فيروس كورونا

هل يمكنك أن تصاب بفيروس كورونا الجديد عبر البريد القادم من الصين؟

الفيروسات التاجية غير قادرة على البقاء على قيد الحياة خارج الجسم
coronavirus

كل شخص مصاب بفيروس كورونا الجديد يمكن أن ينقل المرض إلى 2.6 شخص آخر في المتوسط. ويقول المسؤولون الصينيون إنه من المحتمل أن ينتشر عن طريق سعال أو قبلة أو أي اتصال آخر باللعاب. ولكن السؤال الذي على بال كثيرين: هل يمكن الإصابة بفيروس كورونا من حزمة تم تسليمها لك من الصين؟ إنه سؤال مشروع لأننا نستورد الكثير من المنتجات من الصين.

مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة يؤكدون إنه لا يوجد دليل يدعم انتقال فيروس كورونا الجديد عبر البضائع المستوردة. "عمومًا، نظرًا لضعف قدرة هذه الفيروسات التاجية (التي ينتمي إليها فيروس كورونا) على البقاء على قيد الحياة خارج الجسم، فإن هناك خطر منخفض جداً جداً لانتقال العدوى عبر المنتجات أو العبوات التي يتم شحنها على مدى أيام أو أسابيع،" تقول الدكتورة نانسي ميسونير، مديرة مركز الأمراض التنفسية في مركز التحكم في الأمراض في الولايات المتحدة.

إعلان

حتى في السيناريو الأسوأ - وهو قيام شخص مريض بالعطس على علبة الآيفون الذي طلبته من امازون وتم شحنه بالجو ووصل إلى منزلك، فإن ذلك ليس بالأمر الخطير. لا يوجد بحوث حول "مرونة" هذا الفيروس، لأنه جديد جدًا. لكن الدراسات تظهر أن فيروسات مشابهة له مثل السارس، تعيش فقط لبضع ساعات على سطح جسم ما. ولكن عادة ما يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع على الأقل حتى تصل الحزمة من الصين إلى بلد ما، لذلك لن يكون الفيروس قادرًا على البقاء لفترة كافية لإصابتك بالمرض.

تسبب فيروس كورونا الجديد، حتى الآن بوفاة حوالي 490 شخص بالصين، وإصابة أكثر من 24 ألف

في تغريدات له على تويتر، يقول الدكتور فهد الحضيري، المتخصص في الخلايا السرطانية، إن الملابس المستوردة من الصين، لا تتسبب في انتقال فيروس كورونا الجديد وأن فكرة انتقال الفيروس من خلال البضائع القادمة من الصين "وسوسة ومعلومات خاطئة." وأضاف: "معظم الفيروسات تموت خلال دقائق بمجرد خروجها من فم المصاب عن طريق العطس، أو سوائل الجسم. أنها تنتقل بالاتصال المباشر مع المصاب فقط."

ولكن يشير البعض أنه في حالات نادرة جداً يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق لمس الأماكن الملوثة بالفيروس. وتقول جينيفر نوزو، خبيرة الأمراض المعدية وكبيرة الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي أنه في هذه الحالات النادرة، قد "يصاب الشخص بأمراض الجهاز التنفسي بشكل غير مباشر عن طريق لمس أسطح ملوثة ومن ثم لمس الأغشية المخاطية، مثل الفم والعينين والأنف." ولكن هذا يمكن أن يحصل فقط في الأماكن العامة أو المنزل خلال فترة محدودة جدًا وليس عن طريق الشحن، لهذا السبب غسل اليدين طوال الوقت هو تدبير مهم للصحة العامة وخاصة في حالة تفشي المرض.

إعلان

وقد تسبب الفيروس الذي يحمل في الوقت الحالي الاسم العلمي 2019-nCoV أو فيروس كورونا الجديد، حتى الآن بمقتل حوالي 490 شخص بالصين، وإصابة أكثر من 24 ألف. ويُعتقد أن الفيروس قد بدأ في سوق ووهان للمأكولات البحرية والحياة البرية، وأشار العلماء إلى الخفافيش والثعابين باعتبارها حاملات فيروسات محتملة.

المشكلة أن كثيرين قاموا بربط انتشار هذا الفيروس والطعام الصيني، مما تسبب في موجة من الاشمئزاز وتم اتهام الصينيين بالتسبب في وباء عالمي، كما في هذه الـ تغريدة التي حصلت على آلاف الإعجابات "لأن بعض الناس في الصين يتناولون (طعاماً) غريباً مثل الخفافيش والفئران والثعابين، فإن العالم بأسره على وشك أن يعاني من هذا الوباء."

تم تعزيز هذه الفكرة من خلال التغطية الأخيرة لفيروس كورونا، والتي أظهر بعضها مقاطع فيديو أو صورًا مضللة. فقد تم انتشار مقطع فيديو على نطاق واسع لمدونة صينية تتناول حساء الخفافيش منذ ثلاث سنوات على أنه السبب بهذا المرض، في حين أن ليس للفيديو والمدونة ليس لها أي صلة بالفيروس. وتنتشر الأفكار المعادية للصين مع انتشار فيروس كورونا الجديد، بداية من اليابان التي ينتشر بها هاشتاغ #ChineseDon’tComeToJapan على تويتر، ومرورًا بسنغافورة التي وقع عشرات الآلاف من سكانها على عريضة تطالب الحكومة بمنع الصينيين من دخول البلاد. وحتى في إحدى ضواحي تورنتو، وقع الآف من الآباء عريضة لإبقاء أطفال عائلة عادت مؤخرًا من الصين خارج الفصول الدراسية لمدة 17 يومًا - الفترة التي تظهر فيها أعراض المرض.

أخبرت امرأة صحيفة لوموند أنها تعرضت للإهانة من قبل سائق سيارة قال لها "احتفظي بفيروساتك، أنت غير مرحب بك في فرنسا"

في مقال لنيويورك تايمز، اعتبر البعض أن ردود الفعل هذه طبيعية، فقد قالت نادلة في مطعم سوشي في طوكيو تبلغ السبعين من عمرها للصحيفة بأنها تتفهم ما يجري: "لا أعتقد أن ما يحدث سببه العنصرية، أنه رد فعل طبيعي، نابع من خوف حقيقي من إصابة البشر بفيروس قد يؤدي إلى الموت." كارين إيجليستون، مديرة برنامج السياسة الصحية في آسيا في مركز أبحاث شورينشتاين آسيا والمحيط الهادئ في ستانفورد قالت أيضاً: "من الطبيعي أن يكون رد فعلك هو محاولة الابتعاد عن حامل المرض، خاصة عندما لا يوجد علاج معروف."

ليس من السهل دائمًا تمييز الحدود بين الخوف والتمييز العنصري، ولكن بعض التدابير الوقائية وصلت فعليًا إلى درجة العنصرية، كما حصل في مطعم Bread Box موقع سياحي شهير في فيتنام، نشر أصحابه لافتة مؤقتة خارج متجرهم هذا الشهر قائلين: "لا يمكننا تقديم خدمة للصينيين، آسفين!" كما أخبرت امرأة صحيفة لوموند الفرنسية أنها تعرضت للإهانة من قبل سائق سيارة قال لها "احتفظي بفيروساتك، أنت غير مرحب بك في فرنسا."

في العالم العربي، أعلنت وزارة الأشغال والنقل في لبنان عن منع استقبال باخرة صينية قادمة إلى لبنان إلى حين التأكد من سلامتها لمنع انتشار فيروس كورونا. وقال مطار البصرة جنوبي العراق إنه منع دخول الركاب القادمين من الصين إلى العراق مهما كانت جنسياتهم. كما أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات تعليق جميع الرحلات المتجهة والقادمة من الصين باستثناء الرحلات القادمة من العاصمة بكين، حتى إشعار آخر. كما قامت عدد من الدول في إجلاء مواطنيها من الصين.

مع ردود الفعل العنيفة حيال الشعب الصيني، كالنكات التي لا طعم لها على الإنترنت، والأشخاص الذين يتصرفون بوقاحة مع الصينيين في الأماكن العامة، أعتقد أن علينا في هذا الوقت بالذات دعم الصين في هذه المحنة، فحماية الأرواح لا يجب أن تكون أبدًا على حساب إنسانية الشعوب الأخرى.