فيروس كورونا

هل أنا شخص سيء لأنني لم أعد أرغب بالتحدث مع أصدقائي عبر مكالمات الفيديو؟

من الواضح أنه من الصعب أن "نقول لا" في الوقت الحالي، ولكن في بعض الأحيان يكون ذلك ضروريًا لصحتنا النفسية
Vincenzo Ligresti
Milan, IT
1587386416994-QUARANTENA_COMPLEANNO_1440

ظهرت هذه المقالة في الأصل على VICE Italy

سؤال: في بداية الإغلاق، كان الجميع متحمسين جدًا لمحادثات الفيديو الجماعية. كانت الطريقة الوحيدة لتشعر بأنك قريب من الأصدقاء والعائلة ولكني توقفت عن الاستمتاع بهذه المحادثات. الآن في كل مرة أنهي فيها مكالمة، أشعر وكأنني لم أقل أو أشعر بأي شيء مهم, وكثيًرا ما أصاب بصداع. لم أعد أحب الحديث معهم، وأعتقد أنني تكيفت مع الحجر المنزلي، أنا لست معزولًا تمامًا، أرد على الرسائل بالوتيرة التي تناسبني، ولكن لا أستطيع منع نفسي من أن أتساءل: هل أنا شخص سيء لأنني لم أعد أفتقد أصدقائي؟ هل أصبحت فجأة شخصًا ناضجًا مستقلاً بذاتي؟

إعلان

إجابة من جيانلوكا فرانسيس، طبيب ومعالج نفسي

في بداية الإغلاق، كان الجميع متحمس لمحادثات الفيديو الجماعية. في البداية، وجد الكثير من الأشخاص أنه من المفيد التواصل مع الآخرين كوسيلة للتعامل مع "الوضع الطبيعي الجديد" أو new normal. لكن هذه المحادثات الجماعية أصبحت تشبه واحدة من المهمات التي "يجب القيام بها" خلال اليوم وتحولت لمصدر محتمل للضغط النفسي.

التواصل الافتراضي ليس بديلاً حقيقيًا للخروج مع الأصدقاء في الحياة الواقعية. حتى إذا كان بإمكانك رؤية وجوه أصدقائك وتعبيراتهم، فلا يمكنك الاقتراب منهم جسديًا ولمسهم. بالإضافة إلى ذلك، أثناء الدردشة المرئية، غالبًا ما تشعر وكأن الجميع ينظر إليك. إذا خرجت مع الأصدقاء، يمكنك التحدث مع شخصين في البداية، ثم الانتقال إلى مجموعة أصغر أخرى، ثم أخرى، ولن تشعر بأن الجميع ينتبه إليك (أو إلى أنهم يحتلون مساحتك الخاصة) في كل الأوقات.

حتى التحدث مع الأشخاص القريبين منك والعزيزين عليك واحدًا تلو الآخر قد يكون مرهقًا بعد فترة. الأيام متشابهة للغاية الآن وكذلك الأخبار. ربما ليس هناك الكثير لمناقشته أو التحدث عنه. عليك أيضًا أن تأخذ في الاعتبار جميع المشاكل التقنية التي تأتي مع محادثة الفيديو - الاتصال السيئ، الأجزاء المفقودة من المحادثة وما إلى ذلك - والتي يمكن أن تدمر اللحظة. قد لا تكون قد انزعجت من هذه المشاكل في البداية، ولكن مع مرور الوقت، قد يصبح ذلك مرهقاً بشكل متزايد.

بشكل عام، سؤالك شرعي، لكنه ليس طريقة مثالية للتعامل مع هذه الأمور. إذا لم تفتقد شخصًا ما فهذا لا يعني أنك غير ناضج، والرغبة في أن تكون بمفردك لا تجعلك مستقلاً. التواصل الاجتماعي مهم بالنسبة لنا، ولكن من حقنا إعادة تقويمه بناءً على احتياجاتنا خلال فترة محددة. إن رغبتك في أن تكون اجتماعيًا بشكل أقل تشبه التخلص من السموم الجسم في الأسابيع الأولى من الإغلاق، حيث طغت كمية التواصل على جودتها.

في الواقع، لا أعتقد أنك لا تفتقد الأشخاص الذين تحبهم، ترددك يأتي من حقيقة أن علاقاتك محدودة بالظروف. ولكن إذا كنت ترغب في أن تبقي على هذه الصداقات، ربما يمكنكم التفكير في مشاهدة نفس الأفلام أو ممارسة الرياضة معًا عن بعد أو قراءة نفس المقالات. ولكن فقط إذا كنت ترغب في ذلك. من الواضح أنه من الصعب أن "نقول لا" في الوقت الحالي، ولكن في بعض الأحيان يكون ذلك ضروريًا لصحتنا النفسية.