FYI.

This story is over 5 years old.

عشرة أسئلة

عشرة أسئلة لطالما أردت طرحها على شخص كان في غيبوبة

بعد تشخيصها بمرض في القلب، تم وضع لورين في غيبوبة اصطناعية لمدة ثلاث أسابيع
غيبوبة

صورة تعبيرية من شترستوك

تخيّل يوماً ما، بدون سابق إنذار، أنّك بدأتَ تشعرُ بفقدان الإحساس بالأشياء. لا شيء مُكثف جداً في البداية، ولكن فقط ما يكفي ليجعلك تقلق. ثم، خلال الأيام القليلة التالية، لا يتحسن هذا الاحساس، بل يُصبح أسوأ بشكلٍ ملحوظ، إلى أن، في نهاية المطاف، تجد نفسك مُلقىً في سرير المستشفى وطبيبٌ يقولُ لك أنهم بحاجة إلى وضعك لأجل غير مسمى في غيبوبة لكي يكونَ لديك فرصةً للبقاء على قيد الحياة. يبدو هذا الكلام وكأنه يصفُ حُلماً تعانيه أثناء ارتفاع حرارتك على أثر الحُمّى، ولكن هذه كانت تجربة حياتيةً حقيقية لـ لورين بانتون وليامز، 28 عام، التي - تقريباً في مثل هذا الوقت من العام الماضي – فجأةً أصابها مرض في القلب يُسمى التهاب عضلة القلب، وهو في الأساس التهابٌ في القلب، ينجُم في معظم الأحيان عن الالتهابات الفيروسية واضطرابات المناعة الذاتية. لذا وُضعت لورين في غيبوبة صناعية لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع نتيجة لذلك، عانت خلالها من سكتة قلبية أوقفت قلبها بشكل أساسي عن النبض لمدة 30 دقيقة بشكل متواصل. وضد كل الاحتمالات – وأعني، حرفياً، احتمالات بقاءها على قيد الحياة كانت 0.1 في المئة - لكنها نجت ولا تزال على قيد الحياة اليوم. تحدثتُ معها لمعرفة ما معنى أن يكون الشخصُ في غيبوبة وأن يكونَ قريبا جدا من الموت.

إعلان

لورين

VICE: هل تتذكرين ما كان شعورك عندما كُنتِ في الغيبوبة؟
لورين بانتون ويليامز: آخر شيء أتذكرهُ قبلَ أن أفقد الوعي هو قولهم لي بأنني سأكونُ في غيبوبة، ولكنهم لم يكونوا متأكدين لكمّ من الوقت ستدوم. قدّروها بحوالي الأسبوعين. كنتُ حقاً غيرُ راضيةً عن ذلك لأنه كان قبلَ أيامٍ قليلةٍ من عيد ميلادي وقد وضعت خطة لذاك اليوم! عندما أدركتُ أنني بالتأكيد سوف أُفوّت عيد ميلادي، بدأتُ أشعرُ بالقلق. الأطباء أخبروني أنهم لم يكونوا متأكدين من أي شيء، ولكن وضعي في غيبوبة كان هو فرصتي الوحيدة للبقاء على قيد الحياة. بدأتُ أشرحُ بشكلٍ مُفعم أنني أُحب كثيراً البقاء على قيد الحياة. واحدةً من الأشياء الأخيرة التي فعلتها قبل الدخول في الغيبوبة كان أنني نظرتُ إلى الأسفل نحو صدري وقلت: "هيا، أيها القلب الصغير، يُمكنك أن تفعلها. "كُنتُ أعرفُ في هذه المرحلة أنّ هُناك احتمال بأنني لن استيقظ أبداً، ولكن كان عليّ أن أأمن بأنّ هُناكَ بعضَ الأملِ وأنني سأنجح في ذلك.

هل كُنتِ واعيةً في أي وقتِ أثناء وجودك في الغيبوبة؟
إنّ وقتي في الغيبوبة يشبهُ إلى حدٍ كبير أن تكونَ نائماً لأسابيع - ليس لديّ أدنى فكرة عن أي شيء حدث عندما كنتُ فاقدةً للوعي، أو أيّ من الأشياء التي قالها الناسُ لي. ومع ذلك، فقد قيلَ لي أنّهُ في مرحلة ما، عندما رفعتُ يدي لوضعها على فمي، حيثُ كانَ أنبوبُ التنفس، وطلب مني مُستشاري الطبي وضع يدي للوراء إلى جانبي واستجبتُ له، لذلك رُبما شيءٌ ما كانَ يحصل. هل لديكِ أيُّ أحلامٍ أو ذكريات اللاوعي وقتما كنتي في الغيبوبة؟
لديّ ذكريات، ولكن عندما أقول "ذكريات" لستُ متأكدةً ما إذا كانت أحلاما أو شيئاً آخر. كانَ الحلمُ الأكثرُ تميزاً أنه تمّ تركيب جسمي من أجزاء مختلفة وكان بعضها مصنوعاً من الخشب. كنتُ أنتظرُ في ما يشبه الطابور مع الكثير من الأجساد الأخرى ليحينَ دوري للمغادرة، وكانَ يتم الخروجُ من خلال مخلب ميكانيكي يُفتح قليلاً بشكل دوري، وكانت الأجساد تُدفع من خلال المخلب وتسقط في حقل مليء بالوحل … كان أمراً فظيعاً.

إعلان

هل شعرتي بأنك على مقربة من الموت؟
عندما أُصبتُ بسكتة قلبية كان ذلكَ قبل أقلّ من ساعة واحدة بعد أن فقدتُ الوعي، وكانت أُمي هي أول شخص يُلاحظ بأنّ جسمي أصبحَ بارداً لأنها كانت تُمسكُ بيدي. ونبّهت المُمرضة بثوانٍ قليلة قبل أن تنطفئ جميع المُعدّات. لم يكن لديّ أيُ فكرة على الإطلاق أن ذلكَ كانَ يحدث. ما الذي شعرتِ به عندما استيقظتِ أخيراً؟
إنّ ذكراي الأولى أتت بعد يومين من إيقاظي، وهي رؤيتي لأشقائي وأنا أمدُّ يدي لأمسك بهم، لكنني لم أتمكن من الحديث لأنه لم يكن لديّ صوت، وذلك لأن أنبوب التهوية كانَ قد سبّبَ الكثيرَ من الضرر. أتذكرُ شعوراً بالحركة، كما لو كنتُ على سطح سفينة. لم يكن لديّ أيُّ فكرةٍ عن ما حدث لي أو لماذا كنتُ في المستشفى، ولكنني أتذكرُ الشعورَ بالارتياح لرؤية وجوهٍ أُحبها من الناس - وأذكرُ أنّ ذلك كان يُدمعني.

كيفَ كان شعوركِ عند اللحاق بركب كل شيء كنتِ قد غبتِ عنه؟
أتذكرُ أنني كنتُ مندهشةٌ جداً عندما سألتُ ما هو التاريخ. لم أتصل بأيّ من أصدقائي، أو أنني حتى لم أُلقي نظرة على هاتفي، لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد الاستيقاظ، لأنني وجدتُ أنني سأتعامل بشكلٍ أفضل مع وضعي إن لم أرى ذلك في سياق حياتي السابقة". مع العلم أنّ لديّ كل هؤلاء الأصدقاء الذين كانوا يعيشون حياتهم العادية مما جعلني أشعر بأن وضعي كان أكثر فظاعة.

برأيكِ ماذا كانت أكبر فكرة خاطئة لديكِ عن الغيبوبة والآن تعرفين أنها غير صحيحة أو تختلف اختلافاً كبيراً عن الواقع؟
أعتقدُ أن الاعتقاد الخاطئ الأكثر شيوعاً هو أنّ شخصاً ما في غيبوبة يُمكنهُ أن يسمع أو يشعر بما يجري حولهم. وأعتقدُ أنه ربما شعورياً يُمكن أن أشعر بأشياء معينة، ولكن على العموم أعتقدُ أنها منفصلة تماماً عن الواقع. وأعتقدُ أيضاً بنقطةٍ هامة وهي أنّ الناسَ قد لا يفهمون أنه من الصعب جداً بالنسبة للأطباء أن يخرجوا شخصاً ما من غيبوبة عندما يشعرون بأن الوقتَ أصبحَ مُناسباً. فإنهم غالباً ما يستغرقون الكثير من المحاولات، وهذه العملية يمكن أن تستمر لفترة طويلة وتكون محزنة لجميع المعنيين. هل اضطررتِ إلى تغييرِ سلوككِ بشكلٍ كبير كنتيجة لخروجك من الغيبوبة؟
أعتقدُ أنّ أكثرُ نتيجةٍ لشيء ما قد حدث هو المرض الخطير في قلبي أكثر من الغيبوبة، ولكن نعم، لقد غيرتُ سلوكي في بعض النواحي. لا أستطيعُ أن أقول ما إذا كنتُ مضطرةً أو ما إذا نتيجةً لمواجهتي مع الموت، ولكن لديّ الرغبة في الاهتمام أكثر بنفسي - إدراكُ أنّ الحياة ثمينةٌ مما جعلني أتمسك بها أكثر. بشكل أساسي، أنا الآن لا أرقص أكثر مما كنت في الماضي، وأصبحتُ أُحب أوقات النوم المبكرة و الاستيقاظ الباكر، و أسلوب "تباً لكل شيء" قد اختفى.

كيف غيّرت تجربتك مع الغيبوبة وجهة نظركِ نحو الحياة والموت؟
أُفكرُ في الحياة والموت الآن أكثرَ بكثير مما اعتدتُ عليه في السابق. وأنا أعلمُ أنّ هذا يبدو سلبياً، ولكن لا أستطيع إلا أن أقول: الموتُ هو جزء من الحياة، وقربي منهُ جعلني أُدركُ ذلك. أشعرُ أنني قد اكتسبتُ المزيدَ من الاحترامِ للحياة. اضطررتُ للقتالٍ بصعوبةٍ حقاً من أجلِ الحفاظ على حياتي، والكثيرُ من الوقت كنتُ تحت رحمةِ الكثيرِ من الألم أو الشعور بالآثار الفظيعة لتقلبات أثار الجرعات العالية من المواد الأفيونية (المُسكّنات). كانت تجربةً مُخيفةً جداً وكنتُ وحيدةً جداً لذا لا أتمنى لأيّ شخص بالمرور بها.

هل تغيّرت أولوياتُ حياتكِ بعدَ أن تعافيتِ تماماً؟
بعد التجربة أصبحت القيم والأولويات أكثرَ وضوحاً بكثير. من الصعبِ عليّ أن أشرح، ولكنني أشعرُ أنني أعرفُ ما أُريد أكثر من أي وقت مضى. عائلتي كانت دائماً مُهمةً بالنسبة لي، ولكن الآن بطريقة مختلفة – هُم الآن قبل أي شيء آخر. أشعرُ أيضاً أنهم، أكثرُ من أيّ أناسٍ آخرين، لديهم فكرة حقيقية عن ما كانت التجربة بالنسبة لي. كانوا يشعرون الآثارَ مباشرةً حقاً، ولهذا أشعر بأنه من الأسهل أن تكون بينهم أكثر من أي شخص آخر. أعتقدُ أنّ كلّ ما أريدهُ الآن هو أن أكونَ محاطةً بالناس الذين يهموني، والعكس بالعكس، أن أكونَ سعيدةً وبصحة جيدة. أنا الآن أريدُ نفسَ الاشياء كنتُ أريدها دائماً، ولكنني لستُ بحاجة إلى أي شيءٍ إضافيّ.

شكراً لورين.