ثقافة

أرشيف الغلاف العربي.. محط للفن والتصاميم الإبداعية

الثقافة البصرية في العالم تفتقر إلى المحتوى العربي
حنان الكبت
Dubai, AE
Screen Shot 2020-09-06 at 12

الأغلفة من مجموعة أرشيف الغلاف العربي.

على الرغم من التطور الذي نشهده اليوم من وسائل التواصل الاجتماعي، وبعيداً عن المواد الالكترونية، يبقى للكتاب مكانه الخاص. محمود الحسيني، ٣٢ عامًا، الباحث في مجال التصميم، أراد التركيز على جزء يتم تجاهله في معظم الأحيان وهو غلاف الكتاب والذي يظهر تنوع التصاميم وتطورها خلال السنوات. بدأ مشروعه "أرشيف الغلاف العربي" غير الربحي، والذي يعمل على توثيق تصاميم أغلفة الكتب العربية والتاريخ الذي يكمن وراءها. تحدثت مع محمود حول هذا الأرشيف الذي أصبح متاحاً للباحثين والطلاب والمصممين عامة.

إعلان

VICE عربية:  لماذا بدأت بهذا المشروع الأرشيفي؟
محمود الحسيني: بدأت هذه المبادرة لأنّني كنت أشعر دائماً أن هناك عدم اهتمام بتاريخ تصميم أغلفة الكتب بشكل عام في العالم العربي. أنا مؤمن بأنّ أغلفة الكتب تخدم رسالة الكتاب نفسه وأنا شخصياً أستمتع بأغلفة الكتب القديمة أكثر مقارنة بالحديثة. دراستي الماجستير في تصميم الاتصالات الجرافيكية من جامعة لندن للفنون، جعلتني على دراية بكيفية صنع تصميمنا العربي بطريقتنا الخاصة، مقارنة بالغرب وكيفية تصميمهم لأغلفة الكتب، فقررت أن أبدأ الموضوع بنفسي حاملاً معي ما تعلمته في لندن، لتحويله مشهد مرئي. المسألة بدأت كشغف شخصي ثم تحولت إلى مشروع جانبي، قبل أن أقرر لاحًقا الاستقالة من وظيفتي للتفرغ لهذا العمل. وبدأت بتشكيل فريق من الباحثين في عدة دول عربية، إضافة إلى عدد من المساهمين من دول مختلفة الذين يعملون على تزويد الأرشيف بكل ما هو جديد. والآن لدينا عدد من الباحثين، وهم نورهان البنا من مصر، أميمة دجاني من فلسطين، ويمان تما من لبنان.

Screen Shot 2020-09-06 at 12.45.00 PM copy.png

الحرب في مصر - تصميم الغلاف: محمد بغدادي، الكاتب: يوسف القعيد، دار النشر: دار ابن رشد، لبنان، السنة: ١٩٧٨. أيام لها تاريخ- مصمم الغلاف: حلمي التوني، الكاتب: أحمد بهاء الدين، دار النشر: دار الهلال، مصر. السنة: ١٩٩٠.

كيف تحصلون على أغلفة الكتب؟
نركز نحن الأربعة كباحثين على ثلاثة حاجات أساسية. أولاً ننظر إذا كان لدينا مجموعة من الكتب نستطيع أرشفتها لنضيفها للمشروع. ثانياً، نقوم بتوسيع دائرة المعارف، ونكتشف الكتب التي لدى من الأقارب والأصدقاء لنقوم بأرشفتها. ثالثاً، تأتي مهمة الباحث، حيث يقوم بالتواصل مع المؤسسات المعروفة والكبيرة التي من الممكن أن يكون لديها أرشيف أو مخازن للكتب، وذلك من أجل التمكن من الوصول إلى أكبر عدد من الكتب. كما أننا نتواصل مع المتابعين على انستغرام.  لقد نجحنا بأرشفة أكثر من ألف كتاب عربي، بالإضافة إلى جمع البيانات والوثائق اللازمة لكل كتاب وذلك من أجل تسهيل عمليات البحث للمصممين والطلاب.

إعلان
Screen Shot 2020-09-06 at 12.49.50 PM.png

نظر- مصمم الغلاف والكاتب: محي الدين اللباد. دار النشر: العربي للنشر والتوزيع، لبنان. السنة: ١٩٨٧. الأمير الجبان - مصمم الغلاف والكاتب: حلمي التوني. دار النشر: دار الشروق، مصر. السنة: ١٩٨٣

ما هي أغلفة الكتب الأكثر إثارة للاهتمام؟
ليس لدينا رأي شخصي بشأن الكتب الموجودة في الأرشيف، لأنّ رأينا شخصي سيؤثر على عملية اختيار ما يتم أرشفته أم لا. ومهمة الأرشيف ليست بإلقاء الضوء على أغلفة الكتب المفضلة، فنترك الموضوع للقراء في تحديد الكتب المثيرة للاهتمام بنظرهم.  لكن اتضح لنا أنّ هناك أسامي أشخاص تتكرر باستمرار، لأنّهم عملوا مع دور نشر بشكل مستمر وانتجوا شغل مبهر في مسيرتهم. بعض من هذه الأسامي، محي الدين اللباد، رسام وفنان تشكيلي مصري، لقد تواصلنا مع عائلة محي الدين اللباد وسيقدمون لنا تصميمات الأغلفة التي صممها. أيضاً هناك حلمي التوني، فنان تشكيلي مصري ومصمم وناقد مهم جداً، عمل تصميمات كثيرة لأغلفة الكتب. كما يوجد جمال قطب، والذي اشتهر برسوماته المرسومة بألوان زيتية في فترة من الفترات.  نحن لا نمتلك حقوق الطبع والنشر لهذه الكتب. نحن نقوم فقط بتوثيق هذه الكتب وأرشفتها فقط، ولا نقدم هذه الكتب للإنتاج والاستخدام التجاري، وإذا أراد أحدهم استخدام معلومات الكتب بخلاف البحث، فعليهم الاتصال بالناشر أو المصمم نفسه.

Screen Shot 2020-09-06 at 12.48.50 PM copy.png

المذكرة - تصميم الغلاف: حلمي التوني، الكاتب: فاتسلاف هافل، دار النشر: دار الهلال، مصر. السنة: ١٩٩٠. مصيدة الثلج - تصميم الغلاف: شوق متولي، الكاتب: محمود سالم، دار النشر: دار الهلال، مصر. السنة: ١٩٨٧

ما هي مخططاتك المستقبلية؟
هناك خطط ستكشف عن نفسها بالمستقبل عندما تصبح متاحة، لكن لحد الآن أنا أتمنى عند وصولنا لأرشفة ٥،٠٠٠ كتاب، ونتمنى أن نحصل على تمويل للمشروع من أجل أن نخلق أرشيف رقمي متنوع ومتاح للناس مجاناً. أريد أن تكون تلك الكتب موثوقة، أي لديها كل المعلومات التي من الممكن أن يحتاجها القراء، وأن تكون متاحة بأعلى جودة، كما أرى أنه من الضروري إدخال تلك الكتب والتصاميم في الكورسات الجامعية. وأسعى مستقبلاًِ لعرض هذه الكتب في معرض متخصص، في محاولة للمساعدة في تطوير الثقافة البصرية بشكل عام، لأن الثقافة البصرية في العالم تفتقر إلى المحتوى العربي.