علاء بن بحر، 24 عاماً، إسم من المؤكد صادفه مرتادي السوشيل ميديا والمهتمين بالكوميديا في السعودية، اتخذ من انستغرام ويوتيوب منصة لأعماله الكوميدية والتي تجمع ما بين العربية والإنجليزية بالإضافة الى إتقانه لهجات متعددة أهمها السودانية، مما يضفي نكهة خاصة فريدة على أعماله. حصدت اسكتشات علاء آلاف المشاهدات على مواقع التواصل، وحقق نجاحاً كبيراً بين الأوساط الشبابية في السعودية ومنطقة الخليج العربي ككل.كما يقال مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، هكذا كانت بداية علاء في عالم الاسكتشات الكوميدية كما يقول لـ VICE عربية: "كانت الأفلام لا يتجزأ من حياتي منذ الطفولة. أحببت الأفلام بجميع تصنيفاتها، لكن أكثر ما كان يجذبني هو الأفلام الكوميدية فقد وجدت نفسي فيها، واستطيع القول أن هذه هي البداية. أما في المدرسة، كان الكثيرين يعلقون على الكاريزما الكوميدية المميزة لدي، فقد كنت معروفاً بشخصيتي ونكاتي التي كانت تضحك الكثيرين."
إعلان
منذ بداية التسعينات، حققت الكوميديا في السعودية حضوراً ملفتاً وقوياً بداية بمسلسل "طاش ما طاش" الذي استمر عقدين من الزمن وكان له ومازال شعبية كبيرة ثم توالت بعد ذلك العديد من الإنتاجات التلفزيونية الكوميدية والتي حصدت ايضاً شعبية كبيرة - وإن لم تكن موازية لـ "طاش ماطاش." لاحقاً، بدأ فن الـ (ستاند أب كوميدي) يتبلور بشكل مستقل بالسعودية، مع انتشار برامج كوميدية كختلفة على يوتيوب مثل برنامج "لا يكثر" الذي يُعد فهد البتيري وإبراهيم الخيرالله من أوائل الذين مارسوا هذا الفن في ذلك الوقت، وبرامج أخرى مثل "التاسعة إلا الربع" و"على الطاير" و"نون النسوة" الذي تقدمه هتون قاضي وغيرهم. كل هذا التوجه نحو يوتيوب التي توفر حرية أكبر للكوميدين، منح السعوديين المركز الأول عالمياً في مشاهدة "يوتيوب" في العالم.
أنا احترم رأي المشاهد كائناً من كان، فبمجرد مروره على صفحتي على انستغرام أو يوتيوب وترك تعليق ايجابي أو سلبي، فهذا يعني أن عملي استفزه
وكانت ذروة انتشار فن الاستاند اب كوميدي عام 2012 عندما أقامت أمانة منطقة الرياض ولأول مرة عروض ستاند آب كوميدي بمشاركة نخبة من النجوم الشباب، الذين اشتهروا بتقديم البرامج بالتليفزيون ويوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم تم إطلاق مهرجان الكوميديا الدولي، والتي كانت أبرز منصة سعودية لإنتاج الكوميديا. ومع تطور واتساع المجال الكوميدي في السعودية كان لعلاء نصيب من هذه المشاركات حيث بدأ علاء مسيرته الفنية كمخرج وممثل وكاتب لأعماله الكوميدية، في سن صغير لا يتجاوز 18 عاماً، وشارك في العديد من المسابقات ولكن بالرغم من ذلك لم يحالفه الحظ بالفوز إلا أن ذلك لم يؤثر على شغفه وحبه لصناعة الأفلام الكوميدية القصيرة ولم يمنعه من متابعة حلمه بالوصول الى المهرجانات العالمية يوما ما، كما يخبرني.
إعلان
"الحمدلله تلقيت الكثير من اتلقى الدعم المعنوي في بداياتي، خاصة من قبل أمي وأصدقائي. بدأت بنشر أعمالي الجديدة عبر واتساب ومواقع التواصل الاجتماعي، ومع الوقت أصبحت معروفاً شعبياً،" يقول علاء: "بدأت في أواخر 2013 بإنتاج الفيديوهات الخاصة بي بالجوال، واستمريت بذلك لمدة سنة تقريباً. ثم تطور الأمر ورأيت أن هناك المزيد لاتعلمه لتطوير السكتشات الكوميدية وكان أولها اقتناء كاميرا احترافية."البدء من الصفر ليس بالأمر البسيط خاصة مع وجود الكثير من المعوقات أهمها المادة، ولكن علاء تغلب عليها بطرق عدة مبتكرة قائلا: "كما يقول المثل الحاجة أم الاختراع، فعندما كنت أحتاج مثلاً الى ستاند كاميرا ولا أملك مالاً كافياً لشرائه، كنت أقوم باختراع ستاند كاميرا من الخردوات الموجودة في البيت، ( يقول علاء ضاحكاً). "عندما بدأت في التوسع في إنتاج الفيديوهات الكوميدية، تمكنت من جمع فريق عمل رائع، وانجزنا العديد من الأعمال الناجحة التي نالت إعجاب الآف المشاهدين من شتى الأعمار والجنسيات."
وعن موضوعات فيديوهاته، يقول علاء: "استمد الأفكار عادة من الواقع المحيط بي، فان أردت أن تصل إلى قلب المشاهد لابد أن تتحدث عنه وتجعله يشعر بأنك تعيش واقعه وتفاصيل حياته الجيد منها والسلبي، وأقدم هذه القضايا في قالب كوميدي. أحاول أحياناً، تقديم أعمال لها رسالة معينة للمجتمع كما في اسكتش (ابغض الحلال) عندما تحدثت عن ظاهرة الطلاق التي باتت متزايدة في الآونة الأخيرة في السعودية. أنا شخصياً أحب التنويع في جميع المقاطع التي أنتجها، ولا أستغني أيضاً عن اقتراحات المتابعين لبعض الموضوعات. وطبعاً، هناك بعض القصص الغير واقعية التي أقوم بتأليفها كمحتوى ساخر."
إعلان
ماذا عن الرقابة؟ سألت علاء عن المشكلات التي قد تعرض لها بسبب المحتوى الكوميدي الذي يقدمه: "لم أواجه أي مشكلة حتى الآن، الحمد لله. أنا حريص في اعمالي على عدم التطرق لأي موضوع من شأنه إثارة الرأي العام. أنا احترام جميع آراء المشاهدين والمتابعين.ولكن أعلم أيضاً أن ارضاء الناس غاية لا تدرك."رفض علاء الحديث عن التعليقات السلبية التي وصلته على برنامجه أو شخصه، وقال: "عادةً لا أتلقى تعليقات سلبية كثيرة، هناك تعليقات عنصرية وهناك تعليقات تحبط العزيمة، إن كان هناك تعليقاً قاسياً اتجاهله تماماً، أنا على قناعة تامة بأنه أذا لم يكن لك نقاد أو محاربين فأنت غير ناجح. وفي نهاية الأمر، أنا احترم رأي المشاهد كائناً من كان، فبمجرد مروره على صفحتي على انستغرام أو يوتيوب وترك تعليق ايجابي أو سلبي، فهذا يعني أن عملي استفزه."
حسناً، أتفهم ذلك، لنغير الموضوع؟ سألت علاء عن بعض المواقف الغريبة التي حدثت معه أثناء التصوير، وكان لديه هذه القصة: "في أحد الاسكتشات كنا نصور مشهد اكشن وكان معنا مسدس لعبة. شاهدنا شخص ما أثناء تصويرنا المشهد، وكانت علامات الرهبة والخوف مرسومه على وجهه وظن أن السلاح حقيقي، ولم ينتظر حتى أن يتأكد، قام بإبلاغ الشرطة مباشرة، وجاء ما يقارب 8 دوريات شرطة وقاموا بالتحقيق معنا حتى تأكدوا من أن المسدس لعبة ثم تركونا وذهبوا."في ظل غياب أكاديميات ومعاهد التمثيل والمسرح في السعودية تظل الموهبة هي الفاصل، ولكن التحدي الأكبر بالنسبة لعلاء، هي عملية البحث عن ممثلة: "مواقع التواصل الاجتماعي التي تسهل في كثير من الأحيان الاختيار، فيمكنك مشاهدة الكثير من الفيديوهات التمثيلية، ولكن إيجاد ممثلة سعودية مهمة ليست سهلة بحكم ثقافة المجتمع والحصول على موافقة الأهل. حتى وإن كانت الفتاة أو المرأة لديها الرغبة في التمثيل، فالقرار ليس قرارها تماماً، ولكن أعتقد في ظل الظروف والتغيرات الحالية في المملكة من الممكن أن يتغير الوضع مستقبلًا."أما عن حلمه، فيقول علاء الذي يدرس الإخراج السينمائي حالياً: "في ظل تدشين السينما السعودية، طموحي هو إنتاج فيلم طويل يتم عرضه في جميع صالات السينما السعودية." بالتوفيق.جميع الصور مقدمة من علاء بن بحر.