IMG_2932
مسكون

سياحة الأشباح في الإمارات

جزيرة مهجورة بلا سبب، ظلال أطفال في نوافذ قصر غامض وحالات انتحار مجهولة في بناية سكنية

مسكون: في هذه السلسلة نسترجع قصصنا العربية الموروثة كجزء من استعادة السردية، بعيداً عن صحتها أو مدى إيماننا بالجن أو قوى ما فوق الطبيعة. هذه القصص تظهر كيف تتشابك التقاليد مع الدين مع عالم الماورائيات مع الترفيه.

جزيرة مهجورة يملؤها صراخ العفاريت، ظلال أطفال في نوافذ قصر غامض وحالات انتحار مجهولة في بناية سكنية. هذه القصص هي عنوان لعدد من الوجهات السياحية "المُرعبة" في الإمارات لنتعرف عليها:

إعلان

قصر القاسمي - رأس الخيمة.
عندما تدخل منطقة الظيت في إمارة رأس الخيمة المعروفة بهدوئها، سيأسرك مشهد لقصر كبير على هضبة عالية. هذا القصر المعروف بقصر القاسمي، بُني في عام ١٩٨٥ واستغرق بناؤه أكثر من ١٠ أعوام. وهو مكون من 4 طوابق ويحتوي على 35 غرفة تعلوه قبة زجاجية على شكل هرم، ويقال أنه مليء بالتماثيل واللوحات الفنية والجداريات التي تم إحضارها من بلدان مختلفة. قد تبدو حالة القصر جيدة من بعيد، ولكنه بحسب الروايات الشعبية المتداولة مَسكون.

يشاع بأن المالك السابق للقصر الشيخ عبدالعزيز بن حميد القاسمي، هجر القصر من هول ما رآه من أذية مخلوقات العالم السفلي، ويقال أن سكان القصر كانوا يسمعون أصوات غريبة وصرخات وأن أي شخص يمر من القصر يمكنه أن يرى ظلال أطفال ينظرون إليه عبر النوافذ. سواء كانت القصص صحيحة أم لا، ولكن من الواضح أن سكان القصر لم يستطيعوا العيش فيه لسبب ما، وبالنهاية تُرك القصر فارغاً من ساكنيه لأكثر من ثلاثة عقود. 

هناك عدد من القصص التي يتداولها أهل رأس الخيمة حول سبب اختيار الجن لهذا القصر بالذات -عدى أن لهم ذوق جيد كما يبدو. يقول البعض بأن الأمر مرتبط بقطع شجرة مُعمرة زرعت منذ قديم الأزل وتم بناء القصر فوقها، وأن هذه الشجرة كانت منزلاً لمخلوقات العالم السفلي، الذين اعتبروا أن الأنس قد تعدوا عليهم وقرروا الاستيطان في القصر. هناك روايات أخرى تربط الجن بوجود تماثيل وبعض الجداريات المعلقة في داخل القصر التي يعتقد أنها "جالبة للجن."

في 2019، قرر المالك الجديد للقصر رجل الأعمال الإماراتي طارق الشرهان تحدي كل هذه الأقاويل وترميم القصر وفتح أبوابه للسياح والزوار لإشباع فضول كل من يرغب كشف أسرار القصر الذي يلفه الغموض منذ سنين. الشرهان الذي عاش طفولته بالقرب من القصر، يقول في مقابلة أن الشائعات حول كون القصر مسكون بالجن بدأت حتى قبل اكتمال البناء. وأضاف: "الجميع يدعي أن هذا القصر مسكون بالأشباح. ولكني اعتقدت أنه يمكنني تغيير قصة القصر لشيء أفضل، شيء ثقافي، شيء للسياح."

إعلان

الجزيرة الحمراء أو مدينة الأشباح.
تقع الجزيرة الحمراء في إمارة رأس الخيمة، وهي جزيرة عمرها أربعة قرون، يحيط بها خور مائي من كل الجهات، وتتميّز بتربتها الخصبة الحمراء، ولذلك سمّيت بهذا الاسم، وقد كانت تسمّى سابقاً جزيرة الزعاب نسبة لساكنيها الأصليين الذين هم من قبيلة الزعاب الذين كانوا يعملون في تجارة اللؤلؤ، وصيد السمك.

عاشت هذه القبيلة في الجزيرة لمئات السنين، قبل أن تتحول لمكان مهجور وفارغ من السكان. وهو ما خلق عدة فرضيات ونظريات حول سبب قيام أهالي المنطقة بترك الجزيرة وترك منازلهم (يوجد آثار لما يقارب الألف منزل) إلى أن أصبحت أطلالاً وخراباً. النظرية الأكثر انتشاراً هي أن الجن قاموا باحتلال الجزيرة قبل ٣٠ عاماً مضى.

يشاع بأن سكان الجزيرة قد غادروها بسبب الأرواح الشريرة، ويدعي البعض بأنك حين تزور الجزيرة ستسمع صراخاً وأصواتاً غريبة، وقد تشعر بثقل المكان وأن هناك من يراقبك بين نوافذ البيوت المهجورة. وآخرون يشهدون بأن بعض الزوار بدأوا يعانون من مس الجن بعد زيارتهم للمكان. 

لكن في المقابل، والنظرية الأكثر منطقية هي أن سكان الجزيرة انتقلوا إلى أماكن جديدة بعد الطفرة النفطية التي شهدتها الدولة حينها. أما تلك الإشاعات عن وجود فيبدو أنها صدرت من بعض الهاربين من القانون، والذين عملوا على نشر هذه الأقاويل والإشاعات لتخويف الزائرين من زيارة الجزيرة التي أصبحت مخبئاً لهم من السلطات.

في كل الأحوال، وصلت قصة هذه الجزيرة إلى هوليوود، وتم اختيارها كأحد مواقع تصوير فيلم "Underground 6" بطولة الممثل الأميركي رايان رينولدز. تم تصوير الفيلم وإصداره بواسطة منصة نتفليكس في عام ٢٠١٩.

كما تم تصوير أول فيلم رعب إماراتي "جن" من إخراج توبي هوبر في الجزيرة عام ٢٠١٣. وقالت الممثلة رزان جمال التي لعبت دور البطلة في الفيلم، أنها عاشت أوقاتًا صعبة بعد انتهائها من تصوير الفيلم وعودتها إلى الولايات المتحدة حيث تقيم: "كنت أشعر باختناق وأبكي طوال الوقت، ونصحني بعض الأصدقاء باستشارة روحانيين للتغلب على السوداوية التي وقعت فيها،" وهو ما اعتبره البعض بـ لعنة الجزيرة.

بناية رقم 33 في بوابة الخيل، دبي.
هل هي مجرد صدفة غريبة، أم أن هناك بعض الجن المنزعجين من تواجد البشر في عرينهم؟ الكثير من الأسئلة ستدور برأسك عند زيارتك البناية المهجورة في القوز بمجمع بوابة الخيل. تم إغلاق المبنى من الملاك من أكثر من 8 سنين بسبب الصيانة، لكن المستأجرين السابقين يدعون أن الأمر مرتبط بوجود الجن في البناية. ويقول بعض الساكنين أنهم كانوا يفقدون بعض الأشياء فجأةً وتعود لتظهر فيما بعد في أماكن أخرى داخل شققهم أو خارجها. كنا أنهم كانوا يسمعون أصوات بكاء وأنين غامضة في ممرات المبنى، دون معرفة مصدرها. ويقال كذلك أن البناية شهدت ثلاثة حالات انتحار.

الفيلا في جميرا ١، دبي.
تقع هذه الفيلا في قلب جميرا 1 وهي مكونة من سبع غرف نوم عاش فيها بعض المقيمين الفلبينيين الذين يزعمون أنهم قد شهدوا زيارات لأشباح لأكثر من عام. يقول قاطني الفيلا أنهم كانوا يسمعون صراخاً مفزعاً، وصوت رجل يئن في منتصف الليل، وأن أبواب الغرف كانت تغلق ولا يتمكنون من فتحها. وادعت ساكنة سابقة للمبنى بشعورها بضغط كبير على جسمها خلال نومها، كأنه شخص مستلقي فوقها (ربما التفسير المنطقي هو تعرضها لشلل النوم) فضلاً عن رؤيتها لظلال تتحرك إلى جانب الجدران. وقال ساكن آخر لـ Gulf News في ٢٠١١ أنه كان يسمع أصواتًا تحاول الهمس في أذنه، وقال آخر أنه تم حبسه في الحمام لمدة ساعتين، واضطر رفاقه في الشقة إلى كسر القفل لإخراجه.

وقالت ساكنة أخرى أنها كانت نائمة عندما شعرت بشيء ما عند قدميها. نظرت إلى أسفل ورأت أن شيئاً ما ينزع جوربها. وتضيف: "أيقظت الفتيات الأخريات وشاهدنا جميعًا حدوث ذلك: ليس مرة أو مرتين فقط، ولكن ثماني مرات على مدار الليل."