GettyImages-1292684605
Getty Images
فيروس كورونا

كل هذه النظريات عن لقاحات فيروس كورونا غير صحيحة

اللقاح لا يحتوي على رقاقة تتبع، لن يغير من حمضك النووي ولا يسبب العقم

بعد مرور عام تقريبًا على تعايش العالم مع جائحة فيروس كورونا، عمل العلماء والباحثون على إيجاد لقاحات فعالة وآمنة يمكن إعطاؤها للجمهور في وقت قياسي. وفي حين أن وجود لقاح من المفترض أن يكون خبراً جيداً، ولكن ما حدث هو العكس، فكما حدث مع الفيروس نفسه والذي اعتبره البعض مؤامرة وسلاح بيولوجي، انتشرت روايات وخرافات حول هذه اللقاحات وشكك كثيرون في مدى فعاليتها - على الرغم من تأكيد العلماء من مختلف الدول المصنعة على أن هذه اللقاحات آمنة. في الواقع، توصلت دراسة دولية إلى أن الأشخاص الذين يصدقون أن فيروس كورونا هو مؤامرة هم الأكثر رفضًا للقاح. 

إعلان

معظم الدول العربية لم تبدأ حتى بتوفير لقاحات لمواطنيها، ولكن التشكيك بفعالية اللقاحات حتى قبل وصولها بدأت بالانتشار. لماذا تنتشر هذه الشائعات؟ بحسب خبراء يشكل الوقت بين بداية الوباء والنقطة التي يمكن أن يقدم فيها العلم تفسيرات واضحة "فراغًا في المعلومات للجمهور، فيتم ملء هذه الفراغات بسهولة من خلال ميل الفرد إلى روايات مألوفة عن أوبئة سابقة، ومن خلال مجموعات مناهضة التطعيم ونظرية المؤامرة التي تعمل على الترويج لرواياتها الخاصة."

التشكيك بشكل عام هو أمر جيد، ولكن عندما يتعلق الأمر بالصحة، فإن الشائعات غير الصحيحة قد تشكل خطراً على نفسك وعلى الآخرين. جمعنا لكم بعض من هذه النظريات المتداولة، وسنوضح لكم لماذا تعتبر كلها غير صحيحة.

اللقاح يحتوي على رقاقة تتبع
تركز هذه الشائعة على أن اللقاح يحتوي على رقائق تتبع أو تعقب، ستمكن الحكومة والشركات بمراقبة الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح. ويُزعم أيضًا أن مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس وأبراج الهواتف المحمولة التي تستخدم تقنية الجيل الخامس متورطة في هذه المؤامرة على البشرية.

في الواقع، لا يوجد أي دليل على أن أي من اللقاحات ستحوي "رقاقات تعقب" ولا يوجد دليل يدعم الادعاءات بأن غيتس يخطط لذلك في المستقبل. 

انتشرت هذه الشائعات في مارس عندما قال غيتس في مقابلة أنه "سيكون لدينا بعض الشهادات الرقمية" التي ستُستخدم لإظهار من تعافى، ومن تلقى اللقاح. ولكنه لم يذكر أي رقاقات. غيتس كان يتحدث عن تقنية يمكنها تخزين سجلات المريض، ولكن هذه التقنية لم يتم البدء بها بعد "كما أنها لن تسمح بتعقب الأشخاص، ولن يتم إدخال المعلومات الشخصية في قاعدة بيانات،" كما تقول آنا جاكلينك، العالمة المشاركة في الدراسة حول هذه التقنية.  ويشير خبراء أنه لا حاجة أصلاً لاستخدام اللقاحات لتعقبنا، هواتفنا الذكية تحوي كل ما يحتاجه أي شركة أو حكومة في العالم لتعقب تحركاتنا سواء لأسباب أمنية سياسية أو لأهداف إعلانية استهلاكية.

إعلان

الخرافة الثانية: اللقاح سيغير حمضك النووي
الحمض النووي هو الجزيء الذي يحتوي على الشفرة الجينية للشخص. لكن يبدو أن مروجي الشائعات قد خلطوا بين الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي mRNA، المستخدم في لقاح فايزر ومودرنا. هذا اللقاح لا يغير الخلايا أو الشفرة الجينية، ولكنه فقط يقدم للجسم تعليمات لبناء مناعة ضد الفيروس.

هذا المرسال يحتوي على تعليمات جينية لبروتين فيروس كورونا يسمى spike. الفكرة هي مساعدة الجسم على تعلم إحدى السمات المميزة للفيروس، بحيث يتم التعرف على الفيروس وتخلق أجسامًا مضادة تتصدى للفيروس. يتحلل هذا المرسال بسرعة، ولا يترك أي أثر في الجسم.

ويشير الدكتور توماس هوب، أستاذ الخلية والبيولوجيا في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في فينبرغ وباحث لقاح كوفيد-١٩ أن "الحمض النووي والحمض النووي الريبي المرسال لهما جزيئات مختلفة تمامًا. لا يوجد حمض نووي مع هذه اللقاحات." 

ويؤكد الدكتور توم فريدن، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها على هذه النقطة مجدداً: "لقاح mRNA لا يحتوي في الواقع على الفيروس نفسه. فكر في الأمر على أنه رسالة بريد إلكتروني مرسلة إلى جهازك المناعي تُظهر له شكل الفيروس، ومعها تعليمات لقتله، وبعد ذلك -مثل رسالة Snapchat – تختفي."

إعلان

اللقاح سيصيبك بكوفيد- 19
لقاحات الحمض النووي الريبي لا تستخدم الفيروس التاجي، حياً أو ميتاً، وبالتالي فهي غير قادرة على إصابة شخص ما بفيروس كورونا. اللقاحات الأخرى التي تستخدم فيروس غير نشط لا تصيبك بالمرض كذلك، ولكن تقوم بتعليم جهاز المناعة في جسمك على التعرف على الفيروس ومكافحته. قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض خفيفة بعد التطعيم، مثل آلام العضلات أو ارتفاع درجة الحرارة. هذا ليس المرض نفسه، ولكن استجابة الجسم للقاح، ويشير إلى أن جهاز المناعة لديك يستجيب للقاح وهي أعراض شائعة عند تلقي اللقاحات. ولكن ضع في اعتبارك أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع حتى يتمكن جسمك من بناء المناعة بعد تلقي اللقاح. نتيجة لذلك، من المحتمل أن تصاب بالفيروس قبل التطعيم أو بعده مباشرة.

النظرية الرابعة: أنظمتنا المناعية أفضل من اللقاحات
هناك ادعاء شائع أن اللقاحات تؤثر على أجهزة المناعة، وأن أنظمتنا المناعية قادرة على التغلب على الفيروس بدون لقاح.

بداية، من الصعب التنبؤ بمن سينجو من الفيروس في حال الإصابة، هناك الكثير من التفاصيل المجهولة التي تتعلق بقوة الاستجابة المناعية، وكمية الفيروس التي تعرض لها الشخص، وقدرة القطاع الصحي على توفير المساعدة في الوقت المناسب في حال اصبت بالمرض. في المتوسط، يبدو أن الفيروس أقل خطورة بالنسبة للشباب، وتميل النساء إلى التحسن بشكل أفضل من الرجال. ولكن بعيدًا عن هذه التعميمات، لا يعرف الأطباء سبب إصابة بعض الأشخاص بالمرض الشديد ووفاتهم، بينما لا تظهر أعراض على البعض الآخر.

إعلان

كذلك، يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص يتعافون من الفيروس من أعراض مزمنة، بما في ذلك الإرهاق وتسارع ضربات القلب، وأعراض مشابهة لأعراض الذئبة والتهاب المفاصل. بالنهاية، اختيار المرض على اللقاح هو "قرار سيء للغاية."

ويقول الدكتور دين بلومبرج، أن "المناعة المكتسبة من اللقاحات أكثر أمانًا بكثير من المناعة الطبيعية." موضحًا أنه بالنسبة للعديد من الأمراض، غالبًا ما تدوم المناعة المكتسبة بشكل طبيعي لفترة أطول من المناعة الناتجة عن اللقاح، ولكن فقط في حال أصبت بالمرض وتعافيت منه. ولكن مع كوفيد- 19، يبدو أن فترة الاستجابة المناعية الطبيعية هي أقصر بكثير مما هو متوقع من اللقاح. 

GettyImages-1292684586.jpg

اللقاحات ليست آمنة لأنه تم تطويرها بسرعة
يدحض ذلك الدكتور  دينيس كانينغهام، المدير الطبي لمكافحة العدوى والوقاية في نظام هنري فورد الصحي في الولايات المتحدة ذلك بالقول: "لقد تم تطوير اللقاحات نفسها بسرعة، لكن التجارب السريرية، التي تختبر السلامة والفعالية، لم يتم التسريع بها على الإطلاق." وأوضح أنه لم يتم المساس بتطبيقات السلامة بأي شكل من الأشكال، ولكن بفضل التقدم العلمي، يمكننا العثور على اللقاحات الآن بسرعة أكبر. كذلك، يجب الإشارة إلى أن فيروس كوفيد -19 هو من ضمن عائلة فيروسات كورونا الأخرى مثل MERS وSARS، لذلك كان هناك بحوث كثيرة سابقة حول الفيروسات المشابهة، تم استخدامها لتسريع عملية إيجاد لقاح مناسب.

إعلان

إذا أصبت بكوفيد 19 فأنا لست بحاجة إلى اللقاح
هذا غير صحيح. يوصي مركز السيطرة على الأمراض، أولئك الذين أصيبوا بالفيروس بالحصول على اللقاح. ويقول الدكتور كننغهام: "هناك أدلة أولية على أن اللقاح يوفر حماية أفضل من الإصابة بالفيروس، بالإضافة إلى ذلك، يصعب أحيانًا معرفة ما إذا كنت أصبت بالفيروس بالفعل، حيث تم تشخيص الأشخاص الذين أصيبوا في الأيام الأولى، قبل توفر الاختبارات المعملية، بناءً على الأعراض وليس الاختبار، كما أن بعض الاختبارات ليست دائمًا دقيقة بنسبة 100٪."

تشير الأدلة المبكرة إلى أن المناعة الطبيعية قد لا تدوم طويلاً، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات. كما أوصت المجموعة الطبية مايو كلينيك بالحصول على اللقاح حتى إذا كنت قد أصبت سابقًا. ومع ذلك، يجب على أولئك الذين أصيبوا تأخير التطعيم حتى حوالي 90 يومًا من التشخيص. ولا ينبغي تطعيم الأشخاص إذا كانوا في الحجر الصحي أو إذا كانوا يعانون من أعراض.

 قد يصيبك اللقاح بالعقم ولا يجب اعطائه للحوامل
لا توجد أي بيانات على الإطلاق من التجارب السريرية أو أي سبب نظري يظهر أي علاقة بين اللقاحات والعقم، على المدى القصير أو الطويل ، ولكن هناك دليل على أن العدوى الفيروسية الحادة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الخصيتين. يشير الخبراء أن النساء الحوامل المصابات يمكن أن يتعرضن للإجهاض أو الدخول في ولادة مبكرة في حال أصبن بالفيروس، وهذا سبب لضرورة حصولهن على اللقاح. ويعتقد مركز السيطرة على الأمراض أنه من الجيد للنساء الحوامل الحصول على اللقاح، لأنهن يمكن أن يُصبن بمضاعفات خلال الحمل أو بعده أو ينقلن الأمراض إلى أطفالهن. 

بمجرد تلقي التطعيم، لا داعي لارتداء الكمامات أو الالتزام بالتباعد الاجتماعي
لا يزال يتعين علينا ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة. ويقول الخبراء أنه لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100٪، بل نسبة الفعالية الأعلى تصل إلى 95٪، وهي نسبة عالية جداً، لكن هذا يعني أنه سيظل هناك 5٪ من الأشخاص الذين لن يكونوا محميين.

ولكن حتى في حال حصلت على اللقاح، يجب أن تستمر بكافة التدابير الاحتياطية وذلك لسببين الأول هو أن اللقاحات المتوفرة تتطلب جرعتين تفصل بينهما أسابيع لتحقيق أفضل مناعة ممكنة. حصولك على الجرعة الأولى، لا يعني أنك أصبحت محصنًا على الفور. يقول الدكتور ثاديوس ستابينبيك رئيس قسم الالتهابات والمناعة في معهد ليرنر للأبحاث في كليفلاند كلينيك: "يستغرق الأمر من أسبوع إلى 10 أيام على الأقل حتى يبدأ جسمك في تطوير الأجسام المضادة، ومن ثم تستمر هذه الأجسام المضادة في الارتفاع خلال الأسابيع القادمة." والسبب الثاني هو أن هذه اللقاحات تم تطويرها واختبارها لقدرتها على منع المرض الشديد والوفاة. لكن ليس من الواضح ما إذا كانت تحمي أيضًا من التقاط العدوى.

بعد أن أصبح لدينا لقاحات، سينتهي الوباء قريبًا جدًا
انتهاء الوباء تمامًا سيستغرق وقتًا طويلاً، حتى يتم تطعيم عدد كافٍ من الأشخاص (حوالي 70٪ من السكان في كل دولة) وتنخفض حالات الإصابة بشكل ملحوظ.