5 أزمات أخرجت المنتخب المصري عن تركيزه برعاية "الرعاة الرسميين"

نتيجة مباراة مصر وروسيا على وجه محمد صلاح عقب إطلاق صافرة النهاية - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

FYI.

This story is over 5 years old.

كأس العالم 2018

5 أزمات أخرجت المنتخب المصري عن تركيزه برعاية "الرعاة الرسميين"

استنزف الاتحاد الرسمي ووكالة رياضية وإحدى شركات الاتصالات، منتخب الفراعنة بإجراءات وتصرفات غريبة انعكست على أداء اللاعبين

فجأة، بدا المشهد غريبًا؛ فنانون وإعلاميون ولاعبو كرة سابقين. اجتمعوا في بهو الفندق الذي يقيم به المنتخب المصري بمدينة سان بطرسبرج استعدادًا لمواجهة روسيا، الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الأولى من كأس العالم. دون مقدمات، قررت الشركة الراعية للمنتخب المصري دعم المنتخب بإرسال مجموعة من الإعلاميين والفنانيين والسياسيين وما يصطلح على تسميته بـ"نجوم المجتمع" لدعم المنتخب في مواجهته الحاسمة أمام روسيا.

إعلان

وفي الوقت الذي كان هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب مصر، وجهازه الفني يحاولون الحفاظ على تركيز اللاعبين قبل مواجهة مُنظِّم المونديال، كانت هذه الوفود قد وصلت الفندق مُحدثة حالة من الهرج سواءً داخل مقر الإقامة أو حتى داخل أرض الملعب حيث حرص بعضهم على التقاط الصور التذكارية مع اللاعبين، حتى أن أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة قرر أن يؤدي الصلاة داخل الملعب.

وأثارت هذه الجموع غضب كثير من الجماهير المصرية، وحفيظة إعلاميين رياضيين ولاعبي كرة قدم سابقين، عبروا عن استيائهم عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل. واستدعت الكثيرون ما حدث للمنتخب الأول قبل تسع سنوات في أم درمان حين واجه الفراعنة منتخب الجزائر في المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال.

وقتها أيضًا شحن مجموعة من الفنانين والإعلاميين والسياسيين إلى السودان لحضور المباراة الفاصلة. ساهموا في تشتيت لاعبي المنتخب المصري قبل المباراة، وفي صب مزيد من الزيت على نيران الأزمة المشتعلة بين البلدين خلال تلك الفترة بما رددوه عن تعرضهم لمحاولات قتل من الجماهير الجزائرية عقب المباراة.

ليست الأولى
يؤكد مسؤولو اتحاد الكرة المصري في أحاديثهم الإعلامية الكثيرة والمتكررة على توفير كل سُبل الراحة للاعبين والجهاز الفني للمنتخب الأول بعد الصعود إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990؛ لكنّ الحقيقة خلاف ذلك إذ شهدت الأشهر الأخيرة أزمات متعددة تسبب فيها أبرز رعاة المنتخب، بالأخص شركتين إحداهما تُعرّف نفسها بأنها وكالة متخصصة في تسويق الحقوق الرياضية، والأخري شركة اتصالات ناشئة تمتلك الدولة الجانب الأكبر من أسهمها، فضلًا عن اتحاد الكرة المسؤول عن المنتخب الذي بدا حريصًا على إرضاء الرعاة ولو على حساب بطل الحدث ذاته.

إعلان

أول وأشهر تلك الأزمات كانت مع محمد صلاح نجم المنتخب ولاعب ليفربول الإنجليزي، حين قام اتحاد الكرة بوضع صورة كبيرة للاعب على الطائرة المخصصة لنقل الفراعنة إلى روسيا إلى جوار شعار شركة الاتصالات الراعية للمنتخب، وهو ما تسبب في أزمة لهداف الدوري الانجليزي وأفضل لاعبيه للموسم الأخير، بسبب ارتباطه بعقدٍ حصري مع شركة اتصالات منافسة.

في البداية تصدى رامي عباس وكيل صلاح إلى مهمة الحديث عن الازمة وأبعادها وأعلن صلاح دعمه الكامل لوكيله. ثم بعد فترة ليست بالطويلة قال اللاعب نفسه إن مسئولي اتحاد الكرة تعاملوا معه بطريقة تحمل اعتبرها إساءة؛ ليتدخل بعدها المسؤولون ويقومون بتغيير التصميم الخاص بطائرة الفراعنة.

أزمة تصميمات
سبق ذلك أزمة الطائرة والحافلة المخصصتين لنقل بعثة المنتخب إلى روسيا، بتصميماتهما التي اعتبرها الكثيرون غير مناسبة للمنتخب الوطني وغير متناسبة مع الحدث الكبير. أول الانتقادات كان متعلقًا باللون البنفسجي الغالب على التصميم، خاصة وأنه لا يمت بصلة لألوان ملابس المنتخب المستمدة من العلم المصري، قبل أن يتضح لاحقًا إنه مستوحى من شعار شركة الاتصالات راعية المنتخب، بالإضافة إلى ما تضمنه التصميم من أخطاءً فنية، مثل ظهور صور اللاعبين التي تحتل الجانب الأكبر من التصميم عكس اتجاه حركة الطائرة، والخطأ في قميص حارس المنتخب عصام الحضري الذي يحمل علامة شركة ملابس رياضة سابقة للشركة الراعية الآن.

وأثار التصميمين عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل، فيما دافع مصدر مسؤول، لم يذكر اسمه، عن التصميمات في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، مؤكدًا أنه لا مشكلة بها، واعتبر الجانب المتعلق بقميص حارس المرمى عصام الحضري "خطأ بسيط" تم تداركه بوضع ملصق في موضع علامة شركة الملابس الرياضية. في المقابل تبنى عدد من المصممين المصريين حملة لوضع تصميمات بديلة، لاقى معظمها ترحيبًا كبيرًا من منتقدي تصميم الراعي الرسمي.

إعلان

المران الأخير
وبعيدًا عن تلك الأزمة تعرض مسؤولو اتحاد الكرة لانتقادات عديدة في الأيام القليلة السابقة لسفر المنتخب إلى روسيا. أبرز تلك الانتقادات كان بسبب المران الوداعي الأخير للمنتخب الذي أقيم في استاد القاهرة ولم يحضره سوى 5 آلاف مشجع فقط عن طريق الدعاوى الشخصية، وبنفس طريقة جمهور بهو سان بطرسبيرج.

وظهر الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب متعجبًا من مشهد الاستاد الخاوي. وأظهرت الكاميرات المدرب المخضرم يتحدث مع مساعديه غاضبًا وهو يشير إلى المدرجات الفارغة. كما أن تنظيم المران نفسه وطريقة تقديم اللاعبين عبر أحد المعلقين الهواة أثارت استياء كثيرين.

بدورها جرت تميمة المنتخب التي تم الكشف عنها في المران الأخير بالقاهرة، انتقادات عديدة على اتحاد الكرة والشركة المنظمة، إذ رأى منتقدوها أنها تفتقد لحس الإبداع وروح التجديد، فضلًا عن ضعف التصميم بشكل أظهر تمساح النيل ذي الهيئة الفرعونية الذي يُمثل التميمة بشكل كاريكاتوري مضحك، بدلًا من أن يصبح شعارًا للفراعنة في الحدث العالمي. وتساءل كثيرون حول ميزانية الشعار ومدى كفاءة من أشرف عليه، خاصة أن مصر تمتلك مهارات تؤهلها لتصميم شعار أفضل.

وفي السياق ذاته، وجهت انتقادات كبيرة إلى الملابس التي ظهر بها لاعبو مصر خلال سفرهم إلى روسيا. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور تسخر من تصميم البذلات غير المألوف، وعدم ملائمة بعض البذلات لمقاسات اللاعبين.

وأمام هذه السخرية خرج سيف زاهر عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ليتحدث عن أن تلك الانتقادات لا تهدف إلا "للهجوم على أعضاء اتحاد الكرة" لأن تصميم ملابس المنتخب تم وفقًا "لإحدى الصيحات العالمية".

ثم جاءت أخيرًا أزمة وفد الفنانين والإعلاميين الذي قالت الشركة الراعية للمنتخب ردًا على استفسارت حول الجهة التي تحملت أعباء هذه الرحلة إنها وحدها التي تحملت تلك الأعباء بالكامل.

يُذكر أن المنتخب المصري خسر مباراته الأولى أمام أوروجواي بهدف نظيف. في حين فازت روسيا على السعودية (5-0). ويضمن الفوز وحده استمرار الفراعنة في المنافسة على حجز إحدى بطقاتي التأهل إلى دور الـ 16.