل شكلاً ومضموناً. ما بين الدولة والدولتين، قابلنا مجموعة من الشباب الفلسطينيين وسألناهم عن رؤيتهم لمستقبل الصراع.

يارا فارس، 26، صحفية

VICE عربية: لا يزال هناك اختلاف حول واقعية حل الدولة الواحدة، كيف ترين هذا الحل؟
يارا فارس: أعتقد أن حل الدولة الواحدة هو الحل الأقرب للواقع الذي نعيشه، والأكثر واقعية أيضاً، ونظرًا للظروف والمتغيرات المتسارعة، لا أعتقد بأن حل الدولتين بات ممكناً في الوقت الراهن. حل الدولة الواحدة قد يبدو للوهلة الأولى صعب جداً على الطرفين، ولكنه ممكن، كما حدث على سبيل المثال في جنوب أفريقيا، ولكن يبقى التحدي في قبول واستعداد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لمثل هذا الحل في ظل كل ما يحدث داخلياً وخارجياً، وما تم التوصل إليه من اتفاقيات ومفاوضات وغيرها على مدار عقود من الزمن.

إعلان

تامر بعباع، 27، محامي

هل لا تزل تؤمن بحل الدولتين وخاصة بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل؟
بالنسبة لي، أرى أن حل الدولتين غير واقعي وغير قابل للتنفيذ، فالحدود الجغرافية بين ما من المفترض أن يكون دولة فلسطينية وبين إسرائيل متشابكة ولا يمكن تقطيعها والاقتصاد الفلسطيني تابع للإسرائيلي، وما تم الاتفاق عليه في السابق مع الجانب الإسرائيلي بخصوص حل الدولتين تم تدميره بالانتهاكات الإسرائيلية والاستيطان والحواجز والاعتقالات اليومية.

أنت مع حل الدولة الواحدة إذاً؟
أيضاً، حل الدولة الواحدة مرفوض من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، فهما غير قابلان للتعايش مع بعضهما خاصة بعد صراع طويل قُتل خلاله الآلاف واعتقل أكثر من مليون فلسطيني. هذا التاريخ يؤثر على إمكانية التعايش معاً بدولة واحدة، فهناك فرق كبير بين الضحية وبين الجلاد.

لا دولة ولا دولتين، هل لديك حل ثالث؟
أنا أفضل أن يبقى الوضع الراهن والمستقبلي كما هو، أي بمعنى وجود سلطة فلسطينية تتكلف بأمور الشعب الفلسطيني وتمثل الشعب الفلسطيني وتستمر بمشروعها الوطني وتستمر بمطالبتها للمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل كي تنهي احتلالها للاراضي الفلسطينية، هذا هو الخيار الافضل حالياً.

ديما ميمي، 21، طالبة

دولة أم دولتين؟
لا هذا ولا ذاك يبدو ممكناً، الاحتلال الإسرائيلي أفشل حل الدولتين بسياسته القمعية والعنصرية ضد الفلسطينيين وفي نفس الوقت يرفض حل الدولة الواحدة ويرفض وجودي على الأرض كوني عربية فلسطينية. ما يهمني هو أن ننهي الاحتلال الإسرائيلي ويكون لدينا دولة فلسطينية كاملة السيادة دون استيطان، دون حواجز٬ لأن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي اليومية هي معيق لكل حلول السلام المطروحة. أريد الوصول لأي حل ينهي هذا الصراع وأن نتمكن من العيش بحرية. هذا ما أطمح أن نصل إليه كفلسطينيين في السنوات القادمة، ولكن من تقييمي للوضع الحالي، لا يبدو أن الأمور ستؤول لأي شيء جيد.

إعلان

وسيم أيوب، 22، طالب

دولة ديمقراطية واحدة لكافة مواطنيها، هل ترى هذا الحل قابل للتطبيق؟
أنا شخصياً ضد التنازل عن أي شبر من فلسطين التاريخية، وبالرغم من أننا الطرف الأضعف في معادلة العالم السياسية وخاصة في ظل التخاذل العربي، إلا أن المعادلات قابلة للتغير ويمكن أن تنقلب الطاولة على الأحتلال بأي وقت خاصة مع صمود الفلسطينيين على الأرض. حالياً الواقع ضد الشعب الفلسطيني، لكن استمرار الوضع كما هو حالياً بوجود السلطة الفلسطينية على الارض كممثل للشعب الفلسطيني أفضل بكثير مما كنا عليه بالسابق وعلينا العمل أكثر لوحدة الشعب الفلسطيني وإعادة بناء البيت الداخلي الفلسطيني. أنا مع قيام دولة واحدة من النهر إلى البحر، اسمها فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وكل الحلول المطروحة اليوم على الطاولة ما هي إلا حلول لإضاعة المزيد من الوقت.

عبير النجار، 24، موظفة

أنت مع حل الدولة الواحدة، لماذا؟
برأيي أن حل الدولة الواحدة هو الحل المنطقي الوحيد والذي يمكن أن يساعد الفلسطينيين على الاستمرار بحياتهم، فنحن نعيش تحت احتلال منذ أكثر من سبعين عاماً، وجاءتنا السلطة الفلسطينية قبل خمس وعشرون عاماً من خلال اتفاق أوسلو للسلام لتكون وسيطاً بين إسرائيل والفلسطينيين. وما هي النتيجة؟ لا شيء. السلطة الفلسطينية لم تحرز أي إنجاز على أرض الواقع منذ توقيعها هذه الاتفاقية حتى الآن، بالعكس زادت الحواجز وتم بناء جدار فاصل وانقسم الفلسطينيين بين الضفة وغزة وزاد التعصب للأحزاب والمواطن هو من يدفع الثمن.

لا تعتقدين أن السلطة الفلسطينية من خلال تحركاتها الدولية ومحاولة الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من بعض الدول تؤدي الى أي نتيجة على الأرض؟
الواقع يقول بعد ربع قرن من الفشل للسلطة الفلسطينية ببناء دولة، عليها أن تدع القرار للشارع لكي يعيد وحدته بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة وبين فلسطيني الداخل، لكي يبدأ مرحلة نضالية جديدة يمكن أن تؤثر على أرض الواقع، فنحن لسنا بحاجة لاعتراف دولي ولا شعارات رنانة.

إعلان

أمير العواجا، 27، طالب ماجستير

هل ترى أن حل الدولتين انتهى؟
أرى أن حل الدولتين هو حل غير عادل وغير منصف للفلسطينيين وتضحياتهم، هناك الكثير من المسائل الشائكة في هذا الحل، يوجد خمسة ملايين لاجئ في الشتات، ماذا ستفعل بهم؟ أنا لاجئ من يافا وأعيش حالياً في الضفة الغربية، لا يمكن لأحد أن يتنازل عن حقي وحقهم بالعودة إلى الأراضي التي احتلت عام 1948. هناك الكثير من الأسئلة التي لا تجد بحل الدولتين إجابة عليها، ما هو مصير مليوني فلسطيني يعيشون الآن داخل الاراضي المحتلة عام 1948؟ ما هو مصير القدس بعد قرار ترامب؟ هل يمكن أن ترسم الحدود جغرافياً؟ كما أن الاقتصاد الفلسطيني مرتبط بالاقتصاد الاسرائيلي اليوم، وهناك أكثر من 200 ألف عامل فلسطيني يعملون في اسرائيل داخل الخط الأخضر، ما هو مصيرهم؟

هل الدولة الواحدة ستجيب عن هذه الاسئلة؟
أنا أتبنى حل الدولة الواحدة تحت سيادة فلسطينية من النهر إلى البحر، وأنا مؤمن بأن فلسطين سوف تتحرر عاجلاً أم آجلاً وأن أي استعمار بالعالم سيأتي يوم عليه وينتهي بإرادة الشعوب.

تصوير: علاء ضراغمة