FYI.

This story is over 5 years old.

صحة

المعنى الحقيقي للتخلّي عن أحلامك

"حتى اليوم، لا زلت أبكي عندما أفكّـر في الفن وكيف أن التخلي عنه كان أمراً مدمراً. أشتاق له في كل يوم وأتمنى لو أنّـي تمسكت به"

الصورة من خلال جيمي لي كيرتيس تيتي

نحن نحيا في ثقافةٍ قد قامت بطريقةٍ ما على تحويل الفنّ إلى فريضة. اصنع كلّ يوم، يقول المؤثرون على انستغرام. اخلق الجديد باستمرار! ويمكن لك أن تضيف هاشتاغ على هذه الضجة لتـبرز مدى مشاركتك في اقتصاد الفن. لك أن تدّعي أنك #دعوت_لتكون_مبدعاً إذا ما أردت أن تصبغ الأمر بهالة روحانية بعض الشيء. وبينما يخلق هذا نوعاً ما من ثقافةٍ التحرّر، يمكن له أيضاً أن يـوجد ثقافةً من الخوف والشعور بالذنب، حيث لا يكون الفشل خياراً. في نهاية الأمر، إن كان الجميع قادراً على #الصنع، فما هو عذرك؟

إعلان

إنّ القول بأن أحلامك الفنية لم تنجح كما أملت، يتطلّب الشجاعة والقليل من التحدي. لا يحبّ أحد أن يعترف بالهزيمة، بخاصة عندما يتم فهم "الفشل الفني" كإشارة على أنّك لم تعمل بجد بما فيه الكفاية. هنا، يصف سبعة أشخاصٍ كيف غادروا هذا السباق.

شاركت في أحد برامج تلفزيون الواقع على أمل ربح المال أو استخدام شخصيتي اللمّاعة لتحويله إلى برنامج حواري أو إنتاج برنامج أو العمل في التلفزيون. كان اعتقادي عندما انتقلت إلى لوس أنجلوس أن هذا هو ما أريد. أقمت في مدينة نيويورك حوالي 10 سنوات، وخطر لي أن أنتقل بشخصيتي المجنونة ذات الكاريزما والسحر المميز إلى لوس أنجلوس. تعرفون أغنية فرانك سيناترا عن نيويورك حيث يقول: "إن كنت أستطيع النجاح هناك، فأنا أستطيع النجاح في أي مكان"؟. إنه كاذب لعين.

إنّ لوس أنجلوس واحدةٌ من أسوأ الأماكن التي عشت فيها خلال حياتي. لقد اضطررت للعمل مع أناسٍ كانوا شديدي البؤس، فأنا شخصٌ مباشر، والجميع في لوس أنجلوس من النوعية التي تطعنـك من الخلف. لا وجود للأصدقاء في لوس أنجلوس. لقد بكيت كل يومٍ خلال السنة الماضية هناك. كان هناك أيامٌ حيث لم أستطع الخروج من الفراش، رغم أنني كنت بحاجةٍ للنهوض والبحث عن عمل. في أحد الأيام، تعطّلت سيارتي بشكلٍ لا يمكن إصلاحه، وبعد ذلك بأربع دقائق تماماً تلقّيت رسالةً نصية من العمل الذي كنت سأستلمه ذلك اليوم مفادها أنهم استبدلوني بشخص آخر. انتهى بي الأمر بالعيش في مزرعة أمي في مقاطعةٍ لزراعة العنب وصناعة النبيذ، لأنني لم أملك ما يكفي من المال للاستئجار. لقد كنت في أزمةٍ حقيقية.

أنا أعمل في اختيار الممثلين لبرامج الواقع والألعاب، ولأنني أعمل في هذا المجال، أشعر أنني أقوم بتدمير طريقي الصغير في التمثيل. لا يـتاح لي الوقت حتى أتنفس، حقاً، أو أن أعمل على مشاريعي الإبداعية الخاصة. أنا أعيش على الدوام في دوامة: "يا إلهي أنا متوترٌ للغاية فليس لديّ عمل، انظروا لقد أصبح لديّ عمل، أنا متوترٌ للغاية لأنّ طلبات منتجي الشبكة مجنونةٌ بشكلٍ لا يعقل، لدرجة أنّي وبصدق لا أعلم كيف أمارس عملي ". إنّ هذه الضجة منهـكة، وتستنزف منك الكثير من الطاقة. أتمنى لو أنّي أنجزت كلّ شيءٍ قبل خمس سنوات.

إعلان

جيفري ماركس، 40 عامًا، منتجٌ حر لاخيتار الممثلين

لقد استمتعت بالتخطيط لاستراتيجية العمل في حرفة التصوير أكثر فعلياً من ممارسة الحرفة بحد ذاتها. كنت الفتاة التي تقدّمت بطلب الالتحاق بمدرسةٍ واحدة وتخصصٍ واحد. لطالما عرفت ما كنت أريد. لذلك فإنّ الاستسلام كان مرعباً ومضرّاً بثقتي في نفسي. يقول الناس: "ستكونين بخير، فالجميع خائفون!" لقد كان المشرف عليّ لطيفاً جداً لكنه كان صادقاً كذلك، فقد قال لي: "هيّا قرري الانتهاء من هذه الحيرة".

عندما تكون مصوّراً، فإنك تشعر لدرجةٍ كبيرة بأنك "فنان". وحتى بعد سنة، بعد أن قررت بدء العمل في مجال الانتاج، كان من الصعب عليّ أن أشعر بـ: رائع، لقد قررت أن أتوقّـف عن الإبداع، وسأخوض في طريق هذه المهنة اللوجستية .

هانا فيرمان، 27 عاماً، المنتجة المنفّذ لشركة إنتاج غراي هاوس

لم تمرّ أي لحظة فاصلة تخلّيت فيها عن الكوميديا، ولكن بعد فترةٍ لم تعد الأمور مناسبة. إن الكوميديا بالوعةٌ ضخمةٌ للوقت. إن كنت تريد أن تكون سوياً، عليك أن تلتهم الوقت المخصّص للعروض. من السهل جدّاً أن تصل إلى مرحلة الانهاك بسبب نظام حياة حيث لا تصل بعد ساعتين من الانتظار، إلا إلى التعامل مع الهراء لمدّة 5 دقائق على المسرح. بالنسبة لي، لم يكن ذلك الوقت أو الطاقة المبذولة فيه أمراً ممتعاً، وفي نهاية المطاف، إن كنت لا أجد فيه المتعة، لماذا أقوم به؟

إنّ الحديث لمدة 10 دقائق إلى جمهورٍ أغلبه صامت، أشبه بالمادة التي تصنع منها الكوابيس. إنّ كلّ كوميديّ يقوم بذلك في مرحلة ما، إنه جزء طبيعي من العملية، حتى للمحترفين. أن يكون كبرياءك ضئيلاً جداً، هذا لا يقلل من أثر التدمير الشامل للكبرياء. أعتقد أنني مثل أغلب الكوميديين، عندما أقدّم عرضاً سيئاً، أهرب للخارج وأدخّن سيجارة. وفي العادة أحتسي شرابا.

إعلان

عندما توقّفت، كانت حياتي رائعة. ركّزت على وظيفتي أكثر، وعادت طاقتي الزائدة إلى الموسيقى ومشاريع البرمجة الغريبة. بالطبع أفتقد إلى الإيجابيات، الاندفاع، الصداقات الحميمة. لكن ولأكون صادقا بشكلٍ كامل، في الحظة التي تخلّيت فيها عن تقديم العروض تماماً، ذهلت بكّمّ الأشياء التي تمكنت من إنجازها.

دانيال شارب، 33 عاماً، مهندس برمجيات شركة، ومسؤول عن المشاريع السمعية والبصرية في madeofants

لقد حصلت على الدور الرئيسي لألبرت بيترسون في باي باي بيردي خلال سنتي الأخيرة في المدرسة الثانوية. كانت تلك على الأرجح ذروة مشواري في التمثيل. لكن عندما خططت للالتحاق بالجامعة، علمت أنه وبالنظر لحال المسرح، كان تخصص الإعلام وصناعة الأفلام خياراً أفضل. حتى في تلك المرحلة، كنت براغماتياً. لم أكن يوماً ذلك الشابّ ذي اللياقةً البدنية العالية، وكنت أعلم أنّ الوقوف أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح وأنا بتلك البدانة قد جعل من فرصي في العمل في التمثيل ضئيلةً أو معدومة، بالمختصر لم أستطع أن أتخيل أنّي قد أصل إلى ما أريد.

في الجامعة، كنت مؤمناً بأنّي أجيد المونتاج، لذلك وجدت لنفسي وظيفةً كمساعد في شركة ما بعد إنتاج الأفلام عند انتقالي إلى لوس أنجلوس. كما وبدأت العمل على فيديوهات يوتيوبٍ تشرح المتعة التي وجدتها في الحياة بلوس أنجلوس. لكن بحلول هذا الوقت، أصبح اليوتيوب شائعاً جداً وتسيطر عليه الشركات، ووجدت نفسي أعمل بجهدٍ كبير كلّ أسبوع حتى أنتج محتوىً لم يشاهده أحدٌ فعلياً. مضى عام على عقدي مع شركة أكتورز أكسس قبل أن أجد تجارب أداء، وطلب مني أن أقدّم تجربة أداءٍ لجزء من العرض الموسيقي المتنقّل "بوك أوف مورمون" (كتاب المورمون). وبعدها بعام، طلبوا مني ذلك مجدداً. ولكن من المحزن أنّه لم يتمّ اختياري.

إعلان

كان الدور مثالياً لي، بصفتي فرداً سابقاً في طائفة المورمون، وتزامن ذلك مع الوقت الذي أدركت فيه أن صوتي يتلاشى بسبب بضع سنوات من التدخين، وغياب التدريب الرسمي للصوت، وعدم الممارسة. يضاف إلى ذلك فشلي في تحقيق متابعين أو أيّ عائدٍ من فيديوهاتي… كلها عوامل أسهمت في وضع نهايةٍ لحلمي.

الجزء الأصعب في حلمي هو أنّي كنت أشعر دوماً بأنّي كاذب، لأني لم أكن أقدّر ذاتي، لأني لم أكن كاملاً، لأن والديّ لم يكونا متزوجين، وهلمّ جرّا… إنه أمرٌ سخيف، لكني أظن أن الخوف من المواجهة أو أن يتم اكتشاف عيوبي عن طريق التواجد في المسرح أبعدني عن المحاولة نوعاً ما.

إزرا هورن، 30 عاماً، مالك ومشرف على أعمال ما بعد إنتاج الأفلام في شركة تسجيلات باو باو

لقد كنت فناناً جيّداً جدّاً، لكنّي لم أستطع رسم الناس (اكتفيت برسم التنانين والسيوف العجيبة وأموراً مماثلة). وبعد الكثير من الضغوطات من رفاقي، حاولت المشاركة في برنامج الفن للموهوبين في المدرسة التي درست فيها.

ضحكوا عليّ. كان يفترض بي أن أرسم شخصاً (أو أشخاص) وهو يستمتع بمعرضٍ في يوم في الطبيعة. وبما أنّي لم أستطع رسم الناس، فبالطبع كانت النتيجة رهيبة. وبسبب كلّ الردود السلبية والمؤذية التي حصلت عليها من ذلك البرنامج، لم أعد أستطيع إرغام نفسي على معاودة الرسم.

اعتدت أن أقضي ساعاتٍ وساعات وأنا أرسم وألوّن. كلّ ما فعلت خلال فصول الصيف وأنا طفل كان الرسم والقراءة. أردت أن أرسم جداريات على حيطان غرفتي. أردت أن تكون الكتابة والرسم مصدر رزقٍ لي (وفكّرت بدخول مجال مجلات الرسوم المتحركة). حتى اليوم، لا زلت أبكي عند التفكير بالفنّ وكيف كان التخلي عنه مدمراً. أشتاق له في كل يوم وأتمنى لو أنّي تمسكت به، رغم كلّ الإحباط.

إعلان

غابرييل فيدراين، 36 عاماً، مديرة مختبر

في الأيام التي كنت أحاول فيها أن أصبح كاتب أفلام، أعتقد أنّي توقعت أن يحدث شيء ما. لم أفكّر بأنني سأحقق النجاح بالضربة القاضية، لكنّي لم أعتقد أيضاً بأنّي سوف أفقد الحافز. علمت بأن الأمور لم تكن مبشرة بعد حوالي سبع سنوات. لم تكن نوعية المواد التي أردت أن أكتب عنها جذابةً لهوليوود، وشعرت بأنّ صبري على هذا العالم ينفذ. ليس أنّي فشلت بالمعني الكامل للفشل، ولكنّي لم أعط نفسي أفضل فرصةٍ ممكنة. هل كان باستطاعتي أو الجدير بي أن أكتب أكثر للسوق؟

لا أعتقد بأنّي كنت سأكتب شيئاً لا أراه جذاباً البتة من أجل أن أبيعه وحسب، لكن هل كان عليّ أن أقضي عاماً في العمل على الدراما المستقلة عندما كان بإمكاني الانخراط في نص جريمةٍ جيّد، له فرصةٌ أفضل في حصد الاهتمام؟ ما تزال هذه الأسئلة تلاحقني، والشعور الأكبر بالذنب هو أنّي لم أبذل أفضل ما لديّ. إن كنت تريد النجاح في أيّ نوعٍ من العمل، يتوجب عليك الخوض فيه بكلّ ما لديك، ولا أعتقد بأنّي قمت بذلك إطلاقاً. فأنا لا أملك عقلية "حرق الأخضر واليابس".

راندي شتاينبيرغ، 44 عاماً، إدارة وتطوير العقارات

الأوبرا مجال ذا خصوصيّة عالية، وينطوي على الكثير من الساعات الطويلة من التدريب المنفرد في غرفة، ويتطلب تقنيّةً بقدر ما يتطلب تعبيراً فنياً. لم أجد في المجال بحدّ ذاته فرصةً للإبداع على الإطلاق. كما ولأكون صادقةً، فإنّ القلق المتواصل بشأن صحة صوتي لم يكن ممتعاً (لم أكن أستطيع شرب أو أكل الأطعمة التي تحتوي الطماطم أو الحديث بصوتٍ عالٍ في الحانة خوفاً من خسارة صوتي). لقد جعلتني الحياة كمغنية أوبرا قلقة، متوترة ــ تحديق الناس … يا للهول ــ ومفلسةٌ جداً جداً. لقد كرهتها.

كنت ضائعةً تماماً في معظم فترة العشرينات من عمري، بعدما اتخذت القرارّ بأن أبدأ من جديد. أقصد بذلك الأزمات الوجودية اليومية ونوبات النحيب على "خسارة موهبتي". في إحدى المرات، كنت قد مكثت في بيت إيجار بجانب مدرسة للموسيقى خلال عطلةٍ لي في روما، وجلست على الشرفة أستمع لنجمات الأوبرا المستقبليات يغنّين النوتات العالية، وأنا أبكي.

روز تروزديل، 29 عاما، كاتبة عن الصحة