FYI.

This story is over 5 years old.

موضة

مُهتمون بالموضة ينقلون تجربة إيطالية لبغداد

يُبين التجمع للعالم أن الشاب العراقي المثقف الواعي له اهتمامات واسعة ومنها الموضة

عندما ترى هؤلاء الشباب لا تتوقع أنك في مدينة مثل بغداد كانت تعيش حتى قبل أشهر ضغوطاً سياسية وأمنية كبيرة نتيجة الحرب ضد داعش والأزمات السياسية التي تتجدد يومياً. ربما تعتقد أنك في ميلانو أو باريس أو مدريد أو أي مدينة أخرى مشهورة بالموضة. يرتدي هؤلاء الشباب القُمصان والستر والبناطيل التي لا تجدها في محال بيع الملابس العراقية. أزيائهم جميعها كلاسيكية أو ما يسمى "ستريت ستايل" تتكون من بذلات أنيقة منمقة وصدريات وربطات عنق وسراويل ضيقة واكسسوارات مميزة منها القفازات والأوشحة الحريرية والصوفية إضافة الى النظارات الشمسية والقبعات والأساور الجلدية وعادة لحى طويلة مشذبة.

إعلان

هؤلاء الشباب هم من أعضاء تجمع Pitti Uomo Iraq في بغداد، وقد جاءت الفكرة من المهرجان الإيطالي العالمي Pitti Uomo (بيتي أومو) والذي يعتبر من أهم ملتقيات الموضة الرجالية في أوروبا والعالم والذي احتفل مؤخرا بنسخته 93، ويقام مرتين سنوياً، ويهدف إلى تسليط الضوء على الملابس الكلاسيكية وتشجيع المصممين على تنفيذ تصاميم كلاسيكية تُعيد للناس الذاكرة السابقة عما كان ترتديه الأجيال السابقة قبل عقود.

تصوير: Gheith Ahmed

وعن فكرة Pitti Uomo Iraq يقول رئيس التجمع أحمد عُمر البغدادي (26 عاماً) وهو حامل شهادة البكالوريوس في اللغة الفرنسية لـ Vice عربية: "فكرة التجمع أُقتبست من المهرجان الإيطالي المعروف Pitti Uomo وحاولنا أن نُطبقه في العراق مع الأخذ بعين الاعتبار التفاصيل الظروف الخاصة بالعراق." يُضيف: "فكرة هذا المهرجان جديدة في الوطن العربي، لكننا نسعى إلى أن نجعلها مهرجاناً مستمراً في العراق،" مشيراً إلى أنه يسعى إلى إقامة تجمع أكبر لـ "بيتي اومو العراق" في 19 محافظة عراقية في المستقبل، لكنه الآن يُركز عمله على العاصمة بغداد. لا يتوقف أحمد عند التجمع الذي يرأسه فحسب، بل أنه يُقدم نصائح وإبتكارات للشباب العراقي حول الموضة وقصات الشعر وما يحتاجه الشباب من إكسسوارات وملابس عبر قناة خاصة به على اليوتيوب.

أحمد عُمر البغدادي - الصورة مقدمة منه

يعمل شباب هذا التجمع بشكل تطوعي وغير ربحي، ويُحاولون التركيز بشكل كبير على الأزياء الكلاسيكية التي يقول عنها رئيس التجمع بأنها "لا تموت مع تقدم الزمن." لا تتجاوز أعمار أعضاء التجمع عن ثلاثين عاماً، وجميعهم من سُكان العاصمة بغداد ويعملون في هذا المجال فقط. أعضاء التجمع من المهتمين بالأزياء الكلاسيكية وقد جمعتهم فكرة الإهتمام المُشترك للانضمام لهذا التجمع.

إعلان

يتكون تجمع Pitti Uomo Iraq من 11 عضواً، لكنه لن يزيد عن 18 عضواً في المستقبل، فهم لا يُريدون الفريق الأساسي للتجمع فيه عدد كبير مُمكن أن يُضعف أهميته. لا يستقبل التجمع أياً كان، رغم أنهم يُتيحون فرصة الإنضمام للجميع لكن هُناك شروط، فالراغبين بالإنضمام يجب أن يكونوا "متفهمين" لأهمية الأزياء الكلاسيكية.

يقول عمار محمد (28 عاماً) بكالوريوس هندسة زراعية من بغداد، وهو عضو في التجمع: "يطمح الفريق إلى خلق بيئة من الاهتمام بالأزياء الكلاسيكية في العراق، لكن المشكلة هو عدم إمتلاك الفريق صالة أو مقراً خاصاً بنا، وليس هُناك أماكن يُمكننا من خلالها تقديم عروض الأزياء." يوثق الفريق أعماله على فيسبوك من خلال صفحة رئيس التجمع، وتُظهر صورهم أن أماكن التصوير التي يستخدمونها خارجية وليست في قاعات أو صالات خاصة بعرض الأزياء.

عضو الفريق علي فهد (25 عاماً) والذي يحمل شهادة بكالوريوس علم النفس من بغداد يتحدث عن وجود معوقات تواجه التجمع أبرزها عدم تقبل المجتمع العراقي للفكرة، ويقول أيضاً إن "هُناك مخاطر أمنية تواجههم أيضاً" لكن هذا لم يمنع الكثيرين بحسب قوله من الإنضمام للفريق. "هناك الكثير من الشباب يسعون للإنضمام إلى تجمعنا من جميع المحافظات العراقية."

من التهديدات الأمنية التي تواجه الفريق كما يوضح علي وجود جماعات متطرفة أو تابعة لأحزاب سياسية ترى في هؤلاء الشباب ضرراً على مجموعات شبابية أخرى، وهو ما يعتبره البعض "إنحلالاً" أو تقليداً عراقياً لـ"الغرب". ولا تقف تحديات هؤلاء الشباب عند نظرة المتطرفين لهم، بل هُناك من المجتمع من يعتقد بأن أزيائهم ومظهرهم الخارجي الذي ليس فيه "أي غرابة" بحسب أعضاء الفريق، لا يتناسب مع عادات وتقاليد المُجتمع العراقي.

إعلان

علي فهد - الصورة مقدمة منه

"هذا التجميع يوضح فكرة مهمة، وهي أن هُناك شباباً واعي يؤسس ويحفز المجتمع العراقي على الاهتمام بالأناقة وأدق تفاصيلها، ويُبين التجمع للعالم أن الشاب العراقي المثقف الواعي له إهتمامات واسعة ومنها الموضة. الظهور بمنظر مقبول وحسن أمام الآخرين دليل على أن الوضع الراهن في العراق لا يحبط من يرغبون بعيش الحياة السعيدة التي يرغبون بها، ومن أساسياتها المظهر الحسن،" يؤكد علي.

تصوير: Gheith Ahmed

تصوير: Gheith Ahmed