على الرغم من ظهور البيرسينغ كصرعة حديثة في المجتمعات العربية، إلا أن جذوره تعود إلى ما قبل الميلاد؛ فإذا ذهب أحدكم إلى المتحف المصري سيجد حلقات الأذن ضمن مقتنيات بعض ملوك الفراعنة.ووراء كل نوع بيرسينغ قصة ودلالة استُخدم للتعبير عنها وسط جماعة ما في فترة معينة، كرمز للقوة أو الحماية أو الاحترام أو الثراء. وحديثا بات يُستخدم كأداة زينة وحلية للمظهر لا تتقبلها كل المجتمعات، لاسيما حين يقرر شاب عربي أن يضع بيرسينغ.
إعلان
سألنا شباب وفتيات من دول عربية مختلفة عن سبب تفضيلهم للبيرسينغ سواء كان في الأنف أو الأذن أو الحاجب أو غيرها من المواضع وكيف يصنّفهم المجتمع بناء على مظهرهم.
محمد خميس، 32 سنة، أخصائي موارد بشرية - مصر
محمد
"في يوم لاحظت شكل بيرسينغ أعجبني، وقررت أن أضع واحدا عند "عظمة الترقوة"، وبعد فترة قررت عمل بيرسينغ جديد في أذني. بالطبع تعرضت لمضايقات عديدة من الشارع ومن الأصدقاء الذين وصفني بعضهم بأني شاذ جنسيا. وبعد فترة قررت عمل بيرسينغ جديد في معصم اليد والآخر في الصدر، وهو ما ترتب عليه أن بعض الأصدقاء والمعارف قطعوا علاقتهم بي تماما بالإضافة شك أسرتي في ميولي الجنسية فضلًا عن نظرات حارس العقار الذي يدعي لي بالهداية كلما التقينا. وأعتقد أن سبب الرفض المجتمعي لفكرة البيرسينغ خاصة للشباب، استنكار كل ما هو خارج عن المألوف. المجتمع يريد من الجميع أن يكون نسخًا مكررة. أتجاهل هذه الانتقادات عادة ولكن بالطبع تؤثر علي سلبًا."
منى زغرا، 22 سنة، مصففة شعر - لبنان
منى
"قبل 5 سنوات قررت عمل بيرسينغ، لم يكن ثمة هدف محدد ولكنها كانت موضة آنذاك ورغبت في تجربتها، في مجتمعي من الطبيعي أن يذهب الناس إلى الحفلات والمقابلات ببيرسينغ أو أكثر، ونادرًا ما تواجه السخرية أو الانتقاد، على عكس بعض المجتمعات التي يمكن أن يتعرض أفرادها للتنمر لمجرد اختيارهم تفصيلة صغيرة مثل البيرسينغ في مظهرهم. ورغم أنني أرى الأمر حرية شخصية ولا يمكن أن أهاجم شخص لسبب مثل هذا؛ إلا أنني لا أفضل أن يضع الرجال بيرسينغ وأري أنه يناسب البنات أكثر لأنه يزيد من جمالهن، وعلى كل حال، لست متعلقة كثيرًا بالبيرسينغ لأني اعتبرها موضة فقط، فإذا شعرت في أي وقت أنه صار موضة قديمة أو ظهرت موضة أحدث سأتخلى عنه بسهولة، ولا يمثل لي شيئا شخصيًا أو أضعه تعبيرًا عن شيء ما مثل البعض."
إعلان
روحانا الحاج، 26 سنة، صانع أفلام - لبنان
روحانا
"قضيت سنوات في لبنان، وهو مجتمع منفتح بشكل كبير ومتقبل للأفكار المرفوضة في أغلب الدول العربية الأخرى، لذلك قررت عمل بيرسنيغ خصوصًا أن الرجال قديمًا اعتادوا استخدامه، كما اعتادوا استخدام أدوات التجميل قبل أن تقصر الإعلانات التجارية ومن ثم المجتمعات استخدامهم على المرأة. ولا أرى أن هناك علاقة بين الرجولة وبين ارتداء البيرسينغ، وكل ما في الأمر هو كيف ترغب أن تظهر أمام الآخرين. حاليا أعيش في إحدى الدول الخليجية، ولأن الثقافات متعددة في المجتمع الخليجي تتعدد الآراء نظرًا لتعدد الجنسيات، ففي بعض المناطق المحافظة يُعبر البيرسنيغ غير مناسبًا، وفي مناطق أخرى يُعتبر مقبولًا تمامًا، لكن لا أتذكر أنني تعرضت لموقف سيء بسبب البرسينغ."
صائب كيالي، 29 سنة، محرر - لبنان
صائب
"الناس بدأت تتقبل فكرة البيرسينغ. حين كان عمري 16 سنة أردت خوض التجربة ولكني خشيت رد فعل المجتمع الذي يسمح به للبنت ويتحفظ عليه بالنسبة للشباب، ولكن حين أتممت 27 عاما اتخذت القرار بعد تشجيع من أصدقائي. والدي لم يمانع رغم أنه شرقي، ولكنه أبدى تحفظًا آنذاك مستندًا لوجهة النظر التي ترى أن مظهر الرجل يجب ألا يتشابه مع البنت، ولكن حاليًا بدأ المجتمع تغيير بعض المفاهيم وتقبل آراء جديدة، وأصبح البيرسينغ الصغير للرجل مقبولًا، وإن كانت بعض الوظائف كالبنوك ترفضها حاليًا. أريد تعليق بيرسينغ في الحاجب، ولكني لن أفعل ذلك بسبب رد فعل المجتمع وربما أفعلها في وقت لاحق حين يصبح المجتمع أكثر تقبلًا."
سام عمران، 22 سنة، برسينغ أرتيست - مصر
سام
"سافرت الهند قبل عامين ولفت نظري ارتداء النساء لحلق في أنوفهم وعرفت أنه دلالة على أن هذه المرأة موضع احترام لأنها زوجة وأم وبالتالي ينظر إليها على كونها ملكة وأعجبني الأمر وقمت بعمل برسينغ في أنفي. بعد عودتي لمصر ضاع مني الحلق وقررت عمله من جديد وعلمتني برسينغ أرتيست كيف أقوم بعمله لنفسي وفكرت وقتها أن أنطلق في هذا المجال وبحثت فيه جيدا وقرأت عنه كثيرا وأسست صفحة على فيس بوك أنشر خلالها نصائح للعناية بالبرسينغ . جربت بنفسي كل أنواع البرسينغ وأحب أن أجدد كل فترة. قابلت انتقادات بالطبع وتعليقات قاسية مثل "من تضع البرسينغ راقصة أو فتاة ليل" وردود فعل عنيفة فهناك شخص حاول أن يهاجمني ويجذبني من البرسينغ وهددته فابتعد. وهناك من يبدي إعجاب أو فضول. وأسعى للدارسة في الخارج وأكون أول شخص في مصر يعمل في هذا المجال وفقًا لشهادة معتمدة ."