غزة

تصوير: رويدا عامر

FYI.

This story is over 5 years old.

شهر رمضان

رمضان تحت الحصار، كيف يقضي شباب غزة ساعات الصوم الطويلة

الصوم هذا العام صعب جداً لعدم وجود كهرباء وانقطاعها 16 ساعة متواصلة

استقبلت غزة شهر رمضان بظروف صعبة من الحصار الاسرائيلي المستمر منذ 12 عاماً، الذي يتمثل بانقطاع الكهرباء لمدة 16 ساعة وعدم توفير مستلزمات الحياة من الأدوية والسفر للعلاج وغيرها، بالإضافة إلى أحداث مسيرات العودة الأخيرة التي نتج عنها استشهاد 116 مواطن واصابة أكثر من 4،000 من بينهم حالات حرجة. جميع هذه الظروف السيئة أحلت على أكثر من 2 مليون مواطن غزي وكانت سبب في سرقة جو الفرح بقدوم شهر رمضان المبارك. تحدثنا الى شباب وشابات من غزة وسألناهم عن كيفية قضائهم لوقتهم خلال هذا الشهر.

إعلان

لا كهرباء، حَر وعطش
"الصوم هذا العام صعب جداً لعدم وجود كهرباء وانقطاعها 16 ساعة متواصلة وبسبب ذلك افتقد الكثير من الأطباق الشهية مثل معكرونة بالبشاميل والحلويات بأنواعها والأكلات التي تتكون من لحوم لأن انقطاع الكهرباء يفسد اللحوم في الثلاجة لذلك لا نستطيع عمل أي أكلة لعدم وجود تبريد لحفظها، بالإضافة إلى أن الوضع المادي حرمنا من تبادل الأطباق مع الجيران وأصبح على قدر حاجتنا. المشكلة أن لدي اختبارات جامعية وفي العادة أخصص الوقت قبل الإفطار للدراسة ولكن في أغلب الأحيان يصادف موعد دراستي مع انقطاع الكهرباء طوال النهار، ونحن في جو حار جداً وأشعر بالعطش، لهذا لا أستطيع التركيز أبداً، في بعض الأيام، أترك الدراسة وأٍقضي الساعات بالنوم، وأنتظر لبعد موعد الإفطار لكي أكمل ما بدأته." حياة أبو عيادة، 23، طالبة جامعية

أقضي وقتي مع الأطفال
"شهر رمضان هو أجمل شيء في الوجود فهو شهر العبادة والخير. نحن في غزة يختلف علينا لأننا نعيش مرحلة صعبة حيث الاوضاع المادية بعدم وجود دخل مادي على المواطنين بسبب الحصار المفروض علينا، بالإضافة الى حسرة وقهر أهالي شهداء وجرحى مسيرة العودة التي جعلت الأجواء حزينة في غزة. على الرغم من ذلك، أجمل ما في رمضان هو روح الناس الجميلة التي تحاول أن تكون سعيدة ومتعاونة في هذا الشهر. بالنسبة لي، أشغل وقتي في نسج الفرح ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال من خلال لبس ملابس الحكواتي وهي الشخصية تراثية وشعبية، وأتنقل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأختار أجمل القصص وأرويها للأطفال الذين يتجمعون حولي وأكون سعيداً ومستمتعاً بوقتي الذي يسعد الأطفال ويعطيهم معرفة وثقافة."- فداء اللداوي، 34، ناشط شبابي

إعلان
1527417199229-gaza7

المخللات شيء أساسي في رمضان في غزة، حيث لا تخلو طاولة من نوع أو نوعين من المخللات، مخلل الخيار واللفت يحتلان المرتبة الاولى. تصوير: رويدا عامر

أقضي ساعات الصوم جميعها في النوم
"أشعر بأن هذا العام الصوم ثقيل علينا، أنا طالب جامعي ولكني لم أسجل هذا الفصل الدراسي لعدم توفر رسوم بسبب الظروف المادية الصعبة وأتمنى أن يتحسن الوضع لكي أستطيع التسجيل مع بداية السنة الجديدة. وبعدم وجود جامعة، أقضي ساعات الصوم الطويلة بالنوم، أسهر حتى وقت السحور ومن ثم أنام إلى حين اقتراب أذان المغرب." - محمد كمال، 20، طالب جامعي

أشغل وقتي بالاهتمام بحديقتي
"الصوم لساعات طويلة متعب مع عدم وجود كهرباء ودرجة حرارة مرتفعة جداً. أحاول التعويض عن ذلك بالعمل في حديقتي فأنا أحب تنسيق الحدائق واستغلال الخشب وإطارات السيارة القديمة لعمل كراسي وأحواض زراعة، هذا كله يحتاج مني ساعات لكي أنجز العمل فيها والعناية بالمزروعات ورويها. بعد الإفطار، أذهب مع أصدقائي الى البحر ونبقى حتى موعد السحور، وذلك هرباً من انقطاع الكهرباء طبعاً لأنه من الصعب الجلوس بالبيت بسبب ارتفاع درجة الحرارة." - محمد، 23، لا يعمل

1527417222346-gaza6

فجل وابتسامة. السوق في خان يونس جنوب قطاع غزة. تصوير: رويدا عامر

متعة قضاء ساعات الصوم في السوق
"أقضي ساعات الصوم في السوق، فلدي عادة منذ سنوات هو الذهاب الى السوق من العصر حتى قبل الأذان بنصف ساعة، أتجول هناك وأشتري بعض الأغراض لعائلتي ويكون معي أصدقائي أيضاً وكل واحد منه يريد شراء شيء فيمضي الوقت سريعاً دون أن نشعر." - سعيد أحمد، 25، لا يعمل

متابعة البرامج والمسلسلات
"الصوم ممتع بالنسبة لي، ويساعد على تخفيف الوزن بساعات الصوم الطويلة (تضحك). لا أجد صعوبة في الصوم إلا بارتفاع درجة الحرارة التي تفقدنا جميع السوائل وتجعلنا نشعر بالعطش من أول ساعات الصيام. أشغل وقتي بالمسلسلات والبرامج من خلال اليوتيوب وكل حلقة تحتاج الى ما يقارب ساعة وهذا يعني أن الوقت يمضي بسرعة. بعد الإفطار، أخرج مع عائلتي لزيارة الأقارب ونسهر معهم الى وقت السحور وهذا هو ما أحبه في رمضان، لمة العيلة." - مها خالد، 27، لا تعمل

إعلان
1527417246073-gaza4

القطايف حلويات رمضان التراثية في غزة والضفة، ولكن الاقبال عليها هذا العام قليل بسبب الظروف المادية الصعبة. تصوير: رويدا عامر

1527417745387-gaza5

تصوير: رويدا عامر

الدوام والنوم
"تعودنا على غزة دائما جميلة في رمضان بوجود الزينة وأغاني رمضان ولكن فقدنا ذلك كله هذا العام بسبب الحصار وما ترتب على مسيرة العودة من خسائر بالأفراد وحزن كبير وقلق بنظرة ترقب الأيام القادمة. أقضي وقتي في عملي الذي يستمر الى الثانية بعد الظهر ومن ثم الى النوم واعتبره نظام روتيني الى حين صلاة التراويح ومن ثم الى البيت. هذا العام لا يوجد خيمات رمضانية وجمعات وزينة كما في السابق." - محمد أبو يوسف، 25، اعلامي

فرصة للإبداع في المطبخ
"تنقسم ساعات الصوم لدي الى قسمين من الظهر حتى العصر أقضيه في الصلاة وقراءة القرآن ونوم ساعة على الأقل. القسم الثاني هو في المطبخ كي ابدأ بإعداد الأطباق التي اتفقت مع عائلتي على تناولها في هذا اليوم. لا أحب أن يساعدني أحد، بل أبقى لوحدي لأني اريد أن يمضي الوقت وأنا أحضر الطعام ويأتي وقت الإفطار في اللحظة التي أصبح كل شيء جاهز على الطاولة." -سحر كمال، 24، لا تعمل

1527417284229-gaza1

يحاول الغزيون عيش لحظات رمضان قدر المستطاع، خان يونس، غزة. تصوير: رويدا عامر

1527417586864-gaza2

مصابيح رمضان وهدايا للعيد. تصوير: رويدا عامر

Tagged:غزة