دليل VICE لما يحدث الآن

ماذا نعرف عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا

لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أنها ستؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات
فيروس كورونا

بدأت الدول الأوروبية تعليق رحلاتها الجوية الآتية من المملكة المتحدة، في ظل تحذير الحكومة البريطانية من أن سلالة جديدة أقوى لكورونا المستجد انتشرت في الدولة. وتخضع أجزاء كبيرة من جنوب شرقي بريطانيا، بما فيها لندن، لإجراءات أكثر تشددًا من القيود، في محاولة للسيطرة على سرعة انتشار الفيروس.

كما أعلنت الحكومة السعودية تعليق رحلات الطيران الدولية لمدة أسبوع بعد ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، وسيسمح بمغادرة الرحلات الدولية الموجودة على أراضيها فقط. كما تم تعليق السفر عبر المنافذ البحرية والبرية لمدة أسبوع. وطالبت الرياض جميع الذين زارو أي دولة أوروبية أو توقفوا فيها أثناء رحلاتهم بضرورة إجراء تحليل فوري لفيروس كورونا. كما حظرت أكثر من 40 دولة من بينها الكويت وسلطنة عُمان وصول الوافدين من بريطانيا بسبب مخاوف من انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.

ومن المعروف أن فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة. الفيروس الذي تم اكتشافه لأول مرة في ووهان، الصين، هو ليس هو نفسه الذي ستجده في معظم أنحاء العالم بسبب ظهور طفرة جديدة في الفيروس في الوقت الذي وصل إلى أوروبا وباقي العالم.

إعلان

ولكن بحسب خبراء، فإن الأمر المقلق حاليًا هو حجم انتقال العدوى، وهل هذه السلالة ستسبب حالات وفاة أكثر وإن كان تأثير اللقاح عليها مختلف.

ما مدى سرعة انتشار هذا الفيروس المتحور؟
تم اكتشاف هذا التحور variant لأول مرة في سبتمبر. في نوفمبر، كان حوالي ربع الحالات التي وصلت المستشفيات في لندن مصابة بتغير أو تحور في الفيروس. وصل هذا إلى ما يقرب من ثلثي الحالات في منتصف ديسمبر.

وقال رئيس الوزراء البريطاني أن هذا الفيروس المتحور أو المتغير قد يكون أكثر قابلية للانتقال بنسبة تصل إلى 70 ٪. ولكن اعتبر البروفيسور جوناثان بول، عالم الفيروسات في جامعة نوتنغهام في حديثه مع بي بي سي: "إن حجم الأدلة الموجودة غير كافٍية على الإطلاق لاستخلاص آراء حازمة حول ما إذا كان الفيروس قد أدى بالفعل إلى زيادة انتقال العدوى."

هل الفيروس المتحور أكثر فتكًا من الفيروس السابق؟
لا يوجد دليل يشير إلى أنه كذلك، ولكن هذا التحور يحتاج إلى مراقبة مستمرة. ارتفاع نسبة انتقال العدوى ستكون كافية لزيادة الضغط على المستشفيات والقطاع الصحي، فالمتغير الجديد قد يؤدي لإصابة المزيد من الأشخاص بسرعة أكبر، وهو ما سيؤدي ذلك بدوره إلى حاجة المزيد من الأشخاص إلى العلاج في المستشفى.

وقال كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، كريس ويتي، في بيان أن "هذه السلالة الجديدة قد تنتشر بشكل أسرع، ومع ذلك "لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أن هذه السلالة الجديدة ستؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات."

إعلان

هل من الممكن أن يصاب الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد -19 من السلالة السابقة مرة أخرى؟

على الأرجح لا، بحسب الخبراء.

هل ستكون اللقاحات فعالة ضد الطفرة الجديدة؟
نعم، على الأقل في الوقت الحالي. تعمل اللقاحات على تدريب جهاز المناعة على مهاجمة عدة أجزاء مختلفة من الفيروس، لذلك على الرغم من تحور جزء من الطفرة، إلا أن اللقاحات لا تزال فعالة. وقال الدكتور منصف السلاوي ، كبير المستشارين العلميين لجهود توزيع اللقاحات في الحكومة الأمريكية، أن احتمال أن تكون السلالات الجديدة مقاومة للقاحات الحالية "منخفضة ولكنها ليست معدومة."

بشكل عام، يقوم الفيروس بالتحور عن طريق تغيير البروتينات الموجودة على سطحه في محاولة لمقاومة الأدوية وخداع جهاز المناعة. هذا التغير يُظهر أن الفيروس مستمر في التكيف.

بشكل عام، اللقاحات قد تحتاج إلى تحديث بمرور الوقت ومع تراكم المتغيرات، حيث أن الفيروسات والبكتيريا والطفيليات يمكن أن تتطور استجابة للقاح، أو ما يسمى vaccine escape.

الوضع الحالي يبدو مشابهاً لما يحدث مع لقاح الإنفلونزا الموسمية. اللقاح يدفع الأجسام المضادة أو الخلايا المناعية لمهاجمة جزيئات معينة على سطح الفيروس، ولكن في حال تغيرت الطفرات في تلك الجزيئات، فلن تتمكن الأجسام المضادة من تحديدها. لهذا السبب لقاح الأنفلونزا الموسمية يحتاج إلى تحديث كل عام. وهذا ما سيحصل مع لقاح كوفيد، فسيحتاج إلى تحديث متكرر. ولكن بشكل عام، من السهل تعديل أو تحديث اللقاحات.

في الوقت الحالي، استمر بارتداء الكمامات وغسل اليدين والحفاظ على التباعد الاجتماعي.