لقطة من فيلم I, Pedophile
خلال محاكمة المتهم بالتحرش بطفلة في حي المعادي في مصر، طلب دفاع المتهم إيداعه بمستشفى الأمراض النفسية لبيان مدى سلامة قواه العقلية، بينما طالب المدعون بالحق المدني عن المجني عليها بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم والتي تتراوح ما بين السجن عشر سنوات أو المؤبد وقد تصل إلى الإعدام شنقًا.قضية ما عُرف متحرش المعادي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في شهر مارس الماضي، حيث انتشر مقطع فيديو مسجل لشخص يستدرج فتاة صغيرة في أحد العقارات السكنية بالمعادي للتحرش بها. وقد ادعى المتهم أمام جلسة المحاكمة، بأنه لم يتحرش بالطفلة وقال: "لدي ولد وبنت ولم أتحرش بالطفلة التي كانت تريد سرقتي، وأنا حاجج بيت ربنا مرتين."
يأخذنا هذا السؤال إلى الشروط الثلاث الأساسية لإقامة أي علاقة جنسية: البلوغ، الأهلية، القبول. تفتقر البيدوفيليا إلى الشروط الثلاث. فممارسة الجنس مع غير البالغين، قد تُسبب أضرارًا جسديّة نظرًا لعدم اكتمال الأعضاء الجنسية في الإناث، أو سهولة حدوث تهتّك في الذكور، إضافة إلى أعراض أخرى كالتقاط عدوى جنسية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. كما أن تعرّض الأطفال لأفعال جنسيّة تُسبب صدمات نفسية عنيفة حسب درجة الفعل وظروف حدوثه ونفسية الطفل نفسه وقد تؤدي إلى اضطرابات النوم والأكل والتبول اللاإرداي والاكتئاب.الأطفال في هذا السن، لم يتكوّن وعيهم الجنسي بعد، وما زالوا في مرحلة اكتشاف الجسم. كما أنه لا يجب رهن استحسان سلوك الطفل أو قبوله اجتماعيًا على قيام الطفل بأفعال جنسيّة لشخص بالغ، لأن ذلك سيجعل الجنس في حد ذاته ممارسة مشوّشة حتّى لو لم ينتُج عنها أذى جسدي.أما الأهلية، فليس هناك أهلية للأطفال دون ١٨ عام وفي بعض الدول ١٦. أي أنه لممارسة الجنس، يجب أن يتمتع الشخص بأهليّة قانونية تجعل منه طرفًا في علاقة متكافئة القوى. أما في حالة الأطفال، فلا يوجد أهليّة قانونية ولا يوجد أطراف تتمتع بنفس علاقات القوة. وهذا ما يأخذنا للشرط الثالث والذي يُثير جدلًا حول كون الأطفال قادرين على قبول الأفعال الجنسية. قد يُقبل الأطفال على اكتشاف أجسامهم وأجسام ذويهم وأصدقائهم. لكن الأمر مختلف عندما يكون أحد الأطراف شخص بالغ. فالأطفال نظرًا لعدم اكتمال وعيهم وإدراكهم، قد يتم استدراجهم، كالحصول على لعبة أو قطعة حلوى. وهو ما يجعل القبول هنا شرطًا غير مُتحققًا. فبحسب منظمة الصحة العالمية، أغلب حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال لا تتضمن عنفًا ظاهرًا، إنما تحدث على مراحل من الاستدراج وجنسنة العلاقة بين البالغ والضحية (Sexualization)، وتصدر من أشخاص معروفين لدى الطفل ويثق فيهم، كأفراد العائلة أو مَن يقومون بالرعاية. لذا فالمصطلح الأدق هو اعتداء جنسي، وليس "ممارسة الجنس مع أطفال". الأطفال لا تُمارس الجنس.ما الفرق بين البيدوفيليا كخلل نفسي وبين كونها جريمة اعتداء جنسي
تقول مارجو كابلن، أستاذة القانون بجامعة روتجيرز الأمريكية، أن هناك فرقًا بين البيدوفيليا بتعريفها كخلل نفسي وسلوكي وبين ربطها بالاعتداء الجنسي على الأطفال كجريمة. في وجهة نظرها، هناك العديد من مُشتهي الأطفال جنسيًا، لا يتصرفون وفق إثارتهم الجنسية.في المقابل، تشير إلى أن المعتدين جنسيًا على الأطفال قد لا ينجذبون جنسيًا للأطفال، بل يقومون بفعل الاعتداء الجنسي عليهم لاعتبارات أخرى منها عدم قدرة الأطفال على الكلام أو وصف ما يتعرضون له، ما يجعلهم أهدافًا سهلة للاعتداء الجنسي مقارنة بالبالغين. ما يجعل الشخص مُعتدي جنسيًا على الأطفال هو الفعل الذي يترتب عليه عقاب جنائي كجريمة جنسية، هو أن العقاب يجب أن يكون مرهونًا بارتكاب الفعل، كما تشير كابلن.وحسب نظام التصنيف النفسي الأمريكي، تصنف البيدوفيليا كاضطراب عقلي عندما يكون الشخص ذو التوجه الجنسي يعيش هذه الرغبة- أو على الأقل يعاني بسببها، بمعنى "إذا كان لديه هذا الميل فقط، دون أن يصبح الجاني، فيمكن الحديث عن مجرد ميول جنسي." هناك اعتقاد خاطئ بأن البيدوفيليا تعني بالضرورة التحرش الجنسي بالأطفال. ولكن يمكن للمرء أن يتعايش مع البيدوفيليا ولا يتصرف بناءً عليه وهم أنفسهم يعتقدون أن ممارسة الجنس مع الأطفال أمر خاطئ.وفي مقال نشرته الإندبندنت البريطانية عام ٢٠١٦، يقول تود نيكرسون، وهو أحد البيدوفيليين الذين يقول أن تعرضّه للعنف الجنسي في الطفولة سبب رئيسي لاشتهائه الأطفال جنسيًا، أن هناك ضرورة لتوفير "مناخ آمن يعبّر فيه البيدوفيليون عن أنفسهم ورغباتهم والذي –في رأيه- سيُساهم في حماية الكثير من الأطفال من العنف الجنسي طالما أن تلك الرغبات لا يتم ترجمتها إلى أفعال، ولا تتحول إلى عنف جنسي تجاه الأطفال."هناك خلط بين البيدوفيليا والاعتداء الجنسي الفعلي على الأطفال. في خطاب أثار جدلًا موسعًا عام ٢٠١٠، صرّحت جامعة هارفارد أن البيدوفيليا قد تكون توجهًا جنسيًا، وأن العديد من البيدوفيليين قد "لا تنجح معهم أساليب العلاج مثل العلاج النفسي السلوكي أو العلاج الكيميائي." وتُقر هارفارد أن البيدوفيليا "ليست جريمة في حد ذاتها إلا لو تضمنت توريط أطفال في أفعال ذات طابع جنسي."إذن في حال خرج الأمر من مجرد خيالات وتم التحرش والاعتداء على طفل جنسياً، فهذه تعتبر جريمة.بشكل عام، قوانين العقوبات والمعاهدات الدولية لا تستثني الأشخاص المُتعايشين مع الاضطرابات النفسية والسلوكية من العقاب في حال ارتكابهم جرائم ضد أشخاص آخرين، أطفال أم بالغين. في الواقع، تُحسب الأمور هنا من منظور قانوني ومنظور حق السلامة الجسدية تجاه الأطفال كأشخاص.لن نجد مثلًا ذِكرٍ صريح للبيدوفيليا في قوانين عقوبات البلدان العربية، لكننا سنجد تجريمًا صريحًا لاستدراج الأطفال أو استغلالهم جنسيًا أو التعرّض لسلامتهم الجسدية. بل إن في بعض الحالات، تكون العقوبة أشد إن كانت جريمة العنف الجنسي تم ارتكابها ضد طفل/ة بسبب هول الفعل وتبعاته النفسية والجسدية على الضحايا.كيف نعرف لو تم الاعتداء الجنسي على طفل/ة؟
بسبب الصدمة التي يختبرها الأطفال بعد تعرّضهم للعنف الجنسي وبسبب عدم وعيهم بالفعل نفسه، فإنهم غير قادرين على التلميح أو البوح. لكن يُمكننا الانتباه للتغيرات الجسديّة و/أو السلوكية:- جروح أو التهابات أو إفرازات غير مُبررة في الأعضاء الجنسية. كدمات حول الرقبة والفخذ والأذرع.
- تبول لا إرادي أو تلوث في البول أو البراز.
- نزيف أو ألم في مجرى البول أو الشرج.
- التهاب في المسالك البولية.
- عدوى جنسيّة أو حمل في حالة المراهقات.
- وجود تأخّر دراسي أو صعوبة في التذكر بشكل غير اعتيادي.
- سرعة الفزع وظهور علامات الخوف من أشياء لم يعتادوا الخوف منها، مثل الذهاب لدورة المياه أو وجود المعتدي في محيطهم.
- اكتئاب، عزلة اجتماعية، اضطرابات في النوم والأكل والكوابيس.
- أفعال جنسية غير مفهومة مثل ملامسة العضو الجنسي باستمرار أو لمس أعضاء جنسية لأطفال آخرين. ماذا نفعل في هذه الحالات تحديدًا؟
في البداية علينا تعليم الأطفال مفهوم السلامة الجسدية والخصوصية وأنه لا يحق لشخص لمس أجسامهم أو رؤيتها دون موافقتهم وموافقتنا مهما كانت صلة القرابة. علينا أيضًا تشجيعهم أن يتحدثوا إلينا في حال حدث ذلك، دون أن نُسبب لهم فزعًا أو ذُعرًا. لكن وإن حدث وظهرت إحدى أو بعض هذه العلامات، فعلينا بالآتي:- التقرّب من الطفل/ة ومعرفة سبب ذلك بالسؤال المباشر إن كان العَرَض ظاهر كالنزيف أو الالتهاب أو وجود سوائل وافرازات غير عادية أو كدمات، مع توقيع كشف طبي عاجل لمعرفة السبب.
- مراقبة سلوك الطفل وسؤالهم كيف تعلّموا ذلك أو أين رأوه. لأنه أحيانًا يُقلّد الأطفال ما يرونه على التليفزيون أو يوتيوب.
- إن اشتبهنا في وقوع اعتداء، علينا سؤال الطفل/ة عمَن فعل ذلك، أين، وكيف، ومَن أيضًا حدث له ذلك. فعادة ما يكون للمعتدي أكثر من ضحية.
- الحذر في الحديث العلني لأنه غالبًا ما يتم تخويف الطفل/ة من الحديث عن الاعتداء وتهديدهم بالقتل أو الضرب أو الحبس.
- الحذر من الأقارب أو مُقدمي الرعاية في المدرسة أو الحضانة في العموم.
- تجنيب الطفل/ة الانخراط في التبعات سواء قانونية أو اجتماعية إلا في حالة الفحص الطبي، والاكتفاء بتنبيههم أن ما حدث لهم خطأ وأنكم عاقبتم المعتدين.
- تقديم رعاية نفسية للطفل/ة بعد الاعتداء.
ما تُظهره لنا وقائع الاعتداء الجنسي على الأطفال هو أن الجناة بالعادة يتم تصنيفهم في دائرة المرضى النفسيين وأن لديهم خلل نفسي واضطراب يدفعهم للاعتداء الجنسي. ولكن متى يكون اشتهاء الأطفال جنسياً اضطراباً نفسياً (بيدوفيليا) ومتى يكون جريمة تستوجب العقاب الجنائي.تُعرّف البيدوفيليا لدى رابطة علم النفس الأمريكية بأنها: "حالة من الانحراف الجنسي حيث يكون اشتهاء الأطفال قبل سن البلوغ هو الطريقة المفضلة أو الحصرية لتحقيق الإثارة الجنسية لشخص بالغ قد يكون رجل أو امرأة- لكنها أكثر شيوعًا بين الرجال. وتُعرّف منظمة الصحة العالمية الاعتداء الجنسي على الأطفال بأنه: "توريط الأطفال في ممارسات جنسية لا يستوعبونها بحكم السن، وغير قادرين على إعطاء موافقة صريحة عليها. وقد يصدر من شخص بالغ أو طفل آخر أكبر سنًا لكنه أكثر إدراكًا للطبيعة الجنسية للفعل. يشمل ذلك إجبار الطفل على الانخراط في فعل جنسي، الاستغلال الجنسي للأطفال في العمل بالجنس، واستغلال الأطفال في إنتاج مواد إباحية." لماذا تُعتبر البيدوفيليا انحرافًا جنسيًا؟
يأخذنا هذا السؤال إلى الشروط الثلاث الأساسية لإقامة أي علاقة جنسية: البلوغ، الأهلية، القبول. تفتقر البيدوفيليا إلى الشروط الثلاث. فممارسة الجنس مع غير البالغين، قد تُسبب أضرارًا جسديّة نظرًا لعدم اكتمال الأعضاء الجنسية في الإناث، أو سهولة حدوث تهتّك في الذكور، إضافة إلى أعراض أخرى كالتقاط عدوى جنسية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. كما أن تعرّض الأطفال لأفعال جنسيّة تُسبب صدمات نفسية عنيفة حسب درجة الفعل وظروف حدوثه ونفسية الطفل نفسه وقد تؤدي إلى اضطرابات النوم والأكل والتبول اللاإرداي والاكتئاب.
إعلان
تقول مارجو كابلن، أستاذة القانون بجامعة روتجيرز الأمريكية، أن هناك فرقًا بين البيدوفيليا بتعريفها كخلل نفسي وسلوكي وبين ربطها بالاعتداء الجنسي على الأطفال كجريمة. في وجهة نظرها، هناك العديد من مُشتهي الأطفال جنسيًا، لا يتصرفون وفق إثارتهم الجنسية.
إعلان
إعلان
بسبب الصدمة التي يختبرها الأطفال بعد تعرّضهم للعنف الجنسي وبسبب عدم وعيهم بالفعل نفسه، فإنهم غير قادرين على التلميح أو البوح. لكن يُمكننا الانتباه للتغيرات الجسديّة و/أو السلوكية:- جروح أو التهابات أو إفرازات غير مُبررة في الأعضاء الجنسية. كدمات حول الرقبة والفخذ والأذرع.
- تبول لا إرادي أو تلوث في البول أو البراز.
- نزيف أو ألم في مجرى البول أو الشرج.
- التهاب في المسالك البولية.
- عدوى جنسيّة أو حمل في حالة المراهقات.
- وجود تأخّر دراسي أو صعوبة في التذكر بشكل غير اعتيادي.
- سرعة الفزع وظهور علامات الخوف من أشياء لم يعتادوا الخوف منها، مثل الذهاب لدورة المياه أو وجود المعتدي في محيطهم.
- اكتئاب، عزلة اجتماعية، اضطرابات في النوم والأكل والكوابيس.
- أفعال جنسية غير مفهومة مثل ملامسة العضو الجنسي باستمرار أو لمس أعضاء جنسية لأطفال آخرين. ماذا نفعل في هذه الحالات تحديدًا؟
في البداية علينا تعليم الأطفال مفهوم السلامة الجسدية والخصوصية وأنه لا يحق لشخص لمس أجسامهم أو رؤيتها دون موافقتهم وموافقتنا مهما كانت صلة القرابة. علينا أيضًا تشجيعهم أن يتحدثوا إلينا في حال حدث ذلك، دون أن نُسبب لهم فزعًا أو ذُعرًا. لكن وإن حدث وظهرت إحدى أو بعض هذه العلامات، فعلينا بالآتي:- التقرّب من الطفل/ة ومعرفة سبب ذلك بالسؤال المباشر إن كان العَرَض ظاهر كالنزيف أو الالتهاب أو وجود سوائل وافرازات غير عادية أو كدمات، مع توقيع كشف طبي عاجل لمعرفة السبب.
- مراقبة سلوك الطفل وسؤالهم كيف تعلّموا ذلك أو أين رأوه. لأنه أحيانًا يُقلّد الأطفال ما يرونه على التليفزيون أو يوتيوب.
- إن اشتبهنا في وقوع اعتداء، علينا سؤال الطفل/ة عمَن فعل ذلك، أين، وكيف، ومَن أيضًا حدث له ذلك. فعادة ما يكون للمعتدي أكثر من ضحية.
- الحذر في الحديث العلني لأنه غالبًا ما يتم تخويف الطفل/ة من الحديث عن الاعتداء وتهديدهم بالقتل أو الضرب أو الحبس.
- الحذر من الأقارب أو مُقدمي الرعاية في المدرسة أو الحضانة في العموم.
- تجنيب الطفل/ة الانخراط في التبعات سواء قانونية أو اجتماعية إلا في حالة الفحص الطبي، والاكتفاء بتنبيههم أن ما حدث لهم خطأ وأنكم عاقبتم المعتدين.
- تقديم رعاية نفسية للطفل/ة بعد الاعتداء.