صحة

شاب يتحدث عن إصابته بسرطان الثدي

هناك رجال قد ينتهي بهم الأمر بالموت لأنهم لا يعرفون أنهم يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي؟"
سرطان الثدي

سرطان الثدي هو مرض "أنثوي" إلى حد كبير، حيث يتم تشخيص ما يقرب من 250,000 امرأة كل عام بهذا المرض، وهو السبب الرئيسي الثاني للوفاة من السرطان لدى النساء (فقط سرطان الرئة يقتل المزيد من النساء كل عام). ولكنه هذا السرطان يمكن أن يصيب الرجال أيضًا، حيث أن 1 من كل 100 حالة سرطان ثدي يتم تشخيصها في الولايات المتحدة تصيب الرجال.

بريت ميللر هو واحد من هؤلاء الرجال. لاحظ ميللر، البالغ من العمر 35 عامًا، لأول مرة وجود تورم تحت حلمة ثديه اليمنى عندما كان في السابعة عشرة من عمره. أخبره طبيبه، أثناء الفحوصات الروتينية القليلة التي أجراها على مدى السنوات العديدة التي تلت ذلك، أن الورم ربما كان مجرد رواسب كالسيوم غير ضارة. لم يكن الورم مؤلمًا أبدًا، وكان سرطان الثدي آخر ما يدور في ذهن ميللر. حتى عندما خرجت إفرازات برتقالية مائلة إلى اللون الأصفر من ثدييه، لم يرى أن ذلك الأمر يثير الشك. فلا يُطلب من الرجال أبدًا فحص ثديهم بحثًا عن السرطان. ولا يعتقد معظم الرجال حتى أن لديهم اثداء. عضلات صدر، ربما، لكن ليس ثديين.

إعلان

خلال إجراء فحص بدني روتيني وفي طريقه للخروج من مكتب الطبيب، فكر في والدته. "كنت أعرف أن أمي ستقتلني إذا لم أذكر التورم الموجود في ثديي." هذه المرة، أخذ الطبيب أمر الورم على محمل الجد، وتم إرسال ميللر إلى مركز التصوير التشخيصي لإجراء الموجات فوق الصوتية. لم يكن هناك أي إشارة أو تلميح لوجود سرطان.

عندما حضر ميللر لموعده، تم توجيهه إلى الجناح 200، الذي كان مليئًا بالنساء في انتظار الموجات فوق الصوتية وتصوير الثدي بالأشعة السينية. قام بتعبئة اسمه وعنوانه ورقم هاتفه في ورقة تسجيل المرضى الخاصة به. يتذكر: "بقية الاستبيان كان عبارة عن أسئلة مثل، هل أنتِ في الدورة الشهرية، هل أنتِ حامل؟" وأضاف: "كان من المحرج أن أكون الرجل الوحيد هناك الذي لم يكن ينتظر زوجته."

بعد بضع دقائق غير مريحة في غرفة الانتظار، تم استدعاء ميللر لإجراء الموجات فوق الصوتية، ثم تصوير الثدي بالأشعة السينية (والتي كانت تؤلم كالجحيم بسبب افتقاره إلى أنسجة الثدي). بعد إحالته إلى الجراح، قرر الطبيب إزالة الورم، على الرغم من أنه كان يعتقد أيضًا أنه مجرد ترسبات كالسيوم. كانت حالة ميللر بالنسبة لشركة التأمين الخاصة به موضع شك، ورفضت في البداية المطالبة التعويضية الخاصة بـ استئصال الكتلة الورمية. في اليوم التالي للجراحة، تلقى مكالمة من جراحه، الذي أخبره فجأة أنه قرأ التقرير الأولي وأظهر أن ميللر مصاب بسرطان الثدي.

يقول ميللر: "شعرت أنني أمام خدعة الكاميرا الخفية، هل قال الطبيبي إنني مصاب بالسرطان، لا أصدق؟" في ذلك الوقت، أصبح ميللر، 24 عامًا، أصغر رجل تم تشخيص إصابته بسرطان الثدي في الولايات المتحدة (منذ ذلك الحين، تم تشخيص رجل آخر في سن 22).

إعلان

بعد زيارة بعض أفضل الأطباء في المنطقة، كانت الرسالة واضحة: يجب إجراء عملية استئصال الثديين. في 18 مايو 2010، وهو يوم استئصال الثدي، أُعطي ميللر حقنة تحتوي على نظائر مشعة حتى يتمكن الطبيب من إجراء عملية تسمى خزعة العقدة الخافرة. بعد إزالة الحلمة وأنسجة الثدي وهامش بوصة واحدة حول الثدي، لحسن الحظ، أنه بعد سبع سنوات من الإصابة بالورم، لم ينتشر سرطان الثدي. ولن يحتاج ميللر إلى إزالة الثدي الآخر.

لم يشعر ميللر بالمرض أبدًا، لكنه فقد شعره، بما في ذلك حاجبيه ورموشه. مشاهدة شعره يتساقط على شكل كتل كانت مزعجة للغاية. ويضيف: "كنت بصحة جيدة، كنت على قيد الحياة، لكن العلاج الكيماوي جعلني أبدو كما لو كنت أموت."

we-talked-to-the-youngest-guy-in-the-us-to-get-breast-cancer-1461682910.jpg

على الرغم من أن وضعه المرضي كان بسيطا نسبيًا، شعر ميللر أنه ليس لديه مكان يلجأ إليه بعد تشخيصه. المنظمات الكبيرة لدعم مرضى سرطان الثدي تقدم المساعدة للنساء فقط. يخضع معظم الرجال لعملية جراحية ويشفون ويعودون إلى العمل كما لو لم يحدث أي شيء على الإطلاق. لقد كان شعورًا موحشًا حيث لم يكن هناك أي أحد يتواصل معه لديه نفس التشخيص. "لم يكن هناك دعم.. لم يكن لدي أي شخص لأتحدث معه. تمنيت لو كان لدي شخص أتحدث معه حول العلاجات والجراحة وغير ذلك."

بعد تعافيه من الجراحة، قرر ميللر إنشاء مؤسسة لمشاركة قصص الرجال الآخرين الذين تم تشخيصهم بهذا المرض، ويمنحهم بعض الدعم الذي تمنى لو أنه قد حصل عليه. وهو على الرغم مما مر به يشعر أنه محظوظ: "أتساءل إلى أي مدى كان يمكن أن يكون الأمر أسوأ إذا كان السرطان قد انتشر بشكل أكبر، هل كنت سأموت؟" لكن تركيزه على النتائج البديلة لا يتعلق بمصيره بقدر ما يتعلق برغبته بالتأثير على الرجال الآخرين: "هناك رجال قد ينتهي بهم الأمر بالموت لأنهم لا يعرفون أنهم يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي؟"

تم نشر هذا المقال أول مرة في ٢٠١٦.