سياسة

مجهولون يغتالون ناشطة عراقية بالبصرة

ثالث محاولة اغتيال في البصرة خلال أسبوع واحد. ريهام يعقوب ليست الأولى ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة
العراق

انستغرام

في ثالث محاولة اغتيال في البصرة خلال أسبوع واحد، ضجت مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام يوم أمس الأربعاء بخبر اغتيال الناشطة العراقية ريهام يعقوب قرب الشارع التجاري وسط مدينة البصرة. ريهام، 29 عاماً، لقيت مصرعها بينما كانت تقود سيارتها وبرفقتها ثلاثة من أصدقائها، حيث فتح مسلحون النار عليها ولاذوا بالفرار.

ريهام، طالبة دكتوراة ومدربة بدنية، وكان لها نشاط واسع في التظاهرات منذ اندلاعها في البصرة عام ٢٠١٨، حيث قادت واحدة من التظاهرات النسوية والتي كان ضمن مطالبها إنهاء البطالة وتوفير فرص العمل، وتوفير الخدمات الأساسية لسكان مدينتها التي تضم 60٪ من احتياطيات النفط المُثبَتة في البلاد، وفيها الميناء الوحيد في العراق.  ومنذ سنوات، يتظاهر العراقيون للمطالبة بتحسين الأوضاع ومحاربة الفساد وتوفير فرص العمل، في بلد نفطي وصلت نسبة البطالة إلى 25% فيما يعيش واحد من كل 5 عراقيين يعيش تحت خطر الفقر، حسب أرقام البنك الدولي.

إعلان

ريهام ليست الأولى ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة. فقد نجت ممرضة تدعى انتصار يلقبونها زملائها بمسعفة التحرير، من محاولة اغتيال قام بها مسلحون يستقلون دراجة نارية وسط العاصمة بغداد، حيث تلقت رصاصتين في بطنها، فيما لاذ المسلحون بالفرار. كما نجى الناشطان لوديا ريمون وعباس صبحي من محاولة اغتيال وسط مدينة البصرة بعد أن فتح مسلح عليهم النار ولاذ بالفرار. وتأتي محاولة الاغتيال هذه بعد أيام قليلة فقط من مقتل الناشط تحسين أسامة الخفاجي. والشهر الماضي تم اغتيال الصحفي والباحث العراقي الخبير في الجماعات الجهادية المسلحة والشؤون الأمنية، هشام الهاشمي أمام منزله في بغداد. أسلوب الاغتيال هو نفسه، حيث قام ثلاثة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين بإطلاق النار من مسافة أمتار على الهاشمي الذي كان يستقل سيارته.

ريهام وتحسين وهشام وغيرهم هم أسماء ضمن قائمة من الاغتيالات التي طالت صحافيين وناشطين مشاركين في المظاهرات التي تشهدها العراق. وبحسب أرقام المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب فقد تم اغتيال 37 ناشطاً، وخطف 41 آخرون، كما تعرض 73 إعلامي للقتل والتهديد والاعتداء، وتم خطف واعتقال تسعة منهم، منذ أكتوبر العام الماضي.

ناشطون تحدثوا لـ VICE عربية قالوا أنهم يخشون من أن تطالهم الاغتيالات في الوقت الذي يحضرون فيه لاستئناف التظاهرات من جديد، وأكدوا أنها هذه الاغتيالات هي "محاولة لإنهاء الحراك الشعبي الغاضب ضد الفساد والتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية."

ويقول عدد من الناشطين على أن هناك ميليشيات "موالية لإيران" تقف وراء عمليات استهداف الناشطين والصحفيين، الذين يقومون بانتقادها عبر الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي أو خلال التظاهرات. ولكن لا يمكن التأكد من صحة ذلك لأن التصريحات الحكومية تكتفي بتسميتهم "جهات مجهولة" أو "طرف ثالث."

إعلان

"اغتيال ريهام يعقوب هو اغتيال كل العراقيين والناشطين في كل العراق، بالأمس هي وغداً أنا،" يقول الناشط البصري محمد قاسم، 25 عامًا، والذي يواجه تهديدات مستمرة مثله مثل بقية الناشطين في مختلف مناطق العراق: "أثنين على دراجة نارية أوقفوني قبل يومين وطلبوا مني عدم الوصول إلى ساحات التظاهر وإلا سأكون المستهدف القادم. الحمدلله طلبوا مني ذلك بالكلام، ولم يقتلوني مباشرة."

اغتيال ريهام، بحسب المحلل السياسي، رعد هاشم له رسالة سياسية، لأنه يتزامن مع زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى واشنطن ويضيف: "بعض الميليشيات اختارت هذا التوقيت من أجل إحراج الكاظمي أمام الولايات المتحدة بأنه غير قادر على تثبيت ركائز الأمن في البلاد. على القوات الامنية أن تتكاتف في حملة موحدة من أجل القضاء على عمليات القتل والاغتيالات المستمرة، ويجب الطلب من قوات التحالف الدولي المساعدة في ذلك."

وقد نزل المتظاهرون هذا الأسبوع مرة أخرى إلى شوارع البصرة مطالبين الحكومة والسلطات الأمنية بالكشف عن قتلة المتظاهرين الذين سقطوا في احتجاجات العام الماضي، وطالبوا بإقالة المحافظ أسعد العيداني وقائد شرطة البصرة رشيد فليح. ورداً على ذلك، قام رئيس الوزراء الكاظمي بأقالة فليح واستبداله بقائد الشرطة الجديد عباس ناجي، قبل حادثة اغتيال ريهام لكنه لم يعلن عن الجهات التي وراء هذه الاغتيالات. ونشر الكاظمي أمس تغريدة قال فيها: "أقلنا قائد شرطة البصرة وعدد من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها. التواطؤ مع القتلة والخضوع تهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم أجهزة وزارة الداخلية والأمن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين عن القانون."