حب

رسوم: VICE عربية

FYI.

This story is over 5 years old.

علاقات

قاموس حب الألفية: مصطلحات العلاقات التي ظهرت مؤخراً في العالم العربي

بخاف من الكوميتمنت، وعندي نقص حاد في الإهتمام
غوى أبي حيدر
Beirut, LB

أكره جميع أشكال المواعدة الحديثة، أي تلك التي ظهرت مع جيل الألفية. هناك الكثير من المصطلحات التي تحدّ السير الطبيعي لأي علاقة عاطفية اليوم، حتى أنّني بدأت أتمنى لو بقينا على أشكال المواعدة التقليدية: اعجاب، ودعوة على فنجان قهوة، وود، ثم حب. لكن لا… على كل شاب أن يخبرني بعد فنجان القهوة أنّه يفضل علاقة الـ Friends with benefits لأنّه Emotionally Unavailable وأنا هنا، أهرب من جديد، لأذهب لموعد قهوة ثاني لأكتشف أنّ هذا الشاب الجديد هو Softboy (الشخص الذي يدعي أنه حساس ولطيف ولكنه في الواقع ليس كذلك)، وعليّ أن أفكر باستراتيجية التعامل معه، فاضطر الى اعتماد ما يسمى بأسلوب الـ Ghosting.

إعلان

المثير بكل هذا، أننا اعتنقنا أساليب المواعدة الجديدة من دون أن نكوّن مصطلحات مفيدة لها، أي أننا نستخدم المعجم الأجنبي أو الانكليزي من أجل التعبير عن هذا. طبعاً، يعود السبب أنّ أحداً قرر إهمال المعجم العربي في الـ2000 ومنذ حينها توقفنا عن تحديثه ليبقى قديم لا يمثل تطلعات جيل الألفية أو لغتهم، فحتى باللغة، انظلم جيل الالفية العربي. قررنا أن نجول اليوم العالم العربي، لنبحث عن مصطلحات المواعدة الحديثة.

خاقة عليه (السعودية + دول خليجية أخرى)
"الكراش" هو ذلك الشخص الذي يعجبنا ويصبح جزء كبير من مخيلتنا، وكلمة كراش بحد ذاتها تمّ تعريبها من Crush ببعض اللهجات، ففي مصر مثلاً تستخدم العبارة كـ"بكرّش عليه أو عليها." في السعودية، لم تعرّب الكلمة، بل تمّ إختراع كلمة خاصة للتعبير عن الشعور بالانجذاب نحو شخص معين وهي "أخق أو خاقة." ويقف الكثير ضد هذه العبارة إذ أنّ مصدرها هو فعل "خقق" أي "إصدار الصوت أثناء الجماع" لكن رغم ذلك، تبقى الكلمة مستخدمة بشكل كبير للدلالة على الإعجاب. "خاقة عليه" تعني أنّني لدي "كراش" قوية على شخص ما، أي أنني معجبة به، ورغم أنّ الكثير من كبار السن يخجلون من استخدام العبارة، ولكن نحن الشباب نستخدمها بشكل طبيعي من دون أي مشكلة،" تقول غنى، 19 عاماً.

بخاف من الكوميتمنت (الأردن)
انتشر مفهوم "الخوف من الكوميتمنت" (commitment أي التزام/ارتباط) عندما تمّ اطلاق أغنية الفرقة الأردنية "جدل" وتشرح الأغنية حال الشاب الذي يخاف من الارتباط الجدي. ولاقت الأغنية شهرة كبيرة حتى بدأ العنوان يستخدم للتعبير عن حالة الخوف من الارتباط. يقول لي عصام، 26 عاماً، عن سبب استخدامه هذا المصطلح: "أتذكر أنّه في فترة الصيف، كنت أحادث فتاة وأخبرتها بيومٍ عن عدم رغبتي بالارتباط عندما شعرت برغبتها في أخذ العلاقة لمستوى آخر، فغنّت لي يومها أغنية "أنا بخاف من الكوميتمنت" لفرقة "جدل" وكان أغرب ما جرى. فرقة جدل وضعت العنوان لحالة الشخص الذي لا يريد أن يدخل بعلاقة جدية لأنّه يخاف التعلق والوقوع بالحب. وهذا مصطلح مفيد إذ أنّ الارتباط اليوم هو بمثابة ضغط نفسي تماماً كما تشرح الأغنية."

إعلان

أنا وهي مصلحة (مصر)
يستخدم مفهوم "المصلحة" للتعبير عن العلاقة العابرة بين شخصين أي العلاقة التي يربطها الجنس من دون أي رابط رومانسي. وكالانجليزية تماماً كلمة المصلحة في هذا السياق تشير إلى "Benefits" في مصطلح "Friends with Benefits" كما يشرح مصطفى، 29 عاماً من مصر: "أنا وهي مصلحة تعني أنّ الرابط الوحيد بيننا هو الجنس أي أنّه المصلحة، ونستخدم العبارة للعلاقات المعروفة بالـ Hooking Up. لا بدّ من الإشارة أنّ هذا النوع من العلاقات منتشر بين شريحة معينة من المصريين ولا يتقبلها الكثيرين لأنّ هذا النوع من العلاقات يرفضه المجتمع المحافظ والدين، لكن الكثير من الشباب المنفتح (من الذكور والإناث) يرى أنّ العلاقة الجنسية هي حاجة طبيعية لا بدّ من إشباعها. لكن، بالنسبة للأهل والشباب المحافظ، ما زال الأمر مرفوض خارج إطار الزواج."

اسحب عليه/عليها (دول الخليج)
هذا المصطلح يشير إلى الهروب التكتيكي من شخص تواعده أو كان هناك رابط شبه رومانسي بينكما، يمكن ربطها بمفهوم الـ Ghosting وهو الاختفاء المفاجئ عن الشخص من خلال عدم الرد عليه أو جعل المحادثات رسمية. "كنت أكلم فتاة التقيت بها على الإنترنت حتى توقفت عن الرد، أي أنّها سحبت عليّا، هذا المصطلح أصبح منتشراً اليوم،" يقول محمود، 19 عاماً من السعودية، فيما تشير ندى، 20 عاماً الى أن هذا المصطلح معبر جداً بالنسبة لها: "سحبت على عدد من الشباب، الاختفاء بدون شرح هو أفضل خيار بالنسبة للعلاقات التي لا مستقبل لها، بدون أي داعي لتبريرات."

بدو "واحد" ويفل (لبنان)
إن كنت لبناني، فلا شك أنك ابتسمت عند قراءة هذه الجملة. هذه العبارة تستخدم باللبناني للإشارة إلى الشاب "النذل" الذي يرغب باستغلال الفتاة للجنس ليتركها من بعدها، ويطلق البعض مصطلح آخر على المعنى ذاته وهو "ضروب واهروب" وتستخدم العبارة بشكل كبير للإشارة إلى الشاب المعروف بـ Fuck Boy أي كل ما يريده من أي علاقة هو الجنس. "تقول لي عمّتي عندما أتعرف إلى شاب يبدو "نذل" أو غير جدّي، وهو الحال معي دائماً، "اسمعي يا حبيبتي، بدو يعمل واحد ويفل" أي أنّه يفكر فقط بالجنس ولا يريد أي علاقة أخرى أو أي أمر جدّي، وتضع عمتّي هذا النوع من الشباب تحت خانة المضطربين نفسياً واجتماعياً،" كما تشرح لي اليسار، 23 عاماً.

إعلان

نقص حاد في الاهتمام (مصر)
بعد انتشار أغنية "شيروفوبيا" للفرقة المصرية "مسار اجباري" اعتنق العديد هذا المصطلح الذي يعني طبياً "الخوف من الشعور بالسعادة أو رهاب السعادة" كوصف لحالة الشاب الذي كما تشرح الأغنية يتجنب الأحداث السعيدة و"مؤمن بالعياط." وقد ربط الكثير هذه العبارة بهم من دون الرجوع إلى طبيب نفسي للتشخيص حتى أصبحت تستخدم كحجة لتجنب العلاقات. "أخبرني شاب كنت أواعده منذ فترة أنّه يعاني من مشكلة اسمها "تشيروفوبيا" أو "نقص حاد في الاهتمام." لم أفهم يومها ما المشكلة، حتى أرسل لي أغنية مسار إجباري التي تشرح الحالة. قرأت عن المشكلة، ولاحظت أنّ التشخيص من خلال كلمات أغنية أمر غير ممكن إذ أنّ الحالة جدية ومرضية لا بدّ من استشارة طبيب نفسي لمعالجتها،" تقول رنا، 23 عاماً، "ولكن على الجانب الآخر، قد تكون وسيلة لانهاء علاقة بدون الكثير من الدراما -مش عايزك تعاني."

بشيل (بلاد الشام)
تستخدم عبارة "بشيل" (مع سكن الباء أو فتحها ببعض اللهجات، ومدّ الياء… Bsheel أو Basheel) عند الإشارة إلى شخص ترغب بأن تكون معه، ويمكن أن تستخدم العبارة للإشارة لأمور أخرى مثل "بشيل سافر" أو "بشيل شاورما." وهذه هي من أكثر العبارات المستخدمة بين الشباب اللبناني والسوري من الذكور والإناث. ويمكن أيضاً استخدامها بصيغة الغائب "شلته أو شلتها" للإشارة إلى شخص ربطته مع المتكلم علاقة عابرة أو قصيرة.
"بشيل حدا" تعني أنّك ترغب أن تكون مع هذا الشخص، بالنسبة لي، أحب استخدام كلمة "بشيل" لكن أفضّل ألّا يأتي شاب ويقول لي "كثير بشيلك"… ولا أعلم لماذا يصر بعض الرجال على اعتبار "بشيلك" كعبارة مثيرة للتعبير عن الاعجاب، مع أنّها تزعجني لأنّ العبارة ليست أبداً ضمن الغزل، بل نكتفي باستخدامها بين الأصدقاء للتعبير عن اعجابنا بأحد أو عن رغبتنا بفعل أمر ما… لكن أشعر أنّ استخدامها بين المتحابين يقلل من قيمة الغزل،" تقول علا، 25 عاماً.

إعلان

مخاويها (دول الخليج)
يمكن استخدام العديد من العبارات للإشارة إلى فعل المواعدة، ودائماً يحرص الشاب على استخدام التعبير الذي يمكن اعتباره مقبولاً ولا يسبب أي إهانة للفتاة التي يحبها، فالمواعدة بالمجتمعات المحافظة تقع بين الصح والخطأ، وأي عبارة للدلالة إليها لا بدّ أن تكون "صحيحة." في الدول الخليجية، يشار إلى فعل المواعدة بكلمة "مخاويها" وبالنسبة للشباب إنّها العبارة الصحيحة المعتمدة والتي لا تشكل أي مشكلة للبعض مع أنها مشتقة من كلمة الأخوة. "إن كان هناك فتاة أحبّها وأكلمها باستمرار، نحن لا نقول أنني مواعدها أو مصاحبها، ولكن نقول مخاويها،" يقول لي أحمد، 20 عاماً.

"عَم شِك عليه" (لبنان)
هذا المصطلح يستخدم في لبنان عندما يريد أحد أن يعبر عن نيته بالتعرف إلى شخص آخر وكلمة "شِكّ" مع كسر الشين تعني الغوص أو القفز إلى الماء، مع استبدال الماء بالشخص المعني. وهذه العبارة هي أكثر العبارات استعمالاً في الشارع اللبناني، حتى يمكن تحويلها إلى "عم نشِك عبعض" أي بالجمع إن أردنا أن نشير إلى نية الارتباط بين الشخصين. "أنت عم تشك على حدا" عندما تكون معجب به وتريد مواعدته. نستخدم هذا المصطلح في لبنان عندما يريد أحد أن يعبر عن نيته بالتعرف إلى شخص آخر، أي أنّك تريد الغوص بهذا الشخص، أو القفز بتفاصيله مثل "الشك بالماء،" تقول آية، 24 عاماً.

بحبك زي أخوي/الفرندزون (معظم الدول العربية)
ابتكر أحدهم عبارة "الفرندزون" من أجل تبرير رفض الفتيات للرجال. أمّا بالعالم العربي، يمكن أن يتم تلخيص هذه "المنطقة" بعبارة "بحبك زي أخوي" وهي عبارة تستخدم في كافة الدول مع اختلاف بعض الكلمات بحسب اللهجة. وبجولة سريعة على السوشيال ميديا، يمكن أن نستخلص أنّ مصطلح الفرندزون هو أكثر ما يهابه الشباب عند التعرف إلى فتاة، حتى باتت هذه "المنطقة" بمثابة عقدة لا يريد أن يعلق بها أحد. "أسوأ جملة قد تقال للرجل هي "بحبك زي أخوي" تأتي الجملة كالصفعة تماماً. أنت معجب بفتاة ن وهي تراك كصديق وأخ، فتقول لك "بحبك مثل أخي" أي أنّها سجنتك بالفرندزون والآن عليك أن تفكر ما الذي يجعلك "أخ" وليس "حبيب،" يقول مصطفى، 29 عاماً.

سواء كنت قد "شلت" الشخص أو "خاويته" لا بدّ من أن نعترف أنّ أشكال المواعدة الخاصة بجيل الألفية لا تشبه سابقها. وفي العالم العربي، تبقى الدائرة متسعة، ولكل مجتمع مصطلحاته الخاصة. كل ما نعلمه أنّ سير العلاقات العاطفية يأخذ منحى مختلف وجديد سواء بسبب تدخل التكنولوجيا أو النظام الاقتصادي الحالي الذي يختلف كثيراً عن جيل أبائنا. حتى تصبح العلاقات العاطفية أكثر استقراراً وأقل تعقيداً، نتمنى لك حباً لا تحده "المصالح" وأن يكون الشاب أو الفتاة الذي ترغب/ ترغبين بـ"الشك عليه" لا يخاف/تخاف من "الكوميتمنت."