ماذا فعلنا بكوكب الأرض؟‎‎‎

قصة مصرية عادت لاستخدام الفوط الصحية القديمة للحد من استخدام البلاستيك

قررت التوقف عن أي استخدام للبلاستيك بعد مشاهدة فيلم وثائقي عن أضراره البيئية، واستخدام بدائل طبيعية للفوط الصحية والمناديل الورقية
بيئة

التقطت جميع الصور بواسطة روان الخطيب

في شقةٍ صغيرة بإحدى العمارة السكنية الحديثة في مدينة 6 أكتوبر(غرب القاهرة)، تعيش أسرة مصرية مكونة من طفلة وأب وأم تُدعى رضوى أحمد، 27 عامًا، والتي قررت قبل سنتين بداية رحلتها في الاستغناء عن البلاستيك أُحادي الاستعمال، وغير القابل لإعادة التدوير.

بدأت رضوى، الأم العشرينية مسيرتها في التخلي عن استخدام البلاستيك بشكلٍ تدريجي، فمُنذ أن بدأت حياتها الزوجية الخاصة بعيدًا عن بيت أسرتها في الاسكندرية، فكرت في اتخاذ مسار جديد لها ولأسرتها الصغيرة، بتوفير حياة صحية خضراء، خالية من المأكولات الممتلئة بالزيوت المهدرجة والطعام السريع التحضير.

إعلان

مُنذ عامين، تجلس الزوجة العشرينية كعادتها على كرسيها في صالة المنزل، واضعةً حاسوبها المحمول أمامها تتصفح مقالاتٍ كُتبت باللغة العربية والإنجليزية عن أضرار البلاستيك على البشر والبيئة من حولها، وعن أسباب تقليل استخدام البلاستيك، حتى وقعت عيناها على فيلم باسم: "A Plastic Ocean"، والذي كان على حد قولها السبب الرئيسي لها لأخذ خطوات جادة في التخلي عن استخدام البلاستيك.

A Plastic Ocean هو فيلم وثائقي للصحفي كريج ليسون، يكشف فيه حقائق مثيرة للقلق عن تأثير البلاستيك والمخلفات البلاستيكية على الإنسان والحيوانات في البر والبحر والجو، في عشرين موقع حول العالم مع فريق دولي من العلماء والباحثين. بعد مشاهدتها الفيلم، قررت رضوى أن تبدأ من جانبها في اتجاه مواجهة خطر البلاستيك.

تُمر الدقائق والساعات بثقل في انتظار عودة زوجها من العمل لتشاركه قرارها الجديد؛ الذي ما إن سمعه حتى قرر دعمها بالكامل، خاصةً أنهم كانوا حينها في انتظار طفلتهم الأولى "يُسر": "كل اللي في بالي إن بنتي لما تكبر تكون عارفة ايه الحاجات اللي بتساعد وبتصلح بيها البيئة وايه الحاجات اللي لأ".

على الفور، بدأت رضوى في تطبيق الـ Zero waste life بشكلٍ تدريجي، كانت البداية في شراء مستلزمات المنزل بأكياس القماش من محلات البقالة المُجاورة لمنزلها، وجدت بعد التجربة أن أصحاب المحلات تقبلوا الموضوع برحابة صدر: "كنت بطلب منهم يحطولي الجبنة مثلًا في العلب الخاصة بيا أو الزيتون في برطمان، كان بيبدوا عليهم الاستغراب قليلًا، لكن لم يرفض أحد منهم طلبي".

1571303802438-005A4157-4C1E-464E-9EBF-F659B6784F48

ترى رضوى أن نسبة استهلاكها للبلاستيك بعد التجربة قلت بنسبة 50%، وتنصح من يريد أن يُقدم على التجربة بأن يفكر قبل شرائه لأي منتج إن كان يصلح كبديل في البيت أو يناسب التدوير: "الأمر بيبقى قرار واحنا بنشتري، بنختار الحاجات المُغلفة بورق أو في برطمانات زجاجية، وبالتالي نقدر نعيد استخدامها من تاني، سواء في حفظ الأكل أو نقدم فيها عصاير في البيت".

إعلان

بابتسامة وعين لامعة تتذكر رضوى أول تجربة لها في التسوق بالأكياس القماشية في "هايبر ماركت"، التوتر والقلق كانا سيدا الموقف، تحمل أكياسها القماشية بداخلها خضراوت وفواكه اُختيرت بعناية، تتجه لوزنها، دقات قلبها تتسارع، تُفكر "يا ترى ممكن العامل يقولي حاجة؟ أو ما يرضاش يوزن حاجتي؟" حتى أنقذها صوت رجل خمسيني من خلفها: "برافو يا بنتي"، الذي كان السبب في كسر حاجز خوفها، "الجملة دي شجعتني وبسطتني جدًا، وبقيت ماشية بثقة أكبر، ومن ساعتها بروح أي هايبر ماركت بأكياس القماش بتاعتي".

الخطوة الثانية التي اتخذتها رضوى كانت عبر تقليل معدل النفايات اليومية، فأوجدت عدة بدائل؛ بعد أن وجدت أن استخدامهم للمناديل الورقية كبير، وهي غير قابلة لإعادة التدوير، فقررت استعمال المناديل القماش: "لقيت إن الموضوع فرق في استهلاكنا ومعدل النفايات اللي بنخرجها، خصوصًا أنها قابلة للاستخدام أكتر من مرة".

الحساسية والالتهابات الشديدة التي تعرضت لها "يُسر" ابنتها في بداية شهر مارس من عام 2019 كانت السبب الرئيسي في تخلي الأم عن استخدام الحفاضات العادية، والعودة إلى القماشية (الكافولة): "بدايتي مع "الكافولة" كان صُدفة، بعد ما لقيت إن الحل للاتهابات الشديدة هي التهوية، ودي أهم ميزة فيها لأنها مصنوعة من قطن وخيوط طبيعية والمادة العازلة بها مسامية، وقتها قررت استخدمها بشكل دائم، خاصةً أنها لا تضر البيئة بأي شكل".

1571303824078-80E47984-8B49-4D6E-BF3E-1EB3AFA3BEE6

التجربة الناجحة لاستخدام "الكافولة" دفعتها للتفكير في تقليل نفاياتها الشخصية بمعدل دوري وإيجاد بدائل لها: "قررت ابدأ استخدام الفوط الصحية القماشية، بالتزامن مع استخدامي للحفاضات القماش لابنتي، لأن الاتنين بيستخدموا عدد كبير من المرات، على عكس البدائل المتوافرة حاليًا".

إعلان

مع دقات الساعة السابعة صباحًا تستيقظ الأسرة الصغيرة، تبدأ رضوى في تحضير الإفطار لزوجها ثم تودعه ذاهبًا للعمل، وتبدأ روتينها اليومي من التعقيم والتطهير والغسيل والنشر للحفاضات والفوط الصحية: "الشمس هي الحاجة الأساسية في عملية التنظيف؛ لأنها بتزيل أي بقع أو أي روائح ومش بضطر استخدم أي معطرات أو مُنعم أقمشة؛ لأنه ممكن يسبب مشكلة في المادة العازلة للتسريب".

التشجيع والدعم المستمر الذي تتلقاه ربة المنزل الشابة من زوجها وعائلتها وأخوتها يساعدها على التغلب على صعوبة روتين المهام اليومية والمسؤولية تجاه البيئة: "مش كل يوم الواحد بيصحى عنده طاقة أنه يغسل وينشر، بس اللي بيشجع الواحد إحساسه أنه سبب ولو صُغير في حماية البيئة".

تسعى رضوى في الوقت الحالي في التفكير في وسيلة لإعادة تدوير المخلفات العضوية: "أعرف إنه يمكن تحويل المخلفات العضوية المنزلية إلى سماد عضوي، لكنها تبحث عن مزيد من التفاصيل وربما تستعين بخبير أو شخص له تجربة سابقة، لتتمكن عملية تصنيع السماد العضوي بالكامل في المنزل.

1571303955186-616489AD-2036-4220-959B-5A82AF0F3256
1571303966083-5AC6B6FD-E455-422F-9CBA-BB508ED9035B
1571303979671-5D0F8D44-4FA0-4994-A2E3-E25610F637C2
1571304005410-EF72FAB8-7E59-4C08-820A-71728D2ACAC9
1571303994905-BA03B0FA-9C2C-4974-9EAA-2175FFB062BD