FYI.

This story is over 5 years old.

موسيقى

مقابلة مع Ayoub sisters.. الموسيقى الكلاسيكية بروح شبابية معاصرة

تمزج موسيقاهم بين ثقافتي الشرق والغرب والإسلام والمسيحية في رسالة سلام وتوحيد للعالم
Screen Shot 2019-03-19 at 10

قبل شهور، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي، فيديو لموسيقى عمر خيرت الشهيرة" فاطمة" ولكن بتوزيع جديد يعتمد على عزف فتاتين للتشلو والكمان، وأداء صوتي لعدد من المغنيين، باسم "Ayoub sisters - الأختين أيوب"، وحقق الفيديو مشاهدات واسعة.

"أيوب سيسترز" هما شقيقتين مصريتين ولدتا في اسكتلندا وتعلمتا الموسيقى منذ الصغر، سارة (26 عامًا) عازفة تشللو وبيانو، ولورا (23 عامًا) عازفة كمان وبيانو. نجح ثنائي أيوب في الهبوط بالموسيقي الكلاسيكية من برجها العاجي الذي يقتصر على النخبة سواء كانت اجتماعية أو ثقافية إلي جذب جمهور الألفية من شباب يستمع بشغف لهذه الموسيقى في قالب معاصر وحديث .

إعلان

قام الثنائي بإعادة تقديم أغانى عمرو دياب وداليدا، بالإضافة إلى الأناشيد الصوفية من خلال الموسيقى الكلاسيكية. وعزفت الشقيقتان في حفلات موسيقية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وأوروبا وآسيا، وقاعة الاحتفالات الملكية في لندن، ودار الأوبرا المصرية، وحطمتا رقمًا جديدًا في الصين، بالعزف في ١٣ حفلة موسيقي في ٤ أيام.

حصل الثنائي على جائزة الفنون للشباب الإسكتلندي لعام 2017، وتصدر ألبومهم "الأختين أيوب" قائمة الموسيقى الكلاسيكية على iTunes. التقت "vice عربية" أيوب سيسترز، لنعرف منهم أكثر عن فكرة المشروع والبداية وملامح الموسيقى التي يقدموها.

Vice عربية: دعونا نبدأ بجولة الحفلات الأخيرة بين مصر ودبي.. كيف كانت الأجواء واستقبال الجمهور في كلا البلدين؟
سارة ولورا: الجولة كان لها مذاق خاص، وكان لنا شرف التعاون لأول مرة مع المايسترو محمد سعد باشا، الذي قام بتقديمنا للجمهور المصري من خلال أوركسترا القاهرة السيمفوني، في اثنين من الحفلات بدار أوبرا القاهرة والإسكندرية، وقدمنا أول البوم لأيوب سيسترز بالإضافة إلى الموسيقى التي كُتبت خصيصًا لهذا الحفل. كم كانت سعادتنا بزيارة وطنُنا الثاني مصر، والتفاعل مع الجمهور الذي غَمرَنا بحفاوة الاستقبال الرائع. أما حفلة دبي، فكانت تمثل أول ظهور لنا في الشرق الأوسط، وقدمنا مؤلفاتنا من خلال موسيقى الحجرة بدار أوبرا دبي، وكان الحفل مميزًا والجمهور رائع، حتى أن التذاكر كانت مباعة بشكل لم يسبق له مثيل.

نعود لنتحدث عن تجربتكن الموسيقية.. متى بدأت علاقتكما بالموسيقى؟ ومن اكتشف فيكما الموهبة من البداية؟
سارة: رحلتنا في عالم الموسيقى بدأت بشغف الأطفال، كان لدينا كيبورد صغير(أورج) في المنزل نلعب عليه، لنتطور أكثر ولنبدأ بعزف البيانو وكان عمري 7 سنوات، أما لورا بدأت وعمرها 4سنوات، ثم شعرنا بعد ذلك إننا نريد أن نكون مميزين أكثر، ومنحتنا الدراسة في المرحلة الابتدائي فرصة العزف على عدة آلات، ووقعنا في غرام الأصوات الموسيقية المختلفة، وكان لدينا شغف للعزف على أكثر من آلة موسيقية مثل الفيولين، التشيللو، الجيتار وحتى الغناء. وعندما شاهدت عائلتنا كل هذه الطاقة التي نحملها تجاه الموسيقى، قرروا أن يستثمروا ذلك في دروس للموسيقى، وبالفعل سجلنا في مدرسة متخصصة وهي مدرسة "رويال كولدج للموسيقى" في لندن ثم الكونسرفاتوار بالمملكة المتحدة، وكذلك الكونسرفاتوار الملكي في اسكتلندا، وانتظمنا في الدراسة ونجحنا في تنمية موهبتنا بشكل أكاديمي.

إعلان

إذن كان هناك دعم عائلي لدراسة الموسيقى وليس الاعتراض الشائع بأن الموسيقى تظل هواية فقط؟
لورا: إطلاقا، من حسن الحظ كان هناك دعم ومساندة في رحلتنا الموسيقية منذ البداية وحتى الآن. حقيقي أبي يعمل طبيب وكان يأمل أن بناته تُصبح طبيبات ولكن هو فخور جدًا بما نحققه الآن.

كيف وُلدت فكرة تكوين The Ayoubsisters من البداية؟
سارة: "مثل أي اخوات بيلعبوا مع بعض موسيقى"، في البداية أردنا أن نلفت النظر لموسيقانا من خلال ثنائي أيوب، وبدأنا نلعب (نعزف) سويًا عام 2015، ولكن عندما دخلنا عالم المنافسة والاحتراف الموسيقى وأثناء تجهيزنا للمشاركة فى مسابقة "Big music project" ، فكرنا أن ندخلها كثنائي منفصل "سوليست" ولكن شعرنا أننا سنكون أقوى لو لعبنا موسيقى كدويتو(ثنائي)، واشتركنا في أول مسابقة موسيقية لنا بفيديوهات تحمل هذا الاسم " أيوب سيسترز".

تعاونتما مع الموسيقي الشهير (مارك رونسون) .. أخبروني عن نتائج هذا التعاون وكيف كان له تأثير في مشواركن الفنى ؟
لورا: العمل مع "مارك رونسون" جعل أعيُننا تنفتح على خبرات كثيرة في الحياة وخاصة عالم الموسيقى، وخاصة أغنيته الشهيرة" up town funk"، استلهمنا منها أول خطواتنا فى تقديم الموسيقى البوب، وقمنا بتجريبها أكثر من مرة لتخرج كا cover ، وكانت اغنية جيدة لنبدأ العمل مع رونسون، ونجحنا في تسجيل أول تعاون معه من خلال Abbey Road Studios في لندن، وكانت يمثل خطوة مهمة في مشوارنا الموسيقي، حيث شاركنا بهذا التسجيل في مسابقة Brit عام 2016، لايمكن أن نصف كم الامتنان لهذا التعاون الذي فتح لنا الباب كبيرة نحو صناعة الموسيقى بشكل احترافي. (مارك رونسون هو موسيقي إنجليزي، مغني، ملحن، ومنتج أسطوانات، تعاون مع أسماء شهيرة مثل ليدى جاجا، أديل).

إعلان

ما الذي يميز الموسيقى الكلاسيكية عن غيرها من أنواع الموسيقى؟ ولماذا فضلتوه دون غيره؟
لورا: الموسيقى الكلاسيكية هي الأب الروحي لكل أنواع الموسيقى، نشأنا على سماعها منذ نعومة أظافرنا، حيث كانت تستمتع لها أمي عبر الراديو، ثم جاءت دراستنا الأكاديمية للموسيقى الكلاسكية. ولكن نستمع ونُحب جدًا أنواع أخرى للموسيقى مثل الجاز، البوب والفولك "Folk Music" أو الموسيقى التقليدية. وليس لدينا مشكلة في دمج بعض هذه الأنواع في المؤلفات التي نقدمها وهذا ماحدث فى ألبوم أيوب سيسترز إنتاج 2017. البوم "ايوب سيسترز" ضم 9 tracks متنوعة بين الموسيقى الكلاسيكية، العربية، البوب، الجاز ، الشعبية الاسكتلندية ، من انتاج شركة Decca Records.

على الرغم أن الموسيقى الكلاسكية لا تتميز بالرواج التجاري الكبير مثل موسيقى البوب والجاز، الإ انكم حققتم نجاح بالأرقام في ألبوم بعنوان "الأختين أيوب" وحقق المركز الأول في قائمة الموسيقى الكلاسيكية على iTunes.. كيف حدث ذلك؟
سارة: لأن الموسيقى التي نؤلفها نعتبرها أشبه بـ"جسر للعبور" يسد الفجوة بين المستمعين الذين يُفضلوا الموسيقى المنتشرة كالبوب والجاز وبين الموسيقى الكلاسيكية. كان هدفنا أن يصل الجمهور لقلب الموسيقى الكلاسيكية والا يكون هناك حاجزمع الكلاسيك ميوزيك ،ويسمعها ويحبها، وهذا ماظهر مع أول البوماتنا، حاولنا أن نخلق عالم موسيقى آخر يكون متفرد في هذا النوع؛ لذا نجحنا في الوصول للعديد من المستمعين ذوي الأذواق المختلفة، وخاصة جيل الشباب الأكثر بُعدًا عن الموسيقى الكلاسيك.

كيف أثر انتمائكما لثقافتين مختلفتين (الشرقية والغربية) على شكل الموسيقى الذي تقدمانه؟
سارة: نشأتنا لأبوين مصريين ساهم بشكل كبير في تعرفنا على الموسيقى العربية والأغانى المصرية منذ سن صغيرة، بجانب الاستماع لأنواع الموسيقى الغربية وخاصة الكلاسيك، وهو ماساهم بشكل كبير في ثراء وتنوع خلفيتنا الموسيقية، التي أصبحنا نستعين بها في تقديم مؤلفات موسيقية مختلفة تعتمد على المزج بين الموسيقى العربية والكلاسيك.

إعلان

نعود لمقطوعة "فاطمة" لعمر خيرت والتي حققت نسبة مشاهدات عالية على الإنترنت.. كيف ولدت فكرتها، وماذا عن الموسيقيين المشاركين في إنتاجها؟
لورا: العازفين والمغنين الذين شاركونا " فاطمة" هم فريق The Swingle - وهو فريق غنائى شهير حصل على جائزة الغرامى لخمس مرات على مدار تاريخه - جمعنا تعاون معهم في جولة موسيقية، وكان لدينا رغبة في تأليف مقطوعة موسيقية من أصل عربي، وكانت "فاطمة" الاختيار الأمثل للموسيقار عمر خيرت، حتى نستطيع التداخل والمزج بين موسيقى التشيللو والكمان والأصوات البشرية. أما بخصوص انتشار الفيديو على منصات كفيسبوك ويوتيوب، لم نتوقع إطلاقًا هذا النجاح الجماهيري والشعبية الكبيرة التي حققتها المقطوعة.

أيضًا.. هناك مؤلفات بتوزيع جديد لأغاني عمرو دياب، داليدا ، مالذي يجذبكما في هذه الأصوات؟
سارة: عمرو دياب وداليدا من أكثر الأصوات التي استمعنا لها في الصغر، وعشنا معهم خبرات كثيرة على مدار حياتنا، فكانوا من المطربين المفضلين لوالدينا، ونحن أيضًا نشأنا على حب موسيقاهم، وحاولنا إعادة تقديم أغانيهم بتوزيع وبشكل جديد.

عزفتم على "رويال ألبرت هول" عام 2016 ذلك المسرح العريق الذى غنى عليه عبدالحليم حليم وفيروز.. كيف كان إحساسكم ..وماذا عن ردود فعل الجمهور آنذاك؟
لورا: كانت فرصة عظيمة أن نعزف علي ألبرت هول لمرتين، وكل مرة كانت الحفلة رائعة. والافتتاح لليلة موسيقية في قاعة تاريخية مع عزف الموسيقى الكلاسيك؛ كان أشبه بالحلم الذي لايمكن نسيانه.

شاهدت صورة على صفحة الفيسبوك الخاصة بكما لحفلة يحضرها الأمير إدوارد وهو يتناقش معكما ..عن ماذا؟
سارة: كانت مصافحتنا للأمير إدوارد "إيرل ويسيكس"، الابن الثالث والأصغر للملكة إليزابيث، شرف كبير، وشعرنا بالفخر لحضوره الحفل المقام بقلعة "ويندسور". وكان حريص في مناقشتنا حول خلفيتنا الموسيقية، ودراستنا وارتباطنا بأسكتلندا التي نشأنا فيها، كما تحدث معنا أيضًا بخصوص عملنا في "أوركسترا الشباب الوطني الاسكتلندي" التي يرعاها.

إعلان

ما الحلم أو البصمة التي تسعيان لتحقيقها في عالم الموسيقى؟
لورا: عالم الموسيقى هو لغة عالمية، نُحب نشر موسيقانا من خلالها قدر المستطاع. أما على المدى الطويل ، حلمنا نشر الوعي بأهمية التعليم الموسيقي أو التربية الموسيقية للأجيال الجديدة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، نحن نؤمن بأن كل طفل ينبغي أن يدرس الآت الموسيقية ويتعرف على الموسيقى الكلاسيكية ويفهمها، في أي مكان يعيش.

سارة: نريد أن يتعلم الطلاب الموسيقى حتى لو لم يحترفها بعد الدراسة، فالموسيقى ليست مهنة ، الإنسان يدرسها ليعمل بها فقط كموسيقار أو كمغني، لكن فوائد تعليمها كثيرة وهي تُطور حياة الإنسان في مختلف مناحي الحياة، لذا نُريد نشر هذه الرسالة، ونُفَعل دور الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط ، لأن الموسيقى تصنع السلام في العالم.

هل هذه الرسالة تقف وراء تأليف مقطوعة "call to prayer" .. وهل تواجهان تساؤلات بخصوص أصولكما العربية بشأن استهداف الكنائس بحوداث إرهابية في مصر؟
لورا: "نداء إلى الصلاة"، تعود لأول مرة سمعنا فيها الآذان ونحن صغار في السن أثناء إحدى زيارتنا لمصر، وأتذكر يومها سألنا والدي ماهذا الصوت ؟!، وظلت هذه الموسيقى الداخلية النابعة من صوت المؤذن عالقة بأذننا لسنوات طويلة، إلى أن قررنا كتابة قطعة موسيقية يتآلف فيها صوت الآذان بمصاحبة الترانيم الكنسية الأرذوكسية، لتخرج مقطوعة call to prayer تحمل رسالة سلام وتوحيد.

من تسمعون من المطربين المصريين ؟ وهل يمكن التعاون مع بعض الاسماء فى مشروع موسيقى؟
سارة ولورا: نحن نسمع كل الأغاني المصرية بداية من عبد الحليم حافظ حتى عمرو دياب، ونُتابع كل الفنانين الجُدد الذين يظهرون في المنطقة العربية باستمرار، ونأمل في التعاون من خلال عمل موسيقي واحد يجمعنا بالسوبرانو المصرية فاطمة سعيد.