المصوّر الإماراتي محمد مراد يعيد الحياة لكاميرا الفيلم ويجعلها صديقة للبيئة

منذ عام قمت بجولة بحثٍ في حارات الرياض القديمة عن استديوهات التحميض العتيقة محاولةً إيجاد فيلم لكاميرتي القادمة من التسعينات، بعد محاولات طويلة وجدت طلبي. في الوقت الذي كنت أضع يدي على جيبي لأعطي البائع كل ما أملك من المال مقابل هذا الكنز، قال لي وهو ينفض الغبار عن الأفلام: "هذا آخر ما وجدته بالمخزن خذيهم بلا مقابل فلم أعد أوفّر خدمة التحميض أصلاً."

خرجت وأنا أحمل معي أفلامي، ونقودي، شعرت لوهلة أنّ سوق الكاميرات الفلمية قد مات، لكنّ المصوّر الإماراتي محمد مراد، 30 عاماً، صاحب مشروع FLICK غيّر وجهة نظري تماماً.

عمل محمد لمدة طويلة في مجال تصوير الأفلام، عروض الأزياء وحفلات الزفاف، وفي نوفمبر الماضي جلس طويلاً مع نفسه خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا وأكتشف أن الأمر أصبح بالنسبة له وظيفة أكثر من كونه هواية مُمتعة. فقرر التوقف عن ذلك، يقول: "فكرّت طويلاً وقررت بلحظة إنهاء كل شيء والعمل على مشروع جديد أحبّه، وهكذا أسست FLICK."

FLICK هو موقع متخصص لبيع كاميرا فلمية تُستخدم لمرّة واحدة، وتوفّر لك تحميض صورك بأعلى جودة وأقصر وقت ممكن بمقابل مادي جيّد. هذه الكاميرات هي أيضًا صديقة للبيئة، فهي مصنّعة بالكامل من مواد بلاستيكية معاد تدويرها. يقول محمد أن الهدف من إعادة استرجاع كاميرا الفيلم "هو خلق قيمة حقيقية للصور الّتي باتت تضيع بين آلاف الصور المفلترة والمزيفة على هواتفنا أو قد تحذف بالخطأ بضغطة زر."

يشير محمد إلى أن شركته توفر خدمات تحميض الصور، ويمكن ارسال النيجاتيف والحصول على الصور وأنت جالس في منزلك: "نحن في عصر السرعة، الكسل وتوفير الوقت. لم يعد أحد يستطيع الانتظار طويلاً لتحميض صوره. في FLICK نختصر المسافات التي سيقطعها الشخص للبحث عن أماكن التحميض، والوقت المنتظر للحصول عليها. نشحن كاميراتنا خلال يومين كحد أقصى، ونستقبل طلبات التحميض من الكويت والإمارات حالياً. نحمّض ونطبع ونرسل الصور بعد أسبوع من تاريخ الطلب. كما يمكنكم  طلب "النيجاتيف" أو إرسالها لكم عبر الإيميل ويتم حذفها من قبل الشركة، كما سيتم توفير خدمة التحميض بالسعودية قريباً ومدن أخرى حول العالم."

حرص محمد كذلك على جعل صور FLICK بأعلى جودة مع أسعار اقتصادية: "الأفلام سعرها مرتفع جداً بوقتنا الحالي، ولا توفّر الشركات خدمة تحميضها بحال اشتريت الفيلم. في FLICK نحن نوفّر الخدمتين بمقابل 65 درهم فقط. ويتم احتساب رسوم إضافية عند طلب تحميض الفيلم."

FLICK ليست للمهووسين بالكاميرات بل تستهدف جميع شرائح المجتمع، كما يخبرني محمد: "في البداية، اعتقدت أن شراء كاميرا الفيلم هو متعلق بالنوستالجيا، وأن معظم الزبائن سيكونون من الجيل الأكبر سناً، لكني فوجئت بوجود شرائح مختلفة جداً، هناك زبائن كبار وصغار في العمر، من مختلف الدول مثل البحرين والسعودية وأوروبا والولايات المتحدة. وهناك من لا يعرف الكثير عن التصوير بالفيلم، ولكنه أحبّ تجربة شيء جديد."

الخطوة التالية بالنسبة لمحمد هو إعادة تدوير الأفلام، حتى يصبح المشروع صديقاً للبيئة بكل تفاصيله، ويقول: "إعادة تدوير الأفلام سيحتاج بعض الوقت كون المشروع حتى الآن One Man Show فأنا أديره لوحدي بالكامل من لحظة استلام الطلب وحتى تسليمه للعميل. ولكن بالتأكيد سنصل إلى هذه المرحلة قريباً."