صحة

كيف تغيرت حياتي بعد انقطاع دورتي الشهرية في عُمْر الـ 31

أجد صعوبة بالشعور بالإثارة الجنسية
سن اليأس

Unsplash

استيقظت في الظلام لأجد نفسي غارقة في العرق. لم يكن الأمر غير مألوف بالنسبة لي؛ لأنني أتذكر حدوثه في الماضي عندما عدت إلى المنزل من المستشفى بعد ولادة طفلي. ملابسي كانت مُبتلة، كانت غارقة في العرق بالكامل.

في وقت سابق من ذلك اليوم، كنت أحمل الغسيل وأصعد به على أدراج السلالم واضطررت لرفع شعري حتى أدع الجزء الخلفي من رقبتي يجف، قلت لنفسي هذا فصل الصيف، أعتقد أن هذا فقط بسبب الحر. قمت بمسح الرطوبة من شفتي، وتفاجئت برؤية قياس درجة الحرارة من الترموستات، أنها كانت 20 درجة مئوية في المنزل، لكن الهواء كان خانقاً. ربما كان هذا ما تصفه أمي "بسن اليأس" أو ما يطلق عليه سن الإياس، وهو ما يرتبط بالعادة بانقطاع الدورة الشهرية.

إعلان

ولكن أنا كنت بالكاد أبلغ 31 سنة.

لقد تجاهلت الأعراض لعدة أشهر، لكوني لا زلت في فترة ما بعد الولادة – في الواقع مر عامين على ولادة طفلتي. ولكنني بدأت الأحظ أن قلقي كان يزداد سوءًا وأن ممارسة الجنس كانت مختلفة مع زوجي. كان لدي رغبة جنسية أقل وأشعر باحتكاك يؤدي إلى الألم. بدأت أتساءل عما إذا كان هناك شيء أخر يحدث معي، واعترفت بذلك لصديقتي. أخبرتها عن عندما وجدت نفسي متعرقة جداً من سروالي القصير وحتى أعلى قميصي. اقترحت عليّ صديقتي رؤية إخصائية أمراض نساء وتوليد لأنها قد تكون مشكلة هرمونية. أعترف أن اقتراحها بدا وكأنه بديل أفضل من التشخيص الذي كنت أقوله لنفسي؛ حيث كنت أبرر ما يحدث لي بأن السبب وراءه هو ارتفاع درجة الحرارة من وزني الزائد الذي اكتسبته نتيجة الحمل، والذي لم افقده بعد عامين من الإنجاب، وتساءلت عما إذا كان هذا الأمر برمته هو مجرد رد فعل مبالغ فيه - حقًا، ماذا لو أخبرني الطبيب أنني بحاجة إلى إنقاص وزني؟ ذهبت لرؤية طبيبي في الأسبوع التالي.

سألني الطبيب سيل من الأسئلة حول الدوار، والدوخة، والرغبة الجنسية المنخفضة، والقلق، ومشاكل النوم، والصداع. أكدت للطبيب أنني كنت أعاني من معظم تلك الأعراض. قام بإجراء بعض اختبارات الدم للتأكد، وحدد تشخيص حالتي بعد ذلك بأنها مرحلة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية perimenopause، وهي مرحلة الانتقال بين سنوات المقدرة على الإنجاب ومرحلة انقطاع الدورة، والذي يحدث عادة في الأربعينات من العمر.

يمكن أن يؤدي انخفاض الإستروجين إلى انخفاض الرغبة الجنسية، وجفاف المهبل، والهَبات الساخنة، والتعرق الليلي – وكل هذه الأعراض كانت لدي

لم أستطع أن أقول إنني فوجئت بذلك، لأنني استخدمت بويضة متبرعة لكي أنجب ابنتي. في عام 2013، خضعت لثلاث علاجات للتلقيح الصناعي انتهى كل منها إلى قدر صغير من الأجنة لا ترقى لما هو مطلوب. علمت فيما بعد أن هناك اختبارات دم قد تُظهر انخفاضًا في جودة البويضات، على غرار ما يحدث للنساء في سن الأربعين - ولكني في ذلك الوقت كنت في السابعة والعشرين من عمري. لقد غيّرنا العيادات وطبيبي الجديد المتخصص في الإخصاب، رغم أنه رائع، إلا أنه لا يزال لديه نفس التركيز على أن يجعلني حبُلى، وذلك بدلاً من مساعدتي في اكتشاف مخاوفي الصحية. لم يذكر لي أحد من قبل أي مشاكل طويلة الأجل مرتبطة بنوعية بويضتي. لكي نكون منصفين، لم أقم بمتابعة ذلك أيضًا؛ كنت أتوق فقط لإنجاب طفل.

إعلان

في ذلك اليوم في عيادة الطبيب، سمعت عن تشخيص أعراض ما قبل سن الإياس، لُمت نفسي لعدم إدراكي لكل ذلك مبكراً - لأنني لم أدرك أن الحاجة إلى متبرعة بويضات كانت ليس إلا بداية للمشاكل الصحية التي سأصاب بها. في الحقيقة، أخبرني طبيب النساء بأنني على الأرجح في فترة ما قبل انقطاع الطمث منذ ولادة ابنتي، وتلك الأعراض تزداد سوءًا عندي.

وفقًا لجمعية أمريكا الشمالية، فإن هذه المرحلة تسبب انخفاض تدريجي لهرمون الاستروجين، ويمكن أن تشهد تقلبات، وتكون في بعض الأحيان في مستويات أعلى من غيرها. ويمكن أن يؤدي انخفاض الإستروجين إلى انخفاض الرغبة الجنسية، وجفاف المهبل، والهَبات الساخنة، والتعرق الليلي – وكل هذه الأعراض كانت لدي.

غادرت عيادة الطيب مع طلب بعمل فحوصات للدم وخطط علاجية تعصف في رأسي حول العلاج بالهرمونات البديلة، حبوب تحديد النسل، ولاصقات الاستروجين. من المحتمل أن أعاني من مشاكل هرمونية في سن الخمسين من عمري قبل أن أتجاوز سن الإياس رسميًا - ليس هناك شيئا من ذلك تحمست بشكل خاص إزاءه، فمن يريد تناول هرمونات على مدار العشرين عامًا القادمة؟!

من المُسلم به أن تناول الهرمونات أفضل من البديل المتمثل في انخفاض مستوى هرمون الاستروجين بشكل مستمر، والذي قد يؤدي إلى أشياء أخرى مثل هشاشة العظام أو أمراض القلب. كان التفكير في الأمر كله كان مفزعًا وبكيت طوال الطريق أثناء عودتي إلى المنزل. لماذا لم يخبرني أي من أطباء الخصوبة هؤلاء أن ذلك قد يحدث؟ على الأقل كنت توقعت ذلك وعملت على تفاديه. لكن لم يخبرني أحد عن احتمال أن يركض جهازي التناسلي بأقصى سرعة نحو الخمسينيات من عمري حتى قبل أن أقترب من هذا السن.

استخدم الآن لاصقات هرمون الاستروجين وأحاول معرفة ما إذا كانت تساعد في جعل أعراضي تتحسن بشكل أفضل من تناول حبوب منع الحمل

تقول لورين سترايشر، أستاذ مساعد سريري لأمراض النساء والولادة بجامعة نورث وسترن والمدير الطبي لمركز العلاج الجنسي وانقطاع الدورة الشهرية والتي ألفت كتاب بعنوان Sex Rx-Hormones, Health, and Your Best Sex Ever إلى أن "فترة الذروة لجودة جيدة للبويضات والإخصاب تكون في أوائل العشرينات. بالتأكيد بمجرد الوصول إلى أوائل الثلاثينيات من العمر، فإن بعض النساء لا يزلن خصبات للغاية ولديهن جودة بويضات ممتازة، ولكن غيرهن من النساء يكن أقل من ذلك."

لقد مر حوالي سبعة أشهر منذ زيارتي لطبيبي، حاولت لمدة ثلاثة أشهر تناول حبوب منع الحمل وأنا استخدم الآن لاصقات هرمون الاستروجين لمعرفة ما إذا كانت تساعد في جعل أعراضي تتحسن بشكل أفضل من تناول حبوب منع الحمل. لا زلت أستيقظ في بعض الليالي غارقة في عرقي، وقد أدركت أنه إذا استخدمت أكثر من غطاء على جسمي وأنا نائمة فسوف أدفع ثمن ذلك من خلال بيجامة مبللة تماماً. لقد كنت أتناول أدوية مضادات القلق، ولم يتم بعد تحديد ما إذا كانت تلك الأدوية تسببت في مشاكل الهرمونات التي لدي أم لا. أنا وزوجي اضطررنا لاستخدم المزيد من المزلقات بسبب جفاف المهبل الناتج عن تغيرات هرمون الإستروجين. ومع كل ذلك، فإنها تجعلني أجد صعوبة في الشعور بالإثارة مع معرفة أن لديّ مستويات هرمون امرأة كبيرة بالعمر.

ما زلت أحاول أن اتخذ قراراً بخصوص العلاجات المتعلقة بتشخيصي والذي لا زالت لما أدركه بشكل تام. وتنصح سترايشر النساء قائلة: "هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول هذا الأمر. إذا أخبرك أحد ما أو شخص يهمه أمرك بأنكِ تعانين من مرحلة ما قبل انقطاع الدورة، فأنتِ بحاجة إلى وضع حالتك بين يدي شخص ما يكون بالفعل خبيراً في هذا الشأن."

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE US