سياسة

بيلاروسيا تحول مسار رحلة جوية لاعتقال صحفي معارض، وتفبرك قصة وجود قنبلة زرعتها حماس

طبعاً، لم يتم العثور على متفجرات
1621861868785-ap17085412056346

تم تحويل مسار طائرة تابعة لشركة رايان أير متجهة من اليونان إلى ليتوانيا، إلى بيلاروسيا لعدة ساعات، لاعتقال صحفي معارض على متنها، فيما ادعت وسائل إعلام بيلاروسية أن سبب تغير مسار الطائرة هو الخوف من وجود قنبلة، لكن لم يتم العثور على متفجرات.

وفي محاولة غريبة لتحويل الأنظار عن "اختطاف" الصحفي، ألقت السلطات البيلاروسية باللوم على حركة حماس وادعت أن وجود قنبلة على الطائرة هو الذي دفع مينسك إلى تحويل مسار رحلة رايان إير.

واستشهد أرتيم سيكورسكي، وهو مسؤول كبير بوزارة النقل والاتصالات في بيلاروسيا، برسالة قال إنها أرسلت إلى مسؤولي المطار في مينسك. "نحن جنود حماس نطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة. نطالب الاتحاد الأوروبي بإنهاء دعمه لإسرائيل في هذه الحرب." وتابع قائلاً "هناك قنبلة على متن الطائرة. إذا لم تذعنوا لمطالبنا، فستنفجر القنبلة فوق فيلنيوس في 23 مايو."

إعلان

ونفى فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس أي معرفة للحركة بالأمر أو وجود أي صلة بينها وبينه. وقال برهوم إن حماس "لا علاقة لها على الإطلاق بما يجري،" وأضاف "حماس لا تلجأ لتلك الأساليب والتي يبدو أنها من فعل جهات مشبوهة تهدف إلى شيطنة حماس وإلى إفشال التعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته المشروعة." وقد تم وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة فجر يوم الجمعة، ٢١ مايو.

وقامت مينسك بارسال طائرة حربية لترافق الطائرة التابعة لشركة رايان إير، معلنة عن إنذار بوجود قنبلة على متنها تبين أنه كاذب بمجرد هبوط الطائرة في البلاد حيث اعتقلت السلطات الصحفي المعارض رومان بروتاسيفيتش، ٢٦ عاماً، قبل السماح للطائرة باستئناف رحلتها. وروى شهود أن الناشط كان "مذعورا" وقال للمسافرين معه إنه سيواجه "عقوبة الإعدام." بيلاروسيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي مازالت تطبق عقوبة الإعدام.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في بيلاروسيا أن الرئيس، ألكسندر لوكاشينكو، أمر شخصيًا بتنفيذ العملية. وقد اتهمت الدول الأوروبية بيلاروسيا بممارسة "إرهاب الدولة" وقرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات التابعة لشركات الطيران في بيلاروسيا.

وظهر بروتاسيفيتش للمرة الأولى منذ القبض عليه في مطار منسك في فيديو يبدو أنه أُكره على تسجيله. وقال الصحفي إنه بصحة جيدة، واعترف بما يبدو أنه جرائم اتهمته حكومة بيلاروسيا بالتورط فيها. لكن نشطاء يرجحون أن الفيديو الذي يظهر فيه بروتاسيفيتش سُجل تحت الضغط.

بروتاسيفيتش مدرج على قائمة المطلوبين بعد احتجاجات واسعة جرت العام الماضي عقب الانتخابات الرئاسية التي أُعلن فوز لوكاشينكو فيها، ويقول المعارضون أنها شهدت تزويراً. وغادر بروتاسيفيتش البلاد في 2019 إلى المنفى في ليتوانيا، حيث غطى من منفاه الأحداث التي رافقت انتخابات 2020 الرئاسية. ووجهت له بعدها تهم الإرهاب والتحريض على الشغب.

وخرج العام الماضي عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة مينسك احتجاجًا على إعلان لوكاشينكو فوزه بالانتخابات الرئاسية. ويوصف لوكاشينكو بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا" إذ يتربع على الحكم في البلاد منذ 27 عامًا.