تصوير ندى حجوز
قد يكون أنسومنيا أو "أرق" بالعربية، وهو المصطلح المناسب للتعبير عن حال محبي الألعاب الإلكترونية، وليست صدفة أنه أيضاً اسم لأكبر مهرجان لعشاق الألعاب والرياضات الإلكترونية بكل أنواعها في المملكة المتحدة. الأسبوع الماضي، انطلق المهرجان بنسخته السعودية لأول مرة ضمن فعاليات موسم الرياض. بدأ المهرجان باستقبال الزوار من الساعة الرابعة بعد الظهر حتى منتصف الليل وتراوح سعر التذاكر من 85 وحتى 640 ريال، ضمن فعاليات متنوعة تضمنت إطلاق أفضل وأحدث الألعاب، وبطولات تنافسية، وآخر تقنيات الواقع الافتراضي والألعاب الجديدة. وتعتبر المملكة العربية السعودية بين أول 20 بلداً في العالم في حجم الإنفاق العالمي على ألعاب الفيديو، حيث بلغ الإنفاق فيها على ألعاب الفيديو نحو 647 مليون دولار في عام 2016.
ومن ضمن البطولات التنافسية التي شهدها المهرجان، كانت هناك بطولات لألعاب ببجي وفيفا وأوفر واتش وكاونتر سترايك ومتاجر صغيرة ومنوعة لشباب رسّامين ومصممين لبيع المنتجات الأكثر الشعبية لمحبي عالم الألعاب، كما تضمن المهرجان مشاركة العديد من المؤثرين السعوديين في مجال الألعاب منهم سعد السماري، العنود، Meshael MR وغيرهم. تجوّلت في المهرجان في ثاني أيامه واقتنيت العديد من الأشياء الجميلة وقمت بتجربة الألعاب المنوّعة وتحدثت مع العديد من المشاركين والزائرين الشغوفين بأنسومنيا في حوارات سريعة ولطيفة.
في البداية قابلت عبد الرحمن، 23 عاماً، والذي كان يتنقل بين المتاجر بحماس، "أحب اللوحات والمجسمات الصغيرة، وأنا هنا لشراء أكبر قدر منها." بعدها التقيت بـ محمد سعيد، 32 عاماً، والذي كان يرسم شخصية والتر وايت: "أقوم بالرسم حسب الطلب وأبيع لوحاتي المرسومة والمطبوعة. المعرض رائع وتفاعل الزوار جميل، لقد بعت العديد من اللوحات."
الرسام محمد سعيد يقوم بالرسم الحي لشخصياتك المفضلة
منال، 24 عاماً، تتحدث أيضاً عن سعادتها بمشاركتها بهذا المهرجان: "بدأت الرسم منذ 17 عاماً. هذه مشاركتي الثانية في مهرجان كهذا، شاركت سابقًا في معرض جيمر سكول بمدينة الخبر. تجربتي بالمهرجان اليوم رائعة من كل النواحي." أما البحرينية سارة الصايغ، 18 عاماً، والتي تزور المملكة لأول مرة فتقول: "دخلت المجال بعمر صغير جداً وكل ما ترينه هنا من تصميمي ورسمي. الناس هنا تشجّع على الإبداع بشكل لطيف. انصدمت من الإقبال الكثيف على المهرجان، وسعيدة جدًا بمشاركتي."
منال ترسم لوحة من مسلسل جيم أوف ثرونز
سارة الصايغ
وسمية، 24 عاماً، والتي قابلتها وهي تقوم بترتيب متجرها سوباراشي والذي يبيع مجسمات وألعاب وصور مرتبطة بالأنمي فتخبرني عن مشاركتها: "قبل خمس أشهر افتتحت متجري للبيع رسميًا وهذه مشاركتي الثانية في مهرجان كهذا. شعوري رائع كون الزوار جزء من ثقافة الأنمي ويتفاعلون معها بشكل كبير."
وسيمة أمام متجرها
تركت ساحات المتاجر وتوجهت للمناطق الأخرى حيث التقيت شاكر، 27 عاماً، صاحب متجر gamersdenstore والذي يختص بتوفير اكسسوارات ومجسمات وكروت لعب لشخصيات وألعاب مختلفة حسب الطلب: "تركيزنا الأساسي على الكاردز جيم مثل يوغي وماجيك كاردز وغيرها ولدينا هنا طاولات لعب كثيرة . لم أر من قبل حماس من الزوار بهذا الشكل، قلت لصديقي بالأمس قابلت ألطف ناس بالحياة خلال هذا المهرجان. ولكن بالنسبة للتنظيم ليس الأفضل، لم يتم تنظيم المساحات بالشكل المطلوب، مثلاً وجدنا متاجر أخرى تجاوزت منطقتنا المحجوزة، وعمّت الفوضى قليلاً ولكن تعاملنا مع الأمر بشكل إيجابي، قمنا بالتعرّف عليهم واللعب معهم."
شخصية الجوكر بأسلوب الرسام عبد الحفيظ بخش
في تجوّلي بين طاولات اللعب المليئة بالزوار، صادفت ناصر القحطاني، 20 عاماً وصديقه محمد العنزي، 23 عاماً، حيث كانوا يقومون بتجربة لعبة Magic cards :The Gathering وهي مشابهة للعبة الشهيرة يوغي ولكن بقوانين مختلفة: "قمت بتجربة كل الألعاب الإلكترونية بالمهرجان، كول أوف ديوتي، باتلفيلد، أوفرواتش وغيرها وفزنا بالطبع أنا وصديقي ناصر. في الحقيقة توقعّت وجود ألعاب جديدة، لأن جميع الألعاب بالمهرجان أعرفها مسبقاً،" يقول محمد، فيما يؤكد ناصر على نجاح التنظيم لهذا المعرض: "حضرت معرض أنمي أكسبو هذا الشهر والذي أقيم بنفس المكان، ولا مجال للمقارنة. التنظيم اليوم أفضل بكثير. كل شيء جميل."
يمين - ناصر القحطاني ومحمد العنزي
بين الضجيج وأصوات الألعاب والصراخ والتركيز العالي بالكاد سمعت ياسمين، 16 عاماً، وهي تقول: "تبقّى لانتهاء لعبة أوفرواتش الآن، 3 دقائق، سنفوز بالطبع.. هذه هي لعبتي المفضلة، أنا ألعبها منذ ثلاث سنوات."
ياسمين
تركت ياسمين تكمل لعبتها مع فريقها وتوجهت لساحات اللعب الأخرى. قابلت فراس السحباني، 22 عاماً، والذي كان يرتدي كوسبلاي شخصيتي المفضلة: "هاري بوتر هو عشقي منذ الطفولة. أشارك بالمهرجان اليوم لعرض منتجات وخدمات متجري من توفير أدوات الرسم والقرطاسية كما أني استقبل كافة طلبات الرسم." من وجهة نظر فراس التنظيم جيد ولكن "الإضاءة ضعيفة بشكل عام وتوزيع الصوت يحتاج لصيانة، ولكن التنظيم هو الأفضل مقارنة بالفعاليات السابقة. أحببت فكرة تنظيم مسارات خروج ودخول وتوفّر أماكن طعام منظمة ومنفصلة. ولا يوجد أي فوضى أو ازدحام."
فراس السحباني كوسبلاي هاري بوتر
ويستمر موسم الرياض بفعالياته المنوّعة التي تخدم قطاع الترفيه والتي ساهمت بجذب السياح من كل المدن والدول حول العالم حتى نهاية شهر يناير 2020.
مزيد من الصور من أنسومنيا السعودية
صور من أعمال الرسامة شذى