موضة

أسبوع موضة رقمي للحفاظ على البيئة في عالم ما بعد فيروس كورونا

الهدف من هذا الحدث كان هو التشكيك بالتصور الذي كونّاه جميعًا حول الفخامة والموضة الغربية
اسبوع موضة رقمي

تصميم Hushidar Mortezaie

عند الحديث عن أسبوع الموضة، فقد يكون أول ما يتبادر إلى الذهن هو عارضات أزياء، وماركات عالمية فاخرة، وكاميرات وصحفيين وبساط أحمر. حسنًا، انسوا كل ما تعرفونه سابقًا لأن هذا الفنان الفلسطيني قلب هذه المفاهيم رأسًا على عقب وجعل من الثقافة الشعبية المنتشرة وسط الشباب المحور الرئيسي لأسبوع موضة رقمي جمع تقريبًا 40 مصممًا وفنانًا وموسيقيًا من ربوع العالم.

شكري لورنس، 21 عاماً، هو فنان ومصمم أزياء فلسطيني وصاحب ماركة tRASHY CLOTHING، يسعى عبر تصميماته إلى تغيير الصور النمطية حول الشباب العرب وتقريب هذه الشريحة أكثر من الثقافة الشعبية، أو "البوب كلتشر."

إعلان

"نرى الكثير من العلامات التجارية الراقية والفاخرة تستخدم أسماء مركبة تدمج بين كلمتين تعبران عن مجال تخصصها، مثل Nice Lady أو Elegant Fashion، ومن هنا جاء اسم tRASHY CLOTHING. الهدف كان هو التشكيك بالتصور الذي كونّاه جميعًا حول الفخامة والموضة الغربية، وجعل الثقافة الشعبية متاحة أكثر في الوطن العربي، كما يقول شكري: "تراش هي الأشياء التي لا يفهمها العالم ويراها رخيصة وشعبية، وهدفنا هنا هو التنديد بهذا الأمر وتوضيح أن هذا الأسلوب هو جزء من ثقافتنا."

بالتعاون مع شركائه عمر وريم في جانب التصميم، وسرين ولؤي في الشق التسويقي قرر فريق trashy إطلاق أول أسبوع موضة رقمي. جاءت هذه الفكرة بعد انتشار فيروس كورونا ودخول أغلبية الدول في حجر منزلي امتد لأسابيع وشهور، حيث قرر الفريق دعوة المصممين إلى مشاركة المشاريع التي عملوا عليها خلال هذه الفترة في إطار تظاهرة رقمية تجمع إبداعات جميع الطاقات دون الحاجة لمغادرة المنزل. قام الفريق بالتحضير لهذا الأسبوع لمدة شهرين تقريبًا تم خلالها التواصل مع المصممين والعارضين والموسيقيين، وتأمين برنامج متنوع امتد لأسبوع بين 25-30 من شهر مايو الماضي.

"جاءت الفكرة في أواخر شهر مارس. كنا نستعد منذ بضعة أشهر لتنظيم عرض أزياء في إيسلندا، لكننا اضطررنا لتأجيله في آخر لحظة بسبب وباء كورونا. لهذا فكرنا بتنظيم أسبوع رقمي للموضة ودعوة أصدقائنا المصممين من أرجاء العالم إلى المشاركة فيه هم أيضًا،" يقول شكري: "طبيعة عملنا تحتم علينا التواصل المستمر مع محيطنا وزملائنا بهدف تجديد الأفكار والحصول على الإلهام، لكن الحجر المنزلي جعل الأمر معقدًا. عندما تعمل على مشروع ما يستهلك جل وقتك وطاقتك، فإن شلال إبداعك لن ينضب."

إعلان

شعار trashy هو "من فلسطين والعالم العربي إلى العالم" حيث يرى شكري وفريقه أن مصدر إلهامهم هو هويتهم كفلسطينيين وعرب، ولكن شكري لا يعتبر الحدود الجغرافية عوائقًا، بل يجعل عمله وإبداعه يُحدث ضجة ويسافر به إلى أبعد الحدود: "نحن نهدف إلى عرض الصورة الحقيقة عن فلسطين والعالم العربي عمومًا، وتغيير الأفكار النمطية التي يؤمن بها الغرب حولنا، وذلك بالعمل مع أشخاص من مختلف المجالات الإبداعية. وهذا في حد ذاته مصدر إلهام لنا."

يحاول أسبوع الموضة الرقمي كسر تلك الصور النمطية المرتبطة بأسبوع الموضة الكلاسيكي، والبحث عن بدائل للقواعد والحدود والتوقعات التي يفرضها عالم الموضة على المصممين. وإيمانًا منه بفكرة أن مجموعات الأزياء لا تحتاج جميعها تظاهرة كبيرة بحجم أسبوع موضة لعرضها، يتم الاستعانة بالفضاء الرقمي لعرض المنتجات والقطع دون الإضرار بالطبيعة واستنزاف مخزونها. هذا الاهتمام بالجانب البيئي نلمسه من خلال خيارات ماركة tRASHY CLOTHING التي لا تعتمد على فكرة العمل بمخزون وإنتاج أعداد كبيرة من القطع، أولًا حفاظًا على البيئة وثانيًا حتى تترك للمشتري فرصة تعديل قطعته وبيع ملابس حصرية للزبائن.

شارك بالنسخة الأولى من أسبوع الموضة الرقمي 12 عارِضًا من إيران، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وإيسلندا، وأستراليا، والأردن، ومصر، والإمارات، وفلسطين. وكان البرنامج يتضمن 3 منشورات في اليوم تُعرِّف بالمشاركين وتصماميمهم مع الاعتماد على منصة إنستغرام لنشر العروض والتواصل مع الجمهور. وحتى يبقى الفريق وفيًا للإبداعات الموسيقية، تخلل الأسبوع أيضًا حفلات After party على تطبيق زووم قام بها فنانون وموسيقيون شباب أندرغراوند وكانت مفتوحة للعموم. ولمن لم تتسنى له فرصة متابعة هذه التظاهرة، يقول شكري: "سنقوم قريبًا بتحميل جميع عروض النسخة الأولى الموجودة حاليًا على إنستغرام، على موقعنا الرسمي لمن فاتته فرصة متابعتها، وأيضًا حتى يبقى لدينا سجل أرشيف لجميع النسخ في مكان واحد."

يطمح فريق عمل أسبوع الموضة الرقمي إلى جعل هذه التظاهرة فضاءً مفتوحًا في وجه المصممين لصنع وعرض أفكار وإبداعات جديدة بشكل مستمر عبر تنظيمها ثلاث مرات في السنة، في يناير ومايو وسبتمبر. لقد بدأت الاستعدادات فعلًا لاستقبال نسخة شهر سبتمبر القادم، بحيث يفكر المنظمون في الامتداد نحو باقي وسائل التواصل الاجتماعي كفايسبوك وتويتر، والقيام بالعروض على يوتيوب: "اخترنا القيام بثلاثة أسابيع موضة في السنة لأن المصممين دائمًا يسبحون في بحر الإبداع والإنتاج المستمر، لذلك لا يمكن تقييدهم في نسخة واحدة في السنة، وإلّا سنضطر إلى تسميته "شهر الموضة" إذا أردنا عرض تصميمات جميع المشاركين. الأصح هو ترك المجال مفتوحًا وإعطاء الفرصة لمصممين جدد عند كل نسخة."

لمن يريد المشاركة في النسخ القادمة لأسبوع الموضة الرقمي، يمكنكم التواصل مباشرة مع الفريق عبر موقعهم الرسمي أو إنستغرام .