ينتظر الاباء اطفالهم عند باب مدرسة العراقية للبنات. تصوير أزهر الربيعي
ولكن اليوم بعد طرد داعش من العراق، لا تزال المشاكل قائمة أولها إعادة ترميم المدارس التي دمرت خلال الحرب، حيث يشير تقرير صدر عن المجلس النرويجي للاجئين العام الماضي الى تدمير 62 مدرسة بشكل كامل وتضرر أكثر من 200 مدرسة أخرى. "الاحتياجات هائلة،" تقول زينة عواد، مديرة الاتصالات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة في العراق: "في الموصل، لقد ساعدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة في اعادة تأهيل 315 مدرسة حتى الآن، ونعمل حالياً على تأهيل 38 مدرسة اخرى. نحن ملزمون بالقيام بالمزيد، وخاصة في منطقة غرب الموصل ولكننا نشهد نقصاً في التمويل."في الصف الواحد 63 تلميذاً وهو عدد كبير جداً، يجب أن يكون في الصف الواحد 30 طالباً لضمان جودة تعليم جيدة
اطفال من الموصل وهم يلعبون في بركة ماء في منطقة غرب الموصل - البركة هي في الحقيقة اساس لبناء قيد الانشاء. تصوير أزهر الربيعي
على مسافة بضعة امتار من المدرسة، التقينا بالمواطن مخيبر حمدون، 51 عامًا يتحدث لنا وهو يتمنى أن يرى ابنتيه طيبة، ذات الـ 13 عامًا وسدرى، 16 عاماً، ان تحصلان على فرصة للدراسة في مدرسة العراقية للبنات، يقول حمدون: "أشعر بالحزن، حاولت تسجيل بناتي في المدرسة ولكن طلبات التسجيل تم رفضها بسبب تجاوزهن السن القانوني المسموح به. لقد أصدرت وزارة التربية تعليمات معينة تسمح للأطفال الذين تركوا المدرسة بسبب ظروف قاهرة خلال سيطرة داعش أن يكملوا تعليمهم بعد أن يجتازوا إختبار سريع يؤهلهم من الانتقال الى مرحلة دراسية اخرى، ولكنني لم أتمكن من تسجيل بناتي في هذا الاختبار. لم أسمع بتلك التعليمات من قبل، ولم ينصحني أحد عن كيفية التقديم. ليش صديقاتنا يروحن للمدرسة واحنه مانروح؟ كل يوم يسألوني بناتي هذا السؤال وليس لدي جواب على سؤالهنّ،" يقول حمدون وهو يشعر بالأسف.حاولت تسجيل بناتي في المدرسة ولكن طلبات التسجيل تم رفضها بسبب تجاوزهن السن القانوني المسموح به
مخيبر حمدون في الوسط مع ابنيته طيبة على اليمين وسدرى على اليسار. تصوير سيباستيان كاستيلر
اطفال السيدة هالة هلال في منطقة الامل الذين لم يلتحقوا بمدارسهم. تصوير أزهر الربيعي
تركنا الفضلي ومشينا في أحد شوارع المدينة القديمة، حيث شاهدنا محمد محمود علاوي البالغ من العمر 15 عامًا وهو يبحث بين النفايات مع أخوته أحمد 13 عامًا وصالح 11 عامًا. تحدثنا مع علاوي قليلاً وحدثنا عن رغبته بالعودة للدراسة، ولكن ذلك ليس خياراً: "أتمنى العودة الى المدرسة كما يفعل بقية الاولاد ولكن لا يمكنني ذلك، فأنا أعمل حالياً من أجل مساعدة أهلي العاطلين عن العمل.""إذا لم نعمل، من سيساعدنا؟ الحكومة؟ الحكومة لم تفكر بنا اطلاقاً، بل نسيتنا تماماً
محمد محمود علاوي. تصوير أزهر الربيعي
محمد محمود علاوي مع اخيه الاصغر يبحثون عن العلب المعدنية بين الركام في الموصل. تصوير أزهر الربيعي