مسكون

مستكشفون عُمانيون ينزلون إلى "قعر جهنم"

هذه الحفرة في صحراء اليمن ألهمت العديد من الأساطير المحلية حول اللعنات القديمة والأرواح الشريرة
بئر بوهوت
الصورة: الفرق العماني لاستكشاف الكهوف. تويتر

بئر برهوت، قعر جهنم، ومحبس الجن.. هي حفرة دائرية سوداء في صحراء اليمن ألهمت العديد من الأساطير المحلية حول اللعنات القديمة والأرواح الشريرة. وبسبب الأساطير التي تروى عن البئر منذ قرون يتجنب اليمنيون زيارتها أو الاقتراب منها مخافة أن يمسهم الجن أو تحصل لهم أمور سيئة.

ولكن على الرغم من الأساطير التي تدور حول هذه الحفرة، تمكن فريق من ثمانية من مستكشفي الكهوف العُمانيين لأول مرة من النزول إلى هذه البئر، وأخرج المستكشفون منها عينات من التراب والأحجار والماء، من أجل إجراء تحاليل عليها. وقد صادفوا في قعرها ثعابين وضفادع وخنافس، وحيوانات نافقة- ولكنهم كما يبدو لم يعثروا على أرواح شريرة.

إعلان

ويبلغ عمق بئر برهوت 112متراً، ويبلغ عرضها عند السطح 30 متراً، يتوسع في أسفل الحفرة ليبلغ 116 متراً. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محمد الكندي، أستاذ الجيولوجيا في الجامعة الألمانية في سلطنة عُمان: "عثرنا على ثعابين، ولكنها لا تزعجك ما لم تزعجها" وشرح قائلاً: "تتكاثر الثعابين عندما لا يكون هناك مفترسون. هذا طبيعي."

وأضاف الكندي إن "الشغف هو الذي دفعنا إلى المضي في هذه المهمة، التي كنا نعرف أنها ستكشف واحدة أخرى من عجائب اليمن وتاريخه." وسيقوم الفريق بنشر تقرير مفصل عن العملية لاحقًا.

ويعتقد أن عُمر الحفرة يصل لـ "ملايين وملايين السنين" ويُزعم أنه لم يصل أي إنسان إلى القعر. وذكر مدير عام المساحة الجيولوجية والثروة المعدنية في اليمن صلاح بابحير: "وصلنا إلى عمق 50 أو 60 مترًا لاحظنا أشياء غريبة، وشممنا رائحة غريبة. وبقي أمر البئر غامضاً." ويشير الكندي أن الرائحة الكريهة مرتبطة بوجود عدد من الحيوانات النافقة.

المستكشفون هم جزء من فريق استكشاف الكهوف العُماني، وهي مجموعة أمضت سنوات في استكشاف عشرات الكهوف في عُمان. وتعاون الفريق مع الهيئة اليمنية للمسح الجيولوجي والثروة المعدنية في بعثتهم إلى بئر برهوت في محافظة المهرة القريبة من الحدود بين اليمن وسلطنة عُمان.

وتقول الخرافات المحلية بأن البئر يمتص كل الأشياء القريبة فيه. وقال الكندي لصحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية: "يقول البعض إنه المكان الذي كان يتم فيه تعذيب المرتدين وغير المؤمنين. ويعتقد آخرون أنه سيتم قطع رؤوسهم بمجرد اقترابهم من الحفرة."

وأعرب الكندي في حديثه للصحيفة عن أمله في أن تهدئ الرحلة الاستكشافية بعض هذه المخاوف، بما في ذلك أن الماء الذي في الحفرة ضار ومؤذي: "يقولون إن ماء زمزم في مكة هو أقدس وأنقى ماء على وجه الأرض، وأن ماء بئر جهنم هو الأسوء. ولكن كل ما رأيناه كان مياه عذبة نقية هناك. حتى أننا شربنا زجاجة كاملة ولم يحدث شيء لنا، ولم نصب بأي لعنة."

وكشفت اللقطات التي تم إصدارها حديثًا من الرحلة عن أنماط ملونة في داخل البئر تسمى لالئ الكهوف Cave pearls وهي رواسب كروية من الكالسيوم تشكلت عبر آلاف السنين عن طريق المياه المتساقطة في الحفرة. وتحتوي البئر على أربعة شلالات مياه عذبة تخرج من جدران البئر وتنزل إلى قاعها.

وشكك البعض في الاكتشاف، وادعوا أن البئر المقصودة ليست في المهرة، بل في حضرموت. وللتأكد من عدم وجود حفر من العالم السفلي في مواقع أخرى، يخطط الكندي لزيارة الحفرة التي يقال عنها في حضرموت: "ليس لدي شك في أن الحفرة في حضرموت ستكون طبيعية أيضًا. في الظرف المناسب، سنذهب ونكتشف."