Vice-03_New
القلب المكسور

هل من الخطأ أن اتخذ الخطوة في التعبير عن مشاعري لشاب واتخاذ الخطوة الاولى؟ نصائح من القلب المكسور

كوني نفسك وصارحيه بمشاعرك، لكن لا تندفعي أكثر من اللازم، لا تبالغي في سكب مشاعرك وعواطفك

القلب المكسور، ما هو اقتراحك لتخفيف العواقب النفسية المترتبة عن العيش مع أم تنعتني بأسوأ الصفات والألقاب، وتردد طوال الوقت أنها لا تفتخر بي وتتمنى لو لم أكن ابنتها، كل هذا لأنني مختلفة عن صورة الفتاة المثالية التي يفرضها المجتمع، وكوني لم أتزوج مثل صديقاتي، وأيضا لأنني أومن بالاستقلالية والحرية. الآن عمري 28 عاماً، وأعمل كمسؤولة عن التواصل في إحدى المنظمات العالمية، لدي راتب محترم لكن مع ظروف الحجر الصحي الحالية يصعب علي الانتقال، واكتفي بعدم الرد واجتناب أي نوع من أنواع التواصل معها.
شكراً.

إعلان

***

عزيزتي الحائرة

في الظروف الحالية كلنا على الحافة، أعصابنا متوترة وننفجر بسهولة، وما نطيقه في الأيام العادية لا نطيقه الآن.. لا، هذا ليس التماسًا للعذر لتصرفات أمك المسيئة، إنها دعوة لكي لا تصبري بعد الآن. العيش مع شخصٍ سام ومسيئ من أقسى التجارب الإنسانية، وتخلف ندوبًا تستغرق سنوات حتى تلتئم، إن التأمت، خصوصًا إذا كان هذا الشخص ممن يفترض بهم تقديم الاهتمام والرعاية والحب غير المشروط. أحيانًا يكون حظنا سيئًا ولا نحظى بهذا، أحيانًا لا ننال حماية أقرب المقربين، هنا يجب أن نتصدى ونحمي أنفسنا، حتى لو من أهالينا، وبأسرع وقت، لنقلل الضرر الواقع علينا قدر الإمكان، وحتى لا نفقد سنوات شبابنا الثمينة في محاولات التعافي منهم. اقتراحنا لتخفيف العواقب النفسية المترتبة على معاملة أمك السيئة، هي إيقافها فورًا..

أنتِ بحاجة لموقف حادٍ وحاسم مع أمك، ابدئي بوضع حدود واضحة لعلاقتك بها، أخبريها بوضوح وصرامة أنكِ لن تقبلي هذا النوع من التعنيف والعبارات المهينة بعد الآن، وقولي لها إنك لستِ بحاجة لفخرها بكِ وقبولها لكِ، لكن عليها احترام الشخص الذي يشاركها المنزل وعدم التعدي عليه لفظيًّا مهما كانت أسبابها، ويمكنها الاحتفاظ برأيها في أسلوب حياتك وشخصيتك لنفسها. أخبريها أن خضوعها لمنظومة الزواج التقليدية التي تشعرها بالأمان ليس بالضرورة الاختيار الأفضل لكِ، وأنك تعرفين ما تريدين لنفسك ولن تقبلي بآراء تفرض عليك بهذه الطريقة.

لن يكون الأمر سهلًا، ربما تتوترين وتشعرين بالذنب، وربما تجدين صعوبة في اتخاذ رد فعلٍ، لكن صدقيني.. حماية نفسك أولوية، وبمجرد رفع صوتك بكلمة “لا” سيتغير كل شيء. الصمت والتجاهل ليس ردًّا كافيًا للأشخاص المسيئين، لا ينقل لهم رسالة “أنت لست مهمًا” كما تتخيلين، بالعكس، إنه يدفعهم للتمادي، يشجعهم على التطاول أكثر والمبالغة في العنف والقسوة.. الصدام هو ما يقلقهم، لهذا اصطدمي بأمك فورًا، وضعي حدودًا للتعامل الآن.. حالًا.

إعلان

ستصرخ بالطبع وتشتبكان، هنا حاولي السيطرة عليها.. قولي “سأذهب حتى تكوني مستعدة للتحدث بهدوء”، واخرجي وغادري الغرفة أو البيت لدقائق.. كرري هذا حتى تستوعب أسلوب التعامل الجديد، وتتحدث بتعقل، وافرضي حدودك كما تريدين حينها. على جانبٍ آخر، ربما عليك التخطيط للانتقال في اسرع في وقت.. ضعي حدودًا لتكسبي وقتًا جانبيًّا يتيح لكِ قضاء هذه الفترة بالحد الأدنى من الانزعاج، ولكن يجب أن تغادري تلك المساحة الضاغطة في أقرب فرصة. غرفة صغيرة في بيتٍ آمن يحتضنك ويمدك بالأمان، خير من تلك الصحبة المؤذية. أهم شيء: لا تنظري لنفسك بعينيها، لا تجعلي قبولها لك مقياسًا لشعورك بالرضا والاقتناع بنفسك. تحدثي إلى طبيبٍ نفسي في جلسة أونلاين لو شعرت أن كلامها يؤثر فيكِ بعمق، واعتني بنفسك ودلليها ولو بقطعة كيك تحبينها في آخر اليوم.. إنها فترة ضاغطة حقًّا، فإن لم يرفق بكِ احد ارفقي بنفسك، وهذا يكفي جدًّا. كل الحب والدعم غير المشروطين لكل اختياراتك.

أيها القلب المكسور، هل من الخطأ أن اتخذ الخطوة في التعبير عن مشاعري لشاب واتخاذ الخطوة الاولى؟ هل أكون نفسي أو عَلي to play the game كما يقولون؟

***

عزيزتي الشجاعة

سؤالك صعب جدًّا، وشجاع جدًّا.. وهناك عدة مدارس أنثوية بتكتيكات حربية متميزة تحاول مساعدة أمثالك من الحائرات الشجاعات. تعالي نلقي نظرة على الخيارات المتاحة، وعواقبها، ومميزاتها.

الخيار الأول: إخباره بمشاعرك
هذه خطوة جريئة، جدًّا، تناسب النساء القويات الواضحات الناضجات ونافدات الصبر، ممن لا يطقن الألاعيب، ويكرهن إهدار الوقت في كلام فارغ. ميزة هذه الخطوة أنها ستساعدك على تجاوز مشاعرك سريعًا، فعندما تخبرين الطرف الآخر أنك معجبة به، فإما أن يكون معجبًا بكِ أيضًا وعندها تكسبين وقتًا إضافيًّا للاستمتاع بعلاقتكما، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل سخافات الانتظار. وإما أن يعتذر لكِ لأنه لا يبادلك الشعور، وعندها يمكنك تجاوزه والتعافي من مشاعرك نحوه، وتوفير طاقة تفكيرك فيه لنفسك وعملك أو شخص آخر معجب بك. إنها طريقة جيدة للتعامل بين طرفين ناضجين.

إعلان

لكن.. بعض الرجال ليسوا ناضجين. بعض الرجال يحبون المرأة المزعجة الغامضة التي تتلاعب بهم، تبدي لهم بعض العاطفة يومًا، ثم تتعامل بجفاء في اليوم التالي، وتختار صورتها على فيسبوك لتحدث شعورًا معينًا، وتدقق في كلماتها بعناية، وتلمح وتلقي رسائل غامضة ثم تسحبها، وتصنع صدفًا للقاء من تريد لقائه، ثم تتهرب من موعد متفق عليه كي لا تكون |متاحة" بل وتختفي تمامًا دون أثر لتكسر قلوبهم وكرامتهم. بعض الرجال يحبون من تعذبهم، وهذه هي طريقة التعامل الثانية.

أما الخيار الثاني: عدم البوح
ربما تنصحنا بعض صديقاتنا بألا "نندلق" وألا نكشف أوراقنا ومشاعرنا كي لا يضمن الرجل أننا واقعات تمامًا في حبائله، ومن ثمَّ يتعامل معنا كأمرٍ مسلَّمٍ به، يهملنا وينسانا ويضعنا على الرف لحين الحاجة، ويمضي وقته في مطاردة أخرى تعذبه. بعض الصديقات ينصحن بالتلاعب بالرجل حتى نكسب مشاعره ويصبح ملكنا. بعض كلامهن منطقي، لكنني أتساءل دائمًا: لماذا نسعى لكسب قلب رجل كهذا أصلًا؟ إذا كان يحترم من تهينه وتتلاعب به، ويهمل من تبدي له التقدير، فلماذا يستحق احترامنا، ناهيك بحبنا؟ هل هذه شخصية ناضجة تستحق أن أهدر وقتي ومشاعري معها؟ هل هذه شخصية أنتظر منها أن تساندني وتحترمني؟

إجابة سؤالك هي مزيج من الطريقتين.. كوني نفسك وصارحيه بمشاعرك، لكن لا تندفعي أكثر من اللازم، لا تبالغي في سكب مشاعرك وعواطفك إذا لم يبد اهتمامًا. أخبريه، فإما أن يكون يبادلك المشاعر، وإما أن يعتذر لكِ فتتجاوزينه. إذا فاجئه اعترافك ولم يكن قد فكر في الأمر من قبل، واعديه، اخرجا معًا (أو تواعدا عبر الإنترنت في مكالمات ومحادثات فيديو) وتعارفا لفترةٍ متفق عليها، فربما تتحرك مشاعره نحوك، أو تتوقف مشاعرك نحوه. لا داعي لخطوات كبيرة واسعة في البداية، لا تتعهدي بشيء، ولا تطلبي منه تعهدات تثقل مرحلة التعارف. دعي كل شيء خفيفًا وانشري إلى أين سيمضي. قد تربكه مشاعرك وتدفعه للاختفاء من حياتك، وقد يرفضك بشكلٍ سخيف، أو حتى يرفضك بأناقة ثم يتحدث عن هذا من خلف ظهرك.. كثير من السيدات يخشين هذا، عندها تذكري: لماذا نسعى لكسب قلب رجل كهذا أصلاً؟ لا شيء أسوأ من رجل جبان، أو إنسان لا يقدر المشاعر الطيبة. أتمنى لك حبيبًا شجاعًا يقدرك.

إلى أي درجة يمكن تكون الوحدة خطيرة على الصحة النفسية والجسدية؟

***

الوحدة من أسوأ المشاعر التي قد نختبرها كبشر، وقد ترافقنا حتى وسط مجموعة كبيرة من الأشخاص -قبل الكورونا طبعًا.. نأمل أن تكون سعيدًا بما فعلته في حياتنا يا فيروس الهنا- وحتى وسط عائلاتنا وفي أحضان من نحب. تختلف الوحدة عن الخلوة أو العزلة، حين نكون وحيدين مكانيًّا، لكن قلوبنا سليمة وبخير، ونستمتع بالهدوء والخلو لأفكارنا. تؤثر الوحدة بشكل هائل علينا نفسيًّا وجسديًّا، فهي تجعلنا أكثر شكًا في أنفسنا وتساؤلاً عن سبب وحدتنا، وتجعل تفاعلنا مع الآخرين أصعب، ما يسبب المزيد من الشعور بالوحدة والاغتراب. قد تقود الوحدة للإصابة بالاكتئاب، والاضطرابات النفسية التي تنعكس في شكل شراهة زائدة أو شهية منعدمة، وتطوير عادات نوم وطعام غير صحية، تفاقم الأزمة. الوحدة تسبب أيضًا آلام جسدية مختلفة ناجمة عن هذه المعاناة النفسية، الصداع وأوجاع العضلات، كما يتأثر نومنا ووزننا وصحتنا باضطراباتنا الداخلية، ونصبح عرضة لكثير من الأمراض أبسطها البرد والانفلونزا. قد تكون الوحيدة ثقيلة الوطء علينا في تلك الفترة، لكن بوسعك الفرار منها بتطوير روتين يومي يخفف شعورك بالضغط.. مثل لعب الرياضة أو مشاهدة مسلسل أو فيلم، يمكنك أيضًا تربية حيوان أليف يؤنسك ويشاركك أيامك، ويرتبط بك ويحتضنك في هدوء الليل.. يمكن للعب مع القطط أن يخفف التوتر والشعور بالضغط، ويلعب صوت القرقرة المميز لها دورًا في الشعور بالتوازن النفسي عند أصحابها، أما الكلاب فهي طاقة حب متحركة. التواصل مع الأصدقاء والأحبة قدر الإمكان يحسن الأمور كثيرًا، وإذا خرجت عن السيطرة فالطبيب النفسي هو أول طرق التعافي. أتمنى لك كل الونس والألفة.

كل الحب.
القلب المكسور