الصورة من موقع ذا ناشونال
ربما تعتقد أن تلك اللحظة عندما سيضطر مديرك في العمل الإختيار بينك أنت وبين روبوت -وعلى الأغلب أنه سيفضل الروبوت عليك- هو أمر لا يزال في المستقبل البعيد. لا حبيبي. المستقبل هو هنا. وأعني هنا في الإمارات، فقد قامت شركة "أبوظبي للإعلام" بتوقيع مذكرة مع شركة صينية، لتطوير أول مذيع آلي يعمل من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي، ناطق باللغة العربية في العالم.
نعم، مذيع آلي يتحدث بلغة عربية سليمة- يعني أحسن مني ومنك. كيف ذلك؟ السر هو باستخدام خوارزميات وتقنيات متطورة قادرة على تركيب الجمل والكلام وتحريك الشفاه من خلال تحليل ملايين من المعلومات المتعلقة بطريقة إلقاء المذيعين البشر، وبالتالي إعطاء صورة مشابهة للحقيقة عن المذيع البشري المحترف.
وكانت وكالة الأنباء شينخوا الصينية الحكومية قد أعلنت في نوفمبر العام الماضي عن أول مذيع للأخبار يعتمد على الذكاء الاصطناعي، والذي يتحدث باللغة الصينية والإنجليزية، وتبدو حركاته وصوته مشابهة للحركات البشرية. وقالت وكالة الأنباء شينخوا في مقال نشرته أن هذا المذيع الآلي سيساعد في الحد من "تكاليف إنتاج الأخبار وتحسين كفاءتها."وجاء الإعلان من قبل شركة "أبوظبي للإعلام" عن قبل يوم واحد من استضافة دبي للدورة الأولى على الإطلاق لقمة خاصة بالذكاء الاصطناعي Ai Everything) AiE). وستستمر القمة في الفترة من 30 أبريل إلى 1 مايو وستشهد حضوراً من أهم قادة الفكر والمخترعين والباحثين في العالم من الحكومات والشركات والمنظمات غير الحكومية. وسيتم خلال القمة إعادة تصور مستقبل الذكاء الإصطناعي وإظهار كيف سيتم تسخير هذه التكنولوجيا لإحداث "تغيير" في العالم - تغيير سلبي أم إيجابي، الجواب يعتمد على قدرتك على التغلب على روبوت عن الحاجة.وتسعى دولة الإمارات جدياً كي تصبح مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الذكاء الإصطناعي الذي من من المتوقع أن يساهم بحوالي 320 مليار دولار في اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ولكن على الجانب الآخر، هناك تخوف كبير من أن يتسبب الذكاء الاصطناعي بخسارة الكثيرين لوظائفهم. فقد أشارت دراسة نشرها منظمو المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس العام الماضي الى أن حوالي 1،4 مليون وظيفة في الولايات المتحدة وحدها ستتأثر بالتقنيات الجديدة بحلول 2026 وأن "المهن القائمة على خطوات متكررة سواء يدوية أم إدارية هي التي تواجه خطر الزوال."المستقبل لا يبدو جيداً للصحافة والصحفيين أيضاً، ففي حين قد يجد البعض مشكلة في الإستماع لنشرة إخبارية يقرأها مذيع آلي، إلا أن البعض الآخر قد يجد في ذلك فرصة للتخلص من المبالغات والبكائيات وفرض الآراء التي يشتهر بها بعض المذيعين البشر. هذا بالإضافة الى أن "الذكاء الصناعي سيقدم مواداً صحفية أكثر موضوعية وأعمق مصداقية من البشر،" حسب ما قاله ناتانيال بارلينغ خلال "قمة الحكومات" التي انعقدت في دبي في فبراير. بالنسبة لـ بارلينغ، الشريك المؤسس ورئيس تحرير شبكة Know Where الإخبارية، المستقبل يبدو أفضل إذا قمنا بدعم عالم الروبوتات الموازي، فهو يقول: "يجب ألا نخشى من قدوم الروبوت إلى عالمنا لو كنا نعي ونفكر في مصلحتنا." ألا يبدو ذلك كتهديد؟