ما هي المشكلة؟ لماذا لا يرتدي الكثير من الرجال على وجه التحديد الكمامات؟ أو لا يرتدونها بشكل صحيح؟ وكيف نعرف أنّ الرجال يرفضون إرتداء الأقنعة أكثر من النساء؟ الإثبات؟ أظهر استطلاع أجري في شهر مايو لـ 2459 شخصًا يعيشون في الولايات المتحدة، أنّ الرجال يرون ارتداء أقنعة الوجه "مخجل." وتحدث كايتلين موران في مقال له عن الرجال الذين لا يرتدون الكمامات، وهناك الكثير من التغريدات تتحدث عن هذا الموضوع. ولكن للتأكد من صحة الخبر، قررت إجراء دراسة شخصية غير رسمية.
في فترة ما بعد الظهر على طريق كينغزلاند في شرق لندن، قمت بحصر 500 رجل و500 امرأة. وكانت النتيجة أنّ 61 في المئة من الرجال لا يرتدون أقنعة، و13 في المئة يرتدونها بشكل غير صحيح (أي عدم تغطية أنفهم وفمهم أو حول منطقة الذقن)؛ وكان 26 في المئة فقط يرتدون الأقنعة بشكل صحيح. وفي المقابل، أظهرت الدراسة أنّ 59 في المئة من النساء يرتدين الأقنعة بشكل صحيح؛ 16 في المئة بشكل غير صحيح؛ و25 في المئة لم يرتدينها على الإطلاق.
قد يوجد هناك نسبة خطأ في بعض تلك الحسابات، ولكن مع ذلك فإنّ النتائج مقنعة: فقط ربع الرجال يرتدون الأقنعة بشكل صحيح، مقارنة بما يقرب من ثلثي النساء.
حسنًا، لكن لماذا لا يرتدي الرجال الأقنعة؟
يقول المعالج النفسي الاستشاري للمجلس الوطني للمعالجين النفسيين، ستيفن ريتشاردز، إنّ سلوك الذكور هذا يعود إلى آلاف السنين: "من الناحية النفسية، كان الإغلاق يشبه العودة إلى الكهف: البيئة الخارجية تشكل تهديداً ولا نخرج إلا للحصول على الطعام أو الموارد." ما يعني هذا هو أنّه من خلال اختيار عدم ارتداء الكمامة، يؤكد الرجال على قدرتهم على الهيمنة. يقول ريتشاردز: "ارتداء الكمامة يعني أنّك تبدو أقل لياقة بدنية، وأنك خائف."
حسناً. لأتعرف أكثر على الأسباب، قمت بسؤال بعض الأشخاص عن سبب عدم ارتدائهم للكمامة. برر روبرت، وهو رجل لا يرتدي كمامة ذلك بقوله: "أشعر أنني أستطيع المخاطرة. أفتقد القدرة على الابتسام والتفاعل مع الناس بشكل صحيح عند ارتداء الكمامة." أما تشارلز، رجل آخر بدون كمامة: "لم أرتد كمامة حتى الآن لأنني لست متأكدًا بنسبة 100 في المئة من أنّها فعالة."
يمثل إيثان، الرجل الذي يرتدي كمامة بفخر، الجانب الآخر من القصة: "أنا دائمًا أرتدي كمامة حتى لو كنت أتوجه إلى المتجر فقط. من واجبك رعاية الآخرين - عدم ارتداء الكمامة يدل على أنك شخص سخيف وغير مسؤول، أليس كذلك؟"
يوافق الطبيب النفسي ريتشاردز على أن غريزة [الرجل] تدفعه لتأكيد نفسه من منطلق أنه إذا "طلب الناس مني ارتداء كمامة فرضاً، فهذا يجعله لا يرغب في ارتداء الكمامة أكثر."
يركز لغز الكمامة على أفكار الذكورة السامة وضرورة أن تكون صارمًا، وأنه يجب أن تبدو وكأنك لا تهتم. إنّها مشكلة عميقة الجذور. بخصوص الكمامات - ربما تصرف الرجال حيالها سيتغير في حال المزيد من الأدلة على كفاءتها، أو فرض غرامات فورية لعدم استخدامها. ولكن السبب الآخر لعدم ارتداء الرجال الكمامات هو على الأرجح لأنّ القادة الذكور في العالم لا يرتدونها، الأمر الذي يغذي فكرة استثنائية عند البعض.
يقول بيكر: "نظرًا لأنّ بوريس جونسون (رئيس الوزراء البريطاني) أصيب بكوفيد-19 ونجى منه، فإن الرجال - وخاصة الرجال البيض - يفترضون أنّهم فوق المخاطر أيضًا." ولكن بوريس ليس أفضل شخص لاتباعه عندما يتعلق الأمر بالصحة. باختصار: لمصلحتك. قم بوضع كمامتك يا صديقي!