"هذه هي المرّة الأولى منذ بدء وضع الإحصاءات والسجلّات، التي يرتفع فيها انعدام المساواة في كلّ بلد تقريبًا وفي التوقيت نفسه."هذا ما أعلنته منظّمة أوكسفام لمكافحة الفقر في تقرير لها بعنوان "فيروس انعدام المساواة" والذي سلط الضوء على ارتفاع نسب انعدام المساواة في العالم، مع سرعة تزايد ثروات الأغنياء.
وقال التقرير إنّ "الألف شخص الأكثر ثراءً على الكوكب عوّضوا خسائرهم جرّاء كوفيد-19 في تسعة أشهر، لكنّ الأمر قد يستغرق أكثر من عقد حتّى يتعافى الأكثر فقرًا في العالم." ووفًقا لإحصائيات نشرها بنك سويسرا ومجلة "فوربس" الأمريكية، فأن ثروة المليارديرات في جميع أنحاء العالم نمت بمقدار 3.9 ترليون دولار بين منتصف مارس ونهاية ديسمبر.هذه الزيادة في ثروة أغنى 10 مليارديرات منذ بدء الأزمة، كانت لتمنع سكان العالم من الوقوع في الفقر، وكانت تكفي لدفع ثمن اللقاحات للجميع.وقالت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام: "الانقسام العميق بين الأغنياء والفقراء يثبت أنه قاتل مثل الفيروس. الاقتصادات المزورة تنقل الثروة إلى النخبة الثرية الذين يركبون موجة الوباء برفاهية، بينما أولئك الذين يقفون على خط المواجهة للوباء – مساعدي المتاجر، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، والباعة في السوق – يكافحون لدفع الفواتير ووضع الطعام على الطاولة."كما سلّطت منظّمة أوكسفام الضوء على انعدام المساواة حتّى في تأثير الفيروس على الأشخاص والجماعات، إذ تُعاني أقلّيات عرقيّة في بعض البلدان من معدّلات وفيات أعلى، كما أنّ القطاعات الاقتصاديّة الأكثر تضرّرًا من الوباء هي تلك التي تتمثّل فيها النساء بشكل كبير. على الصعيد العالمي، تعمل النساء في القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر بالأزمة، في حال تم تمثيل الرجال والنساء بالتساوي في القطاعات المتضررة من الوباء، 112 مليون امرأة في العالم لم يكن ليخسرن دخلهن أو وظائفهن.ووفق حسابات أجرتها أوكسفام، فإنّ فرض ضريبة مؤقّتة على الأرباح الزائدة التي حقّقتها 32 شركة عالميّة خلال فترة الوباء، كانت لتُساهم في جمع 104 مليارات دولار عام 2020، وهو مبلغ كاف لتأمين إعانات بطالة لجميع العمّال في البلدان المتوسّطة والمنخفضة الدخل، إضافة إلى الدعم المالي للأطفال وكبار السن.وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون في الفقر على مستوى العالم بما يصل إلى 500 مليون العام الماضي. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن تفاقم انتشار فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط يمكن أن يترك ربع سكان العالم العربي في دائرة الفقر. كما سيواجه الشباب بشكل خاص معدلات قياسية من الفقر، حيث يتوقع أن يعاني قرابة ربع الفئة العمريّة المولودة بين عامي 1991 و1995 فقراً نسبياً في أواخر العشرينات من أعمارهم، وهو العمر الذي كانت معدلات الفقر فيه، تاريخياً، منخفضة لأن نسبة عالية منهم لديهم عمل.