السيناريو الشائع لإفطار أبطال المصارعة والألعاب البدنية القوية هو تناول المزيد من البيض، فالعجة ذات الثلاثة بيضات، هي الوجبة الأسطورية لكثير من عمالقة اللياقة البدنية حول العالم، ولكن ماذا عن كل الكوليسترول الذي يحصل عليه الإنسان نتيجة لتلك الكمية من البيض؟
الواقع يقول إن البيض منخفض السعرات الحرارية، مع كثير من البروتين، كما أنه خالي من السكريات والكربوهيدرات، ولكن المشكلة في صفار البيض الذي يحتوي في المتوسط على 200 ملليجرام من الكوليسترول، وهو ما يرفع من مستويات البروتين الدهني في الجسم من النوع منخفض الكثافة (LDL)، وهو ما يتسبب في ارتفاع النوع السيء من الكوليسترول والتي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ورغم ذلك، فإن معظم الدراسات لا تتهم البيض بأنه السبب في ظهور أمراض القلب، في حين أن البعض الآخر يظهر علاقة ضعيفة، ولكن يبدو أن الكوليسترول السيء ليس دائمًا سيئا.
ففي دراسة أجريت عام 2016، تناولت تلك القضية بشكل مفصل، حيث قام باحثون فنلنديون بتعقب 230 رجلا لمدة 21 عاما، ووجدت الدراسة أن كمية البيض أو كمية الكوليسترول الكلي - الذي يبلغ متوسطه 400 ملغ يوميًا - له تأثير على أمراض القلب.
بالنسبة للأشخاص الأصحاء، فقد يسبب الكوليسترول مشكلة صحية، حيث يقول روبرت إيكيل، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كولورادو والرئيس السابق لجمعية القلب الأمريكية: "إن ثلثي كمية الكوليسترول الغذائي يرتبط بالدهون المُشبعة، التي ترفع الكوليسترول في الدم".
ويشكل البيض، حوالي 25 في المئة من الكوليسترول في النظام الغذائي الأمريكي، المنخفضة في الدهون المشبعة، ولكنها في الواقع لا تشكل خطرًا بهذه الطريقة، ولكن هناك سيناريو يجعل الكوليسترول الموجود في ثلاث بيضات أكثر من اللازم لجسمك في يوم واحد.
فأسوأ ما يمكن أن يحدث، هو الموت بسبب نوبة قلبية أو المعاناة من السكتة الدماغية، ولكن ذلك يعتمد على الوضع الصحي الخاص بك، بعبارة أخرى، يمكن أن تكون العجة ذات الثلاث بيضات أسوأ بالنسبة لك، إذا كنت من الشخصيات التي تستجيب بإفراط للكوليسترول، وفق ما يقول جيركي فيرتانن، أستاذ مساعد في علم الأوبئة الغذائية في جامعة شرق فنلندا.
ومن بين هؤلاء الأشخاص، من يعاني من مرض السكري والناس الذين يحملون جين "أبوليبوبروتين إي Apolipoprotein E من النوع الرابع (APOE4)"، فإذا كنت قلقًا من البيض يجب عليك إجراء اختبار الجينات.
أما إذا كان لديك تاريخ عائلي من المرض، أو ضغط الدم الطبيعي، ولكن تعيش حياة صحية، فلا يمكن أن تتضرر من تناول ثلاث بيضات يوميًا، أما إذا كنت المريض المثالي، فقد ترى ارتفاعاً طفيفاً في الكوليسترول السيء على مدى عدة سنوات.
وعلى كل حال إذا كنت تخشي من أن يكون البيض خطر على صحتك الغذائية يمكنك تناول ما لا يزيد عن 300 ملليجرام من الكولسترول يوميا، مع خلط بياض البيض الملئ بالبروتين، بصفار بيضة واحدة، مع الانتظار حتى تأتي نتائج الأبحاث بالجديد حول تأثير البيض على المدى الطويل!