حريات

في شهر الفخر، الهوموفوبيا تتصدر 

مصادرة ألعاب وملابس وطائرات ورقية وأي منتجات تحمل ألوان قوس قزح
silvana-carlos-5Qajp1_80BA-unsplash
منعت عدد من الدول العربية عرض فيلم الرسوم المتحركة Lightyear. 

في يونيو من كل عام  يتم الاحتفال بشهر الفخر أو Pride month هو الشهر الذي يفتخر فيه أعضاء مجتمع الميم/عين حول العالم بهويتهم الجندرية وميولهم الجنسية، وينظمون مظاهرات داعمة لقضاياهم، هو بمثابة إعلان هوية، وللتأكيد على المساواة وحقهم بالعيش بحرية وعدالة.

في العالم العربي تجرم معظم المجتمعات الأبوية والمتدينة المثلية الجنسية "وتعتبرها خطيئة وجريمة تحاسب عليها الشريعة قبل القانون، والمجتمع قبل الدولة." على الرغم من ذلك، تمكن البعض من إيجاد مساحاتهم الآمنة الخاصة. ولكن يبدو أن ذلك في طريقه للتغير في ظل موجة من الكراهية والهوموفوبيا شهدتها عدد من الدول العربية خلال الأيام الماضية فقط.

إعلان

خلال الأسبوع الماضي، قامت السعودية بمصادرة ألعاب وملابس تحمل ألوان قوس قزح من المتاجر لأن السلطات تقول إنها "تروج للمثلية الجنسية." كما منعت عدد من الدول العربية عرض فيلم الرسوم المتحركة Lightyear لاحتوائه على شخصيتين مثليتين. في الكويت، أطلقت وزارة التجارة والصناعة حملة لمصادرة منتجات وسلع تحمل صورة "علم قوس قزح." وحثت المواطنين على المشاركة في الحملة التي حملت عنوان شارك_في_الرقابة عبر "الإبلاغ عن العلم أو أي شعارات أو جمل تدعو أو توحي بمخالفة الآداب العامة.

في قطر، التي تستضيف كأس العالم 2022، قال اللواء عبد العزيز عبد الله الأنصاري، رئيس لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة إنه يمكن سحب أعلام قوس قزح من المشجعين لحمايتهم من التعرض للهجوم بسبب ترويجهم لحقوق المثليين. كما انضمت سوريا إلى القائمة بمصادرة طائرات ورقية ملونة بحجة أنها "تروج للمثلية الجنسية."

في الإمارات، تم سحب جميع المنشورات لمجلة ماجد الخاصة بشهر مايو بعد أن أشار معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي أن بعض الرسومات ترسخ للمثلية الجنسية. وقال نائب رئيس مجلس الأمناء لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية جمال السويدي إن مكتب تنظيم الإعلام في الدولة فتح تحقيقًا مع شركة أبو ظبي للإعلام، ووجه بسحب جميع منشورات المجلة، والتي تعتبر من أشهر المجلات العربية الموجهة للأطفال.

إعلان

في لبنان، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي منشورات تكشف تحركات وتجمعات لجمعيات مجتمع الميم حول مؤتمرات وندوات ستقام في بيروت. رداً على ذلك، بدأت بالبيانات التي تطلب من وزارة الداخلية التحرك لمنع إقامة أي تجمعات مخالفة للدين و"القيم الإجتماعية" كما أصدرت دار الفتوى بيان  تقول فيه أنها لن تسمح بتمرير الزواج المدني، ولا بتشريع المثلية الجنسية. بعد الضغط، أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها "منع تجمعات تهدف إلى الترويج "للشذوذ الجنسي."

طبعاً دار الفتوى لم تأتي على ذكر قضية انقطاع المياه في بيروت لمدة أسبوعين متتاليين، فهذه أمور هامشية، لا تمثل خطر داهم على المجتمع بحسب رأي دار الفتوى طبعاً، فيستطيع الإنسان العيش بلا مياه، ولكن هل يستطيع العيش مع مثلية؟ السؤال لدار الفتوى طبعاً.

قبل البيان الذي صدر ليل الجمعة الماضي، كانت التحركات قد بدأت على الأرض مع مجموعة "جنود الرب" وهي مجموعة مسيحية متشددة، لطالما جاهرت بكرهها للآخر، إن كان  من أديان مختلفة أو للمثليين، وقاموا بتمزيق لوحة  من الورود في الأشرفية بيروت تشير لقوس قزح كان قد وضعها تجمع  Beirut Pride.

بالتزامن مع ذلك، ألغت منظمة حلم الدعوة التي كانت قد وجهتها للتظاهر أمام وزارة الداخلية، وذلك رفضاً لقرار الوزير بسام المولوي بفض أي تجمع داعم للمثليين. تم إلغاء التظاهرة بسبب حملات التحريض والتهديد التي أطلقها رجال دين ومناصريهم بحق من يشارك في التظاهرة.

يبدو أن القوى السياسية والمرجعيات الدينية في البلاد العربية اجتمعت على أمر واحد، وهو "مكافحة" المثلية الجنسية في ظل كل المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأخرى.