مؤامرة

تصوير: كوين دومبروسكي/فليكر

FYI.

This story is over 5 years old.

مؤامرة

تحدثنا إلى عدد من الشباب العرب وسألناهم عن نظريات المؤامرة التي يؤمنون بها

هواتفنا الذكية تتجسس علينا، جميع الأشياء الجديدة التي نشتريها تحتوي على مشكلة متعمدة، وهناك مجموعة صغيرة من الأفراد تسيطر على العالم

يقال أن نظرية المؤامرة هي أكبر مؤامرة، ولكن هذه الجملة لا تغير من حقيقة أن هناك الكثيرين من العرب الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة ابتداءً من تزييف عملية الهبوط على القمر إلى أن الازمة المالية هي مؤامرة من البنوك أنفسهم وأن العالم يحكمه عدد قليل جداً من القادة لا نعرف عنهم شيئاً. نظريات المؤامرة طبعاً لا تبدأ عند العرب ولا تنتهي بهم، تحدثنا مع عدد من الشباب العرب عن المؤامرات التي يؤمنون بها وإليكم بعض من هذه النظريات.

إعلان

سامية، 34، مصممة غرافيك: قد يبدو الأمر سخيفاً ولكنني على قناعة بنظرية مؤامرة تقودها شركة أبل، وتقول نظريتي أنه في كل مرة تعلن الشركة عن إصدار جديد من آيفون، يبدأ الآيفون القديم بالتصرف بشكل غريب لكي نضطر إلى شراء آيفون جديد، مثلاً تبدأ المشاكل بالسماعة لا استطيع سماع صوت المتصل أو لا يستطيع المتصل سماعي، أو تتوقف الشاشة فجأة بدون سبب أو يغلق نفسه، حدث معي ذلك ثلاث مرات خلال خمس سنوات، معقول أنه مجرد حظ سيء.

الموضوع ليس سخيف في الواقع، أبل اعترفت أنها تتعمد إبطاء الهواتف القديمة للتغلب على مشكلات البطارية.
صحيح، ولكن التبرير لم يكن كافياً بالنسبة لي. القصة "مش مشكلة بطارية، كذب" أؤمن أن الموضوع أكبر من مجرد بطارية، أعتقد أن هذه الشركات تتحكم بهواتفنا وبالتالي بحياتنا وتفاصيلها، بطريقة لا ندري عنها، ولهذا لم أقم بتحديث هاتفي منذ حوالي السنتين.

هل تعتقدين أن أبل تتجسس عليك من خلال التحديثات؟
ممكن جداً. هذه التحديثات تجعلني أشعر أن الهاتف يتحكم بي ولا سيطرة لي عليه. أعتقد أن الشركات الكبيرة التي تعمل في مجال التكنولوجيا أصبحت تتحكم بحياتنا بطريقة مخيفة جداً، لهذا لا أستبعد أن تتجسس هذه الشركات علينا من خلال الهاتف لمصلحة حكومة معينة. بدأت أشعر أن هاتفي هو جاسوس صغير أحمله معي، ذلك الأخ الأكبر في رواية جورج أرويل 1984 هو الهاتف الذكي اليوم.

لماذا لا تتخلصي من هاتفك إذاً؟
فكرت بذلك. ولكن "القصة أكبر مني" لا أستطيع العمل أو الحياة بدون هاتف، كما حالنا جميعاً، حاولت الرجوع الى هاتف نوكيا القديم، ولكني شعرت أنني مفصولة عن العالم. عدت لهاتفي الذكي بعد أقل من يوم. لقد "اشتغلت" هذه الشركات علينا، نحن المستهلكين "الأغبياء" منذ فترة ومن الصعب التحرر من سيطرتهم.

إعلان

فرح، 25، كاتب: أنا فعلا أؤمن بوجود مجموعة من الأشخاص تسيطر على العالم. أعتقد أن بعض الدراسات قد أشارت إلى أن 20٪ من سكان العالم يسيطرون على أكثر من 80٪ من موارده، لك أن تكمل القصة.

أنت تتحدث عن الماسونية؟
إطلاق أسماء غريبة عليهم كـ المتنورين أو الماسونيين أو أيا من هذه الألقاب يجعل النظرية تبدو غبية جداً. باعتقادي أن هناك بعض من رجال الأعمال الذين يحتكرون صناعة الأسلحة والصناعات النفطية والصحافة ويمتلكون قوة أكثر بكثير من باقي العالم، وهم الذين يقررون عنا كيف لنا أن نعيش في هذا العالم.


عبدالله، 39، موظف في قطاع التكنولوجيا: أؤمن بنظرية يطلق عليها Planned Obsolescence أو التقادم المخطط، بمعنى أن الشركات المصنعة تتعمد تقصير حياة المنتجات الاستهلاكية لزيادة الطلب. الموضوع ليس فقط مؤامرة على المستهلك فقط، ولكنه محاولة ذكية ولئيمة لتغطية الحقائق التي أمام أعيننا ومحاولة إقناعنا أن كل ما يحدث من مشاكل في سياراتنا أو هواتفنا هو مجرد صدفة.

نظرية المصباح الكهربائي؟
صحيح، نظرية Light bulb theory الفكرة باختصار هي أن المصباح الكهربائي الذي تم تصميمه في القرن التاسع عشر على يد توماس اديسون حسب ادعائه، كان من الممكن أن يبقى مضيئاً حتى اليوم، لو لم تقرر الشركات الأمريكية التي دخلت في سوق المصابيح الكهربائية (واعتقد أن أديسون نفسه كان جزءاً من ذلك) مثل فيليبس وجنرال الكتريك أنه يجب تخفيض العمر الافتراضي للمصباح الكهربائي، وتم تطبيق هذا المبدأ التسويقي اللا أخلاقي في كل الصناعات الأخرى.

عمر افتراضي طويل، يعني أن الطلب على شراء منتجات جديدة سيقل، وبالتالي ستنخفض أرباح هذه الشركات؟
تماماً، مشكلة. فما الذي قامت به هذه الشركات؟ ببساطة، قتلت الإبتكار، خفضت الجودة والعمر الافتراضي للمصابيح وجعلتها أكثر هشاشة بشكل متعمد لرفع نسبة الاستهلاك. وهذا ما يحدث حالياً، جميع الأشياء التي نشتريها تحتوي على مشكلة متعمدة جاهزة سواء السيارات (في كوبا مثلاً لا تزال السيارات الأمريكية القديمة تعمل بشكل جيد، لماذا؟ لأنها كانت تُصنع لضمان استمراريتها وليس لضمان تعطلها) أو الكهربائيات أو الطعام الذي لديه تاريخ صلاحية أقل من صلاحيته الحقيقية. وحتى الأدوية، لا أصدق أن كل العقول العبقرية التي في العالم لم تستطع إيجاد علاجات لبعض أو كل الأمراض المزمنة، ولكن من مصلحة شركات الأدوية بيع علاجات تبطأ المرض ولكن لا تعالجه.

إعلان

وما رأي الحكومات في كل ذلك؟
الحكومات ليس لها رأي، الشركات الكبرى هي التي تتحكم في الحكومات وفي العالم.


محمد، 29، موظف استقبال: لا شك أن العالم العربي والإسلامي تعرض ويتعرض للكثير من المؤامرات ابتداءً من اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي بين الدول العظمى في ذلك الوقت مروراً بوعد بلفور الذي أعطى الحق لليهود في إقامة دولة لهم على أرض فلسطين، مروراً باتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو والحرب على العراق ونهب ثرواته النفطية، وما نشاهده اليوم من خلال تصوير الإسلام على أنه دين إرهابي أو يدعم الإرهاب، كل هذه الأحداث لم تحدث بدون مؤامرات وتخطيط من جهات غير عربية.

ما هو الهدف من هذه المؤمرات كلها على هذه المنطقة العربية؟
الهدف واضح. منطقة الشرق الأوسط هي منطقة غنية بالنفط أولا، وهي تجمع الأديان السماوية الثلاث. فمن المنطقي أن يكون هناك تركيز عليها، فمن يستطيع السيطرة على الدين -الجانب الروحاني- وعلى النفط -أي المال- يستطيع السيطرة على العالم. هذه السيطرة تتم من خلال مؤامرات مفصلة تشعل المنطقة من خلال حروب مفتعلة، قلب أنظمة، ثورات فاشلة، وغيرها.


نادية، 30، موظفة: أؤمن في الواقع بعدد من نظريات المؤامرة تتعلق بأحداث 11 سبتمبر وأنها مؤامرة داخلية، وسقوط الطائرة الماليزية كان عمل مدبر من قبل الولايات المتحدة، وأن بعض قادة العالم هم عبارة عن كائنات فضائية تعيش بيننا (تضحك). ولكن النظرية الاكثر إقناعاً بالنسبة لي هي التي تقول أن بيلدربيرغ، المؤتمر الأكثر سرية في العالم الذي يجمع رجال السياسة والأعمال والبنوك والاستخبارات وشركات التكنولوجيا والأمن، يجتمع كل عام وفقاً لجدول أعمال خفي لتعيين قادة العالم والاتفاق على الحروب القادمة والبلدان التي سيتم نهب ثرواتها.

إعلان

لا يطلق عليها حكومة العالم الخفية عبثاً في هذه الحالة، يبدو أنك تتفقين مع رأي ألكس جونز؟
فكري في حجم النفوذ الموجود في مكان واحد، الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم والتي تسيطر على 90٪ من أكبر المؤسسات والشركات الموجودة في هذا الكوكب، تجتمع في سرية عالية. وما الذي يحدث بعد ذلك حروب واغتيالات وقلب أنظمة.. هذه النظرية تبدو منطقية بالنسبة لي.


نايف، 27، طالب: لا أؤمن بنظرية المؤامرة على الإطلاق، ولكن لا أستطيع إنكار مدى قوتها.

فكر مجدداً، لا شك أن لديك نظرية مؤامرة مفضلة؟
لدي نظرية مؤامرة مفضلة في الحقيقة وهي تتعلق بمطار دنفر الدولي في ولاية كولورادو. هناك العديد من الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية العلمية-الزائفة على يوتيوب التي تتحدث عن هذا المطار، البنية التحتية وطريقة تصميمه وتفاصيل أخرى تجعل المطار يبدو أكثر مما هو عليه.

حكومة سرية؟
بحسب هذه المقالات والافلام، هناك مكاتب حكومية أمريكية سرية تحت أرض المطار المترامية الأطراف. فهو واحد من أكبر المطارات في العالم من حيث المساحة، ولكن مساحة المطار نفسه لا تحتل سوى جزء صغير من مجموع قطعة الأرض المصنفة رسمياً باسم مطار دنفر الدولية. صدفة؟


رأفت، 26، يعمل في مجال التواصل الاجتماعي: لا أؤمن أنه كان هناك هبوط على القمر.

نيل ارمسترونغ لم يمشي على القمر عام 1969. والصور التي شاهدها العالم كانت مجرد فيلم هوليودي؟
بدأت أشك في صحة كل ما قيل عن الهبوط على القمر بعدما شاهدت فيلم وثائقي يناقش الهبوط على القمر تساءل فيه علما ومحللين عن كيفية رفرفة العلم الأمريكي في الفضاء، فحسب تحليلاتهم هذا ليس ممكناً، ومن ثم تطرق الوثائقي إلى موضوع حقيقة وجود عدة خيالات على القمر وهو أمر غير منطقي اذا كان مصدر الضوء هو الشمس. والأمر الأخير الأكثر اقناعاً والذي شككني في قصة الهبوط كان الحديث على أن الأمريكيين اضطروا إلى تزييف قصة الهبوط لكي يتفوقوا على الاتحاد السوفياتي (الذين أرسلوا أول مركبة فضائية إلى سطح القمر عام 1959) خلال الحرب الباردة.

إعلان

رؤية الهبوط على القمر كمؤامرة يجيب على كل تلك الاسئلة التي لم تجد لها جواباً؟
ربما، لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي ليس لها جواب، ولكن حقيقة أن المعلومات المتوفرة عن الهبوط على القمر تأتي من مصدر واحد وهي وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الفضاء يجعل الأمر يبدو جاهزاً لمؤامرة أصلاً، من الصعب تصديق معلومات من مصدر واحد، لأنه من السهل فبركة قصة وسيكون من الصعب إثباتها أو حتى إثبات عكسها.


هدى، 32، مدرسة موسيقى: أؤمن أن الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 كانت مؤامرة مخططة من قبل البنوك الكبرى في العالم.

هم من تسببوا بالأزمة وهم من استفادوا منها؟
أشعر بالكثير من الغضب كلما فكرت في هذا الموضوع، كلما فكرت بكل تلك العائلات والأشخاص الذين دُمرت حياتهم بسبب البنوك، وفي النهاية تم تحميلهم مسؤولية إنقاذ هذه البنوك. أرى أن الازمة كانت مجرد لعبة من البنوك الكبيرة التي كانت قد عملت "أعمال سودا ومنيلة" للتغطية على أخطائهم. هل ابتلعت الحكومات السم، أم أن الحكومات كانت مشتركة في الجريمة مع البنوك؟ لا أعرف، ولكن حقيقة أن أصحاب البنوك الكبرى لم يتم محاسبتهم، ووضعهم في السجن "أشغال شاقة" يشير الى تواطؤ. برأيي، البنوك هي أسوأ مؤسسة على الارض وكل نظرية مؤامرة تبدأ وتنتهي بأصحاب البنوك.

أوبس، علي أن أدفع فاتورة بطاقة الائتمان. شكراً.

Tagged:نظرية