FYI.

This story is over 5 years old.

صحة

سألنا متعافين من "السرطان": كيف حوّلتم محنتكم إلى انتصار؟

السرطان لا يعني الموت.. وحين يأتي أجل الإنسان سيموت وإن لم يكن هناك سبب
السرطان

رحلة الحرب مع "السرطان" طويلة ومنهكة ومُشَبّعة بالتفاصيل التي ربّما لن يدرك مذاقها سوى من مرّ بها. صحيح أن كثيرون يخسرونها لأسباب مختلفة، لكن آخرين يخرجون منها منتصرين. سألنا متعافين من المرض عن الطريقة التي استمدوا بها المقاومة والأمل وحوّلوا محنتهم إلى انتصار، ومالذي ينصحون به من يبدأون رحلة العلاج.

كريم: السرطان لا يغيّر الأشياء الجميلة
"أنا الآن ناجي من سرطان الدم ..اكتشفت مرضي في ديسمبر 2015 بعد أن كنت أخشى حتى من ذكر اسم المرض على لساني، ذات يوم شعرت بألم شديد في المعدة وبعد فحوصات وتشخصيات عديدة عرفت أننا مصاب بما كنت أهرب منه. أذكر اليوم الذي ذهبت فيه إلى معهد الأورام وطلبوا مني (عينة بذل) وكانت مؤلمة جدًا، كنت مصدومًا وكان تعبيري عن ألمي يزيد بكاء من حولي. توالت التفاصيل حتى شهدت ذات يوم وفاة رفيقي المصاب بالمرض نفسه في غرفة المستشفى، شعرت بالحزن الشديد لأنني توقعت مساندة كثيرين ولم يفعلوا، بعدها تعلّمت أن أكون قوياً وأن أفرّق بين الناس. أريد أن أقول لمرضي (شكراً) لأنني رأيت الناس أكثر، قلت لنفسي أن السرطان قدرته محدودة ولايستطيع أن يغير الأشياء الجميلة أو أن يمحي الذكريات السعيدة أو يمنع الحب. تعلمت من التجربة كيف يصبح لي أهداف وكيف أقدر حياتي، كانت عبارة عن روتين حتى أصبح المرض نقطة تغير فاصلة، أصدقاء جدد وعدد قليل من الأصدقاء القدامي، اكتسبت شجاعة وثقة بالنفس، واكتسبت من الألم أمل، لا بد أن تحوّل الصعب إلى نجاح. لا أبالغ حين أقول أن السرطان مثل أي مرض له بداية ونهاية، مارست حياتي بشكل طبيعي، أتعلمت من تجربة الإصابة بالسرطان أن أكون قويًا؛ لذا كن قوياً وستهزمه."

إعلان

ولاء: قلت لنفسي أنا موجودة ولا زلت أعيش
"أنا زوجة وأم لأربعة أبناء أكبرهم تبلغ 17 سنة، أصبت بسرطان الثدي في نهاية 2011 الماضي لأمر بعدها بجميع مراحل العلاج. كانت أصعب لحظة نفسية مرت علي أثناء علاجي هي التي وجدت نفسي فيها دون شعر، جراء العلاج الكيماوي. ارتديت (شعرًا مستعارًا) لمدة سنة، ولكنني تعلّمت بعدها كيف أكون قوية وأقف على قدمي من جديد برغم كل الصعوبات. أقول للمرضى اللذين اكتشفوا إصابتهم حديثًا:(لا تشعر بالرعب من كلمة سرطان ولا تخش المرض سواء كنت صغيراً وحرّاً أو مسؤولاً عن آخرين، الطموح والأحلام لا تزال في انتظارك .. في كل يوم كنت أقول لنفسي أنا أقوى وموجودة لا زلت أعيش لأؤكد لنفسي أن الحياة قادمة ). تعلّمت كثيراً من هذه التجربة الإنسانية، عرفت معنى (التعشم في الآخرين)، وبأن الإنسان في لحظات ضعفه يكون محتاجاً إلى الدعم والمحبة، وبعد شعوري بالخذلان من كثيرين كنت أتوقع منهم شعوراً مختلفاً لكنهم أداروا ظهورهم لي، تعلمت كيف أمنح القوّة لنفسي وأتحمّل الألم والمرض، تجاوزت الصدمة والشعور بعدم الدعم وتوطدت علاقتي بالله، السلام والمحبة من الله لا ينتهيان، عكس قانون البشر الذي يعرف مفردات مثل الملل والسأم والمصلحة الشخصية."

آية: الانتصار يتوقف على حالتك النفسية
"منذ 8 سنوات، كنت أدرس بالصف الأول الإعدادي، شعرت بآلام شديدة في قدمي وذهبت لأطباء كثيرين أخبروني بضرورة "بتر ساقي". أخفى أهلي عني إصابتي بالسرطان، وخضت الرحلة مع الكيماوي دون أن أعرف تحديدًا تشخيص إصابتي. بعد عامين من العلاج والضعف وسقوط الشعر ثم التعافي، كنت قد كبرت بما يكفي لأسأل طبيبي: هل كان عندي سرطان؟"، قال لي: (نعم.. ولو كنتي تعلمين الحقيقة منذ البداية ربّما لم تستطيعي الانتصار عليه). أنا الآن في الواحدة والعشرين وأدرس بالسنة الثالثة في كلّية التجارة. قرّرت أن أعمل في مجال الدعم النفسي لمرضى السرطان وتطوعت في إحدى الجمعيات التي تهدف لذلك. أنصح محاربي السرطان بعدم السقوط في فخه والتقوقع في إطاره، بل التعامل معه باعتباره مجرّد مرض سينتهي، وممارسة الرياضة باستمرار لبث النشاط في الجسم . مارسوا حياتكم بشكل طبيعي، التقوا بأصدقائكم واجلسوا مع أهلكم ولا تتحدثوا عن المرض فقط لأنّه ليس محور حياتكم."

أُلفت: كلمات المواساة كانت تؤذيني
"عمري 48 سنة، وأعمل إخصائية كيميائية بإحدى المستشفيات. منذ ثلاثة أعوام أصبت بسرطان الثدي فقرّرت أن أواجهه بقوة. قلت لنفسي أنّ الأمراض المزمنة لا شفاء منها، أما هذا سأشفى منه تمامًا وأمارس حياتي بشكل طبيعي. عانيت من عدم وجود قانون يراعي مرضى السرطان في مؤسسات العمل، حيث يؤثر العلاج عليهم بدنيًا ونفسيًا، ولا يستطيعون البقاء بنفس القدرة الإنتاجية، ولا زلت أواجه تواجه نظرة المجتمع للمرض الذي يعتبره (وصمة اجتماعية). كنت اسكه لتهامس زملائي بالعمل حين أسير بنشاط أو أضحك: (كيف كانت هذه مريضة سرطان؟!). قررت أن ادعم مرضى السرطان لأساعدهم على مواجهة المرض وعدم الوقوع فريسة اليأس، أذهب عادة إلى القسم الذي يضمهم في المستشفى التي أعمل بها وأجلس معهم وأحكي عن تجربتي. حين كنت أخبرهم بأنني مريضة سرطان سابقة لا يصدقونني ويسألون العاملين عنّي ليتأكدوا، أخبرهم دائماً بأنني مررت بكل ما يمرون به الآن وبأنني انتصرت على جلسات الكيماوي المؤلمة وأقول لهم: السرطان لا يعني الموت، حين يأتي الإنسان أجله سيموت بلا سبب."

عبد الرحمن: أسست مبادرة تجمع 68 ألف شخص
"عمري 25 عامًا، بعد إصابتي بالسرطان وخلال رحلتي مع اللعلاج، قررت تأسيس مبادرة لجمع محاربي السرطان. كان ذلك عام 2017، والآن أصبح عدد أعضاء المجموعة 68 ألف شخصًا، في البداية كان هدفنا تقديم الدعم النفسي ثم أصبحت المجموعة تقدم دعم طبي كذلك، وانضم للمجموعة أطباء معالجون. السرطان جعلني مقتنعاً بأن الدعم النفسي مهم جدًا لأنه يجعل الاستجابة للعلاج أكبر، لذا نقدم الدعم النفسي للمحاربين ونأهلهم كذلك لتقديم الدعم النفسي لغيرهم، ليس لنا مقر ثابت وإنما ضم كل هذا العدد مجموعة على فيسبوك، ونلتقي كل فترة."