المصور المغربي البلجيكي موس المرابط: أحب أن ألقّب بكائن فضائي

ولد الفنان موس المرابط، 36 عاماً، في شمال المغرب، ثم انتقل مع والديه وإخوته الثمان إلى بلجيكا في عمر صغير جداً. أكمل دراسته الجامعية في هندسة الديكور، ومن بعدها انتقل إلى حرفة التصوير وبالأخص تصوير الأزياء إلى أن شق طريقه بنفسه كفنان مستقل. استطاع موس أن يخلق من هويته المغربية البلجيكية هوية فنية مستقلة تميزت باستعراض عناصر من الحياة المغربية بطريقة مرحة وسريالية بنفس الوقت. افتتح معرضه الأول "موسغانستان" في بلجيكا العام الماضي. وموسغانستان هي مكانٌ جميل خليقة خياله، عالمه الخاص "حيث الحياة سهلة تماماً كما شاءها الله" حسب قوله. في هذا العالم يختلط الشرق بالغرب وتمتزج الثقافة المغربية برموز عالمية، كما يخبرني في هذا اللقاء.

VICE عربية: أنت مغربي بلجيكي. هل من الممكن أن تحدثنا قليلاً عن ما تعني لك هذه الهوية المشتركة؟
موس المرابط: نشأت في بلجيكا وكنت محظوظاً جداً لأن أعيش في عائلة كبيرة تضم الكثير من الإخوة والأخوات، مما يعني أنه كان لدي رفاهية الحصول على رفاق للّعب طوال الوقت. وأنا ممتنّ لذلك، لأن ما أقوم به اليوم هو نوع من "اللهو" تماماً كما كنت أفعل في صغري. لم أكن معجباً بالمغرب في صغري، كنا مجبورين على الذهاب إلى هناك، في حين أن كل أصدقائي كانوا في بلجيكا. ولكن بعد فترة، بدأت أرى المغرب بطريقة مختلفة، أعدت اكتشافها. من الملهم التجول في المغرب، أشعر أن معظم الناس "فنانين" من دون علمهم.

لا تحب أن يتم وصفك بالفنان، لماذا؟
بعد معرضي الأول موسغانستان مطلع عام 2019، بدأ الإعلام يطلق عليّ لقب "فنان" ولا أعرف ما الذي تغير فيما أفعله حتى أصبحت بنظرهم فنانأً. هو مجرد لقب آخر. صراحة أحب أن ألقّب بكائن فضائي alien. من المهم أن لا تبذل الكثير من الجهد لتصبح مصوراً. الأهم هو أن تعثر على ما يعبر عن ذاتك وتخلق منه عملاً فنياً. لهذا، أفضّل أن أرى شخصاً مبدعاً قادراً على ترجمة أفكاره ورؤيته باستعمال الكاميرا، على أن أرى عملاً لشخصٍ متمكّن تقنياً لكن دون رؤية فنية واضحة.

حدّثنا قليلاً عن معرضك الأول موسغانستان.
كان عندي بعض الشكوك تجاه هذا المعرض حتى ليلة الافتتاح. لديّ فلسفتي الخاصة تجاه المعارض الفنية، أرى أن فيها الكثير من الترويج، وكأنني أقول للناس "تعالوا وانظروا إلى أعمالي الفنية لأنها بنظري جيدة." ولكن لا بد أن أعترف أنني كنت مبهوراً وسعيداً عندما رأيت أصدقائي وعائلتي ينظرون إلى صوري للمرة الأولى. لطالما أردت جمع عوالم مختلفة في أعمالي، ورأيت ذلك يتحقق فعلاً في معرض موسغانستان. كان الأمر جميلاً جداً. استمعت لآراء مختلفة من الزوار، بعضهم أخبرني تفاصيل عن عملي لم ألحظها من قبل. لقد تعلمت الكثير في هذا المعرض.

هل تتقصد أن تكون أعمالك الفنية مثيرة للجدل أو تحمل بعض السخرية؟
جاوبني أنت. ليس لدي أدنى فكرة. أفضل أن أصف نفسي على أن أصف فني، فهو انعكاس لأفكاري وذاتي. لدي حس فكاهي ساخر وربما قد ترى ذلك في صوري. ولكنني لا أحاول أن أكون مثيراً للجدل. كل شخص ينظر إلى صورة أو لوحة معينة ويفسرها بطريقته، مرحة أو بائسة، كل شخص يرى شيئاً مختلفاً.

ما هي نظرتك للنساء المنقبات، خصوصاً حين يتم وضعهن في إطار فني؟
أحب الغموض. وهناك الكثير من الغموض في النقاب أو الشخص الذي لا يظهر وجهه بشكل عام. لاحظ مثلاً الشخصيات السينمائية تصبح مثيرة للاهتمام أكثر حين لا تظهر وجهها. لا أهمية لرأيي في هذا الموضوع، ما دامت النساء سعيدات فليضعن ما أردن على رؤوسهن. فنياً، أحبّ إدخال عنصر الغموض في الصور، بإمكانك إيصال الرسالة بدون أي إلهاء من ملامح الوجه.

في إحدى أعمالك، نرى امرأة منقبة في صورة مشابهة جديدة لتلك التي نشرتها كيم كارداشيان في مجلة Paper قبل سنوات. ما القصة؟
أحب هذه الصورة، ولكن دائماً ما أشعر بإني مجبرُ على التفكير في المعنى المبطن لها. في هذه الصورة أظن أنني حاولت تطبيع صورة العناصر المغربية والعربية والإسلامية في طريقة مختلفة، دون الحاجة إلى ربط كل هذه الرموز والعناصر بأمور سلبية كما تفعل وسائل الإعلام. لدى كيم كارداشيان الكثير من المعجبين ممّا يجعلها شخصية مميزة. دائماً ما أحاول أن ألفت الانتباه في أعمالي، وتلك هي الطبقة الأولى التي تجذب النظر وتخلق علاقة معينة مع المتفرج. ومن بعدها تأتي التفاصيل الأكثر عمقاً.

هناك العديد من العلامات التجارية العالمية في صورك، ولكن أيضاً نرى علامت ذات علاقة عاطفية للعالم العربي كالبقرة الضاحكة. ما الذي تحاول قوله؟
تلك أيضاً محاولة لجذب انتباه الناس، خصوصاً في أيامنا هذه، صار هناك هوس بالعلامات التجارية والموضة، وأصبح العمل في هذا المجال حلماً للجميع. هذا من ناحية، أما بالنسبة للبقرة الضاحكة فتتعلق بـ النوستالجيا والحنين إلى الماضي. أحب أحياناً التطرق إلى التفاصيل التي لم يعد أحد ينتبه لها أو يفكر بها. بشكل عام أظن أن الجمهور يفهم ما أقوم به، أو على الأقل لديهم استعداد لأن يفهموه. وهذه نعمة والحمدلله.

يمكنكم مشاهدة المزيد من أعمال موس على موقعه الألكتروني