مرأة

"عسل"... مجلة جديدة تحتفل بالمرأة العربية

هوياتنا كنساء عربيات معقدة للغاية. يمكننا أن نكون لطفاء وجميلات، ويمكننا أن نكون قويات وقادرات، كما يمكننا أن نكون وقحات وجريئات
غوى أبي حيدر
Beirut, LB
عسل

الصورة من صفحة المجلة على انستغرام

"تحدٍ للصورة النمطية البالية للمرأة العربية في المجتمعات الغربية." هكذا تصف الكويتية طيبة النصار، 19 عاماً، مجلة عسل التي أطلقتها حديثاً وأصدرت نسختها الأولى في أغسطس 2019. مجلة عسل هي مجلة مطبوعة تصدر مرتين في السنة في الكويت، وهي متاحة إلكترونياً وللتوصيل لكافة أنحاء العالم. يتنوع محتوى المجلة بين مقالات عن الهوية وحقوق المرأة إلى أعمال وصور تعكس الموضة والستايل والجمال.

"إسم المجلة يغير المعنى الباطني لكلمة "عسل" فهذه الصفة مرتبطة باللذة والحلاوة والرقة والبراءة. لكن لا، عسل اليوم تظهر المرأة بمختلف وجوهها. المرأة اللطيفة والجميلة والقوية والجريئة والثائرة، "تخبرني طيبة، التي ولدت وترعرعت في الكويت وتدرس حالياً التصميم في جامعة بارسونز في نيويورك.

إعلان

كل ما في عسل هو أنثوي ونسائي وعربي، من المصورات إلى الكاتبات ومنسقات الملابس والصورة والفنانات. "الهدف طبعاً هو أن تتمكن المرأة العربية من أن تخبر قصّتها وألّا تكون الطرف الثالث الذي يُمثَل بطريقة خارجة عن موافقتها وبعيدة عن هويتها وجوهرها،" كما تخبرني طيبة في هذه المقابلة.

VICE عربية: لماذا قررت إطلاق عسل، ولم قررت أن تكون مجلة مطبوعة؟
طيبة النصار: عسل هي مجلة مطبوعة تصدر كل نصف سنة في الكويت وتوزّع لكافة مناطق العالم، تبرز جمال وموهبة وقوة نساء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لجميع أنحاء العالم. بخصوص إطلاق عسل كمجلة مطبوعة أعتقد أنّ في مجال المطبوعات، هناك نقلة جديدة، حيث تحل المنشورات الصغيرة مكان المنشورات الكبيرة المعروفة أي تلك المجلات المنزلية التي تابعها الجيل السابق. يبحث الناس عن قصص حقيقية تمثلهم، وليس عن مقالات الدايت والترند. المطبوعات المستقلة الآن تسعى إلى الطباعة لأنّ الناس يقدرون الأشياء الجميلة. مثلاً، قام فرانك أوشن بإصدار نوع من المجلة أو الكتاب الفني عندما أصدر ألبوم Blonde قبل بضع سنوات. طبعة واحدة فقط. هذه المجلة هي إحدى الأشياء المفضلة لدي وأنا أعود إليها دائمًا لأنها جميلة وخاصة للغاية. أردت ذلك لعسل. أعتقد أن جعلها "ملموسة" يمكّن الفتيات من الرجوع إليها في أوقات اليأس وفترات الضعف والبحث عن الهوية. عندما يكون هناك شيء بين يديك، فأنت تعلم أنه حقيقي، عكس الالكتروني. لن تختفي في algorithm المواقع، أو تفر من ذاكرتك عندما تكون في عالمك الحقيقي.

لم قررت إطلاق المجلة الآن؟
خلال سنوات المراهقة، لم أر أبداً فتاة تشبهني. لم أكن أحب ثقافتي، لأنني اعتقدت أن هدفها "إخفائي" وليس الاحتفال بي. لقد أطلقتُ "عسل" في وقت يشهد فيه مجتمعنا تحولات ثقافية هائلة، وأريد أن تكون المجلة وسيلة تدعم أصالة النساء العربيات وتظهرهن لا تخفيهن. نحاول في "عسل" إظهار الصورة الحقيقية لنساء وفتيات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الشجاعات والموهوبات واللواتي لا يمتثلن للصور النمطية. أعتقد أن النساء العربيات ألصقت عليهنّ أفكار ضيقة وخانقة حول هويتهن ووجودهن. وهذه الأفكار اليوم أصبحت بالية وقديمة. هوياتنا معقدة للغاية وديناميكية. يمكننا أن نكون لطفاء وجميلات، ويمكننا أن نكون قويات وقادرات، كما يمكننا أن نكون وقحات وجريئات وصوتنا عالٍ. عسل تريد الاحتفال بكل امرأة.

أخبريني عن تفاصيل الإصدار الأول من المجلة؟
الجزء المفضل لدي من العملية هو مقابلة العديد من النساء اللواتي اجتمعن لجعل هذا العدد موجود. العمل له أثر خاص وقوي عليّ. أن أعمل حصريًا مع فتيات ينتمين إلى مجموعة من الخلفيات والخبرات. إحدى قصصي المفضلة في العدد الأول هي قصة الغلاف "زيارة السينما المصرية" التي تتحدث بها المستشارة الإبداعية المصرية نادية عزمي، والتي صورتها بنفسي. وهناك مقالة "Glamour Girls" من لطيفة بنت سعد، والتي تضم فتيات جميلات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على خلفية من ألوان الباستيل، كانت رائعة أيضاً. كما قامت الرسامة الكويتية، داليا، بإدخال الحياة إلى الصفحات من خلال رسوماتها التوضيحية الجميلة التي انتشرت في العدد. كما أنني سعيدة للغاية لوجود مشروع "Bahara" للفنانة السعودية عهد العمودي في هذا العدد أيضًا، أنا معجبة كثيراً بعملها.