سوشيال ميديا

التربح عن طريق التيك توك

تكلفة صناعة هذه الفيديوهات على هي صفر، طالما أن هناك متابعين/ طلب على ما يقدمه صانع المحتوى، فهذا النوع من المحتوى سيستمر
solen-feyissa-E7TmHmYqda0-unsplash
Photo by Solen Feyissa on Unsplash


بدأ تطبيق التيك توك مؤخراً في توسيع جمهوره وعمل على نظام توزيع النقود مقابل عدد دعوات معينة، تلقيت العديد من الدعوات من أصدقائي لتنزيل التطبيق ليربحوا مبلغ من المال (40 دولار تقريبًا) وأربح أنا معهم مبلغ بسيط كمكافأة من البرنامج على تجاوبي معهم. هذا الأمر لفت نظر شريحة أكبر من المستخدمين الراغبين في التربح من الإنترنت لتنزيل التطبيق واستخدامه، وبالتالي الوصول لمختلف الشرائح الاجتماعية وتنويع المحتوى الموجود بعيداً عن الفيديوهات الكوميدية أو الموسيقية أو حتى الإخبارية.

إعلان

مؤخراً بدأت فئة جديدة من المستخدمين في مصر باستخدام التطبيق بشكل مختلف عما هو متداول. بدأ البعض باطلاق بث حي وتفاعل مع المتابعين على تيك توك والطلب من المتواجدين في اللايف كتابة تعليقات أو التفاعل معهم مقابل الصلاة على النبي مثلاً، ويشجع المتابعين كلما دعموه أكثر بقلوب وتعليقات وتفاعل كلما صلى على النبي أكثر هو وأسرته. تصفحت حسابات بعض من هؤلاء المستخدمين ووجدت أن محتواهم عبارة عن سرد لحياتهم اليومية بكل تفاصيلها دون أي تجميل. ويبدو أنهم يستخدمون السوشيال ميديا للتربح المادي بالأساس والاستفادة من الدعم المادي للتطبيق، بعيداً عن كونهم مؤثرين.

تحدثت مع فادي رمزي، خبير التسويق الإلكتروني والإعلام الرقمي من مصر، وسألته عن طبيعة استخدام السوشيال ميديا للتربح المادي. يشير رمزي أن فيديوهات التربح المادي انتشرت بشكل أكبر خلال جائحة كورونا مع اضطرار الناس للبقاء في المنزل، ويضيف: "تكلفة صناعة هذه الفيديوهات على تيك توك هي صفر، تحتاج فقط أن يكون لديك وقت للعمل عليها، لهذا بدأت هذه التجارب تزداد وهذا النوع من المحتوى بالإنتشار."

إعلان

ويشير رمزي إلى أنه على الرغم من أن يوتيوب هي منصة فيديوهات وصناعة محتوى مرئي، إلا أن الإقبال على تيك توك كان أكبر وأسرع، بسبب سهولة استخدام المنصة في كل الخطوات بدءًا من تحميل التطبيق وحتى رفع الفيديوهات، بالإضافة إلى وجود الكثير من المؤثرات الصوتية بها، مما يسهل استخدام التطبيق وصنع محتوى متنوع خفيف من قبل أي شخص. في المقابل، يحتاج يوتيوب إلى بعض المعرفة التقنية بالتصوير ورفع الفيديوهات ومعرفة تفاصيل المشاهدات والمونتاج وغيرها. ويضيف رمزي: "التيك توك هو الخيار الأسهل لأي شخص يبحث عن الربح المادي بدون الحاجة لتقديم محتوى هادف أو عالي الجودة."

بسبب سهولة استخدام المنصة، تمكن عدد من العائلات في مصر وغيرها من البلدان من الاستفادة من عائدات الإعلانات لمنصات بث الفيديو، فكل ما يحتاجونه هو كاميرا الهاتف المحمول واتصال جيد بالإنترنت. حققت فيديوهات عائلة نوني الجواد على يوتيوب والتي تظهر العائلة وهي تطهو الطعام أو تشتري ملابس العيد ملايين المشاهدات، ويبدو أن البعض قرر استخدام ذات المحتوى على تيك توك.

يدعم تيك توك الربح بالأساس من خلال البث المباشر على هذه المنصة، في البث يتم احتساب التعليقات والملصقات التي يرسلها المتابعين وتترجم إلى مبلغ من المال يتم إرسالها فيما بعد عبر بايبال، كانت تلك الطريقة الوحيدة للربح في الشرق الأوسط على عكس الدول الأوروبية. ولكن تم فك هذا الحظر وأتاح التطبيق التربح منه بطرق أخرى، ولكن بعدة شروط منها ألا يكون سن المستخدم أقل من 18 عامًا، ولديه 10 آلاف متابع على الأقل، و6 فيديوهات حصرية من إنتاجه، وحصوله على 10 آلاف مشاهدة في آخر شهر.

هناك طرق أخرى للربح مثل التسويق بالعمولة أو حضور مؤثرين التيك توك في مناسبات معينة أو التسويق المباشر لعرض منتجات معينة وبيعها عبر حساب صانع المحتوى الخاص، وكلما زاد عدد متابعين المستخدم كلما كثرت فرصته في الربح من هذه التطبيقات.

التربح المادي أونلاين ليس جديداً، فلدينا نماذج كبيرة من المؤثرين وصانعين المحتوى الذين يتربحون من الإنترنت مثل أحمد حسن وزينب الذين ينشرون تفاصيل حياتهم على يوتيوب لمتابعيهم الذي يصل عددهم لأكثر من ٦ مليون، ووصل صافي ربحهم من يوتيوب إلى 231 ألف دولار إلى 3.7 مليون دولار سنويًا.

حسب آخر إحصائيات للعام الماضي، وصل عدد مستخدمي تيك توك حول العالم بلغ 689 مليون مستخدم، بعد أن كان عدد المستخدمين 54 مليون فقط عام 2018، وتشير التقارير إلى أن  53% من المستخدمين و47% من الفتيات.

في مصر عدد المستخدمين النشطين 7.2 مليون مستخدم، والفئة الأكثر تواجدًا عليه هي من عمر18 - 24 عامًا بنسبة 64%، ويشاهد مستخدمين مصر فقط 8.3 مليار فيديو شهريًا على تيك توك، أبرز ما يشاهدونه هو فيديوهات الدراما ثم كرة القدم ثم الموسيقى حسب أحد التقارير. ومن الأرقام التي نشاهدها نرى أن التطبيق في تزايد ملحوظ ويتوقع زيادة استخدامه في المستقبل القريب أيضًا.

"لا توجد قواعد محددة من قبل شركة تيك توك أو شركات اليوتيوب لوضع حد أو فلترة للمحتوى، إذ أن هدف هذه المنصات بالأساس هو كسب المال، فطالما أن المستخدم يفعل ذلك ولا يخترق شروطها المرتبطة بخطاب الكراهية أو التهديد أو الإساءة لأي شخص، فلن تتدخل لتضع معايير خاصًة بالجودة إذ أن ذلك يحد من انتشارها وربحها،" يشير رمزي ويضيف:  "بخصوص التربح المادي عبر تيك توك، فالمعادلة هي win win situation بين صانع المحتوى والمشاهد، طالما أن هناك متابعين/ طلب على ما يقدمه صانع المحتوى، فهذا النوع من المحتوى سيستمر."