يوميات المونديال: وداعًا إسبانيا.. الأفضل لا يفوز دائمًا

نتيجة الهزيمة على وجه راموس - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

FYI.

This story is over 5 years old.

كأس العالم 2018

يوميات المونديال: وداعًا إسبانيا.. الأفضل لا يفوز دائمًا

حسمت روسيا المباراة رغم سيطرة الماتادور.. وضربات الترجيح منحت كرواتيا تذكرة العبور لربع النهائى

مرة أخرى، تخالف كرة القدم كل التوقعات. المنتخب الإسباني القوي والممتلئ عن آخره بالنجوم يخسر ويودع المونديال أمام روسيا منظمة البطولة في مباراة ماراثونية بدور الـ16. قبل المباراة، كانت التوقعات تصب في مصلحة المنتخب الإسباني. كثيرون توقعوا أن تكون هذه المباراة هي الأقل ندية وتكافؤ في دور الـ16 نظرًا للفارق الكبير بين المنتخبين لكنّ كل تلك الفوارق اختفت، وذهب الفوز للطرف الأضعف نظريًا.

كان سهلًا على إسبانيا أن تتحكم في إيقاع المباراة. فمنذ البداية ولاعبو اللاروخا يتناقلون الكرة بأريحية ويسيطرون عليها وسط اندفاع بدني معتاد لمنتخب روسيا الذي عدّل طريقة لعبه لتصبح أقرب إلى (3-6-1) في محاولة للسيطرة على منتصف الملعب.

إعلان

بيكيه مسرعًا لاعتراض هجمة روسية - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

تقدمت إسبانيا في الدقيقة 12 عن طريق هدف عكسي. نفذ اسينسيو ضربة حرة اصطدمت بقدم المدافع سيرجي إجناشيفتش الذي كان في صراع بدني قوي مع سيرجيو راموس وسكنت الشباك. بعد الهدف لم تنتفض روسيا. واصلت إسبانيا استحواذها على الكرة وتناقلها لكنّ جيرارد بيكيه وقه في المحظور ولمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء. احتسب الحكم ركلة جزاء سجل منها أرتيم دزوبا هدف التعادل في الدقيقة 44.

الحارس المخضرم ايجور أكينفيف كان له دور كبير في الحفاظ على شباكه نظيفة في الدقائق التالية من المباراة رغم قوة الهجوم الإسباني؛ فقبل نهاية الشوط الأول تصدى لانفراد من المهاجم دييجو كوستا.

ايجور أكينفيف خلال تصديه لركلة ترجيح - التقطت الصورة بواسطة أيمن عارف

في الشوط الثاني، سيطرت إسبانيا لكن دون خطورة على المرمى. ودفع فيرناندو هييرو بإنيستا في الدقيقة 67 وكاد اللاعب المخضرم يسجل هدفًا قاتلًا في الدقيقة 85 من تسديدة قوية متقنة لكنّ أكينفيف تصدى لها ببراعة. اتضح منذ انطلاق الشوطين الإضافيين أن روسيا تطمع في الوصول إلى ركلات الجزاء. أغلق اللاعبون الطرق المؤدية إلى مرماهم لتنتهي الثلاثون دقيقة دون أهداف ويتجه المنتخبان إلى ركلات الترجيح.

وشهدت تلك الدقائق حدثًا تاريخيًا، حيثُ تم السماح بالاستبدال الرابع في كرة القدم للمرة الأولى كما كان مقررًا قبل البطولة حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل ولجوء افريقين إلى وقت إضافي. أكينفيف لعب دور البطولة هنا. تصدى لركلتين جزاء؛ الثالثة والخامسة. وتلك الأخيرة تصدى لها ببراعة كبيرة بقدمه.

مشهد النهاية لم يكن متوقعًا؛ نجوم إسبانيا يجلسون على أرض الملعب باكين. ولاعبو روسيا يركضون فَرحين. وتعد هذه المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب الروسي إلى ربع النهائي منذ مونديال 1970.

إعلان

مرة أخرى، أثبتت الكرة أن الإحصاءات وحدها لن تقودك إلى شيء ما لم تترجم إلى أهداف. إسبانيا استحوذت على الكرة مقابل 75%. وسددت 9 كرات على المرمى مقابل تصويبة واحدة على المرمى لروسيا.

ماراثون جديد
نظريًا، كان المنتخب الكرواتي هو المرشح الأبرز للفوز بالمباراة الثانية أمام الدنمارك. ففي الدور الأول قدم لوكا مودريتش ورفاقه أداءً مبهرًا لكنّ مباراة روسيا وإسبانيا جعلت البعض يتراجع عن موقفه قليلًا؛ فالأفضل ليس بالضرورة الأقدر على تحقيق الفوز.

وبعد 57 ثانية فقط من بداية المباراة، باغتت الدنمارك المنتخب الكرواتي بهدف عن طريق ماتياس يورجينسين. وهو الهدف الأسرع في النسخة الحالية من كأس العالم.

المميز في تلك المباراة أن الرد جاء سريعًا للغاية أيضًا، ففي الدقيقة الرابعة كان ماريو ماندزوكيتش يسجل التعادل لكرواتيا. لتصبح هذه المباراة الثانية في تاريخ المونديال التي تشهد تسجيل هدفين في أول 4 دقائق بعد مباراة نيجيريا والأرجنتين في مونديال 2014.

عادت المباراة إلى نقطة الصفر. وساد هدوء غريب في الملعب وكأن المنتخبين يتقدم كل منهما باعتذاره إلى الآخر عن تلك البداية السريعة المفاجئة. وشهدت الدقيقة 26 تهديدًا دنماركيًا بتسديدة من مارتن براثويت لكنّ الحارس الكرواتي سوباسيتش أنقذ مرماه. وبعد دقيقتين ردّت كرواتيا بتسديدة من بيرسيتش لكن كاسبر شمايكل أنقذ مرماه.

فرصة الهدف الثاني لكرواتيا جاءت في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول عن طريق المدافع ديان لوفرين حين حول برأسه تمريرة عرضية لكنها مرت إلى جوار القائم.

ساد الحذر شوط المباراة الثاني. الهجمات قليلة جدًا والدفاعات صلبة. وكانت كرواتيا قريبة من مباغتة الدنمارك في اللحظات الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة بتسديدة قوية من راكيتيش مرت بالقرب من القائم.

انتهت المباراة دون أهداف، احتكما إلى وقت إضافي مر سلبيًا حتى جاءت الدقيقة 114 حين احتسب الحكم ركلة جزاء للمنتخب الكرواتي. تقدم القائد لوكا مودريتش ووقف الحارس شمايكل منتبهًا. سدد الأول الكرة لكنّ الأخير تصدى لها ببراعة.

حان وقت ركلات الترجيح. الحارسان سوباسيتش وشمايكل تألقا خلال الوقت الأصلي والإضافي. وامتد هذا التألق إلى ركلات الترجيح. حيث تصدى الثنائي لخمس ركلات ترجيح؛ 3 تصديات للحارس الكراوتي وتصديان لحارس الدنمارك. انتهت المباراة بفوز كرواتيا وتأهلها إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 20 عامًأ. وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ المونديال التي يتصدى فيها الحارسان إلى 5 ركلات ترجيح.

وهكذا تحدد طرفا المباراة الثانية في ربع النهائي وهما روسيا وكرواتيا، أمّا المباراة الأولى فتحدد طرفيها، السبت، حيث سيتواجه منتخبا فرنسا وأوروجواى.

الاثنين في انتظار مواجهتين قويتين للغاية في ثالث أيام دور الـ16، الأولى تجمع البرازيل والمكسيك. والثانية بين اليابان وبلجيكا.