corona virus illustration-original-blue- narmeen hamadeh  copy
مقالات مرآة

فيروس كورونا يرفع معدلات الوعي والتثقيف الصحي لدى السعوديين

المسؤولية الاجتماعية للوقاية الصحية

ظهر هذا المقال بالأصل على موقع مرآة.

في ظل الجهود التي تقدمها وزارة الصحة السعودية من إرشادات صحية وطرق مختلفة للوقاية من فيروس الكورونا الحديث، شارك العديد من الأطباء والمتخصصين والمهتمين بالصحة في نقل المعلومات الهامة عن طرق الوقاية الصحيحة من الفيروس عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وذلك بتقديم المعلومات التوعوية والإرشادية بطريقة سلسلة ومختصرة. البعض لجأ إلى استخدام أسلوب النكتة والمزاح حول بعض من المعلومات التي لم يسبق التطرق لها منها: المدة الزمنية التي لابد من الالتزام بها أثناء غسيل اليدين، حيث أشار البعض منهم إلى عدم معرفتهم بهذه المعلومة مسبقًا. وقد أكدت العديد من الدراسات الطبية إلى أن المدة الزمنية المثالية لغسل اليدين هي التي تتراوح ما بين 20 ثانية إلى 40 ثانية.

إعلان

لم يتوقف الموضوع على الوقاية فقط، حيث ذهب إلى أبعاد كثيرة من أهمها تعزيز سبل الحماية المجتمعية والأمنية وذلك في سبيل الوصول إلى الحل المناسب للتخلص من فيروس كورونا، ولذلك حرصت العديد من الدول الغربية والعربية على تطبيق مجموعة من القرارات الصارمة والتي من شأنها الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين فيها والتي كان من أهمها: عزل المسافرين القادمين من البلدان الموبوءة في عزل صحي لمدة أربعة عشر يومًا قابلة للتمديد، وذلك حرصًا على سلامتهم وسلامة المقيمين في البلاد وذلك عن طريق الكشف الطبي للتأكد من عدم حمل المسافر لأي أمراض معدية، بالإضافة إلى تعليق الدراسة ومهام العمل الميداني في العديد من المدن. وقد عمدت هذه الدول على تطبيق سياسة الحجر المنزلي لمواطنيها وذلك بهدف تقليص أعداد المصابين وإمكانية إسعافهم وعلاجهم، وفي ذات الوقت الحفاظ على سلامة أفراد المجتمع وتمكينهم من الشعور بالأمان أثناء هذه الأزمة ومن ثم القدرة على تجاوزها في أقرب وقت ممكن.

مرآة بدورها التقت ببعض النساء السعوديات وتحدثت إليهم حول هذه الإجراءات وكيف تم التعامل معها.

استغلال الوقت وترتيب الأولويات

في البداية قالت الإعلامية فاطمة حياني، جدة، 45 عاماً: "أنا وعائلتي حريصين على العناية الصحية من قبل انتشار الفيروس وأعتقد أن الغالبية من أفراد المجتمع كذلك، ولكن مع انتشاه في العالم ووصوله إلى بلادنا أعتقد بأن الجميع استشعر أهمية الصحة ولذلك حرص الجميع على معرفة الطرق الصحيحة للوقاية والتي يقدمها لنا الأطباء والمتخصصين في المجال الصحي." وتتابع: "الأزمة ساهمت برفع معدل الوعي والحس المجتمعي لدى الأفراد بشكل كامل حيث التزم الجميع بضرورة البقاء في المنازل، فمنهم من تمكن من استغلال وقته للقيام ببعض المهام وترتيب الأولويات. البعض الأخر قضى الوقت بتناول الطعام بدون القيام بمجهودات أو حركة وبالتالي هنالك إمكانية لزيادة مشاكل صحية ونفسية لدى الكثير بعد نهاية هذه الأزمة، ومع ذلك أتمنى أن يفعل التثقيف الصحي بخصوص الغذاء والرياضة  ليستفيد الجميع من المعلومات القيمة والمنوعة."

إعلان

 الحصول على المعلومات من مصادرها يحمينا من كثرة الشائعات

المعدة والمراسلة الصحافية ليال رواس، جدة، 23 عامًا، تقول: "من وجهة نظري الشخصية أعتقد بأن الأزمة ساهمت وبشكل قوي في رفع نسبة الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع ويعود الفضل الرئيسي في وصول المعلومات إلى جهود وزارة الصحة السعودية وذلك بنشرها المعلومات التوعوية والإرشادات الصحية المنوعة والتي تم العمل على تنفيذها باحترافية كبيرة للوصول إلى أكبر عدد من المواطنين والمقيمين."

وبسؤالها عن تنوع مصادر المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكدت على حرصها على استنباط المعلومات من الجهات المسؤولة والمخولة بنقلها، على سبيل المثال وزارة الصحة ويعد ذلك واجبًا إعلاميًا بحكم المهنية وارتباطها في المجال وكذلك للمساهمة في نقل المعلومة الصحية والبعد عن الشائعات وتكذيبها باستعراض الحقائق.

هذا وقد تضمن حديثها مشاركتها لبعض الاقتراحات التي من الممكن الاستمرار عليها حتى بعد نهاية أزمة كورونا والتي كان منها: "تكثيف الحملات الطبية المهتمة بنشر التوعية والتثقيف الصحي وعدم قصرها على أوقات وقوع المشكلة فقط، والهدف من ذلك استمرار تفعيل الدور المجتمعي للمحافظة على الصحة."

وتختم حديثها لمرآة بتوجيهها النصيحة لأفراد المجتمع قائلة: "لقد شعرت بالقلق بعد صدور العديد من القرارات المتعلقة بالحظر المنزلي وذلك لأن التساؤلات كانت مضاعفة في داخلي حول كيفية استمرار حياتنا الطبيعية ومع ذلك لم تكن الأزمة عائقًا، فقد تعاملت مع ذلك بالالتزام بالقرارات وعدم الخروج من المنزل إلا في الأوقات المتاحة والأهم من ذلك وقت الضرورة."

corona virus illustration-original-blue- narmeen hamadeh  copy.png

تنوع تطبيقات التوصيل ساهم في تذليل الصعوبات

إعلان

من جانبها أكدت المدربة رحاب هوساوي، مكة، 30 عاماً، على التزامها بالقرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية في سبيل تقليص عدد المصابين بالفيروس العالمي وتابعت: "لم تفاجئني القرارات لأنني أثق بأن الحكومة السعودية حريصة على المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، ومنذ إصدار القرار وأنا ملتزمة بالبقاء في منزلي وفي حال واجهتني بعض النواقص فلدي تطبيقات التوصيل التي ساهمت في تذليل الصعوبات بتوفير جميع الاحتياجات سواء كانت غذائية أو صحية."

كما أكدت في حديثها على حرصها على استنباط المعلومات الصحيحة من المصادر الرئيسية وخصوصًا فيما يتعلق بالصحة والوقاية وذلك بالاستماع لنصائح الأطباء والخبراء فقط، ولتضيف قائلة: "الأزمة الحالية ساهمت وبشكل كبير في رفع مستوى الوعي والتثقيف الصحي وأتمنى أن تظل المعلومات الوقائية والنشرات الصحية إلى ما بعد الأزمة وذلك لضرورة نقلها ومشاركتها مع جميع أفراد المجتمع. أنصح الجميع بالقراءة والتواصل مع الذات للحصول على السلام والبهجة."

 الرياضة والغذاء الصحي من أفضل الحلول المتاحة للجميع

الرحالة ورائدة الأعمال إسراء ريس، جدة، 36 عامًا أن الكثير من المعلومات والإجراءات الوقائية متعارف عليها من قبل الكورونا ومنها غسل اليدين والاهتمام بالوقاية الصحية، وتابعت: "هذه المعلومات لم تتجاوزني وذلك لكونها مرتبطة بمجال عملي والقائم على التوعية والمشاركة في تفعيل المسؤولية الاجتماعية، وبكل تأكيد أنا حريصة جدًا على الحياة الصحية وتناول الأغذية الصحية وممارسة الرياضة باستمرار إلى جانب ذلك توجد لدينا الكثير من النشاطات الرياضية التي من الممكن إنجازها في المنزل وبأقل مجهود وهذا ما أنصح به الكثير من الصغار والكبار."

وعن القرارات الصادرة بخصوص الحظر المنزلي قالت: "كانت قرارات مهمة جدًا وفي صالح جميع المواطنين والمقيمين وذلك للحد من انتشار الفيروس، وهي قرارات شجاعة وحاسمة نشكر عليها الدولة. بعد سماعي لأخبار الفايروس وتأثيره المتوقع على الأفراد وبالتحديد كبار السن، شعرت بالمسؤولية المضاعفة تجاه والدي ولذلك كنت حريصة من قبل الحظر على البقاء في المنزل مع عائلتي وذلك خوفًا وحرصًا على سلامتهم."

وختمت قائلة: "على الرغم من عدم الرغبة في البقاء في المنزل لأوقات طويلة إلا أن الحظر كشف لنا الجوانب المفيدة والمميزة بالبقاء في المنزل والتي من أهمها الترابط الأسري بتواجد جميع أفراد العائلة في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة وفي الأوقات التي تم تحديدها من قبل المسؤولين وأصحاب القرار، إلى جانب ذلك فقد ارتفع معدل الوعي لدى الغالبية لتعرضهم للأخبار المتعلقة بالفيروس وآلية انتشاره والمحاولة المستمرة في تقليل حالات العدوى أو الإصابة به."