Premfors Katarina
ابنتي تعبر الحائط وتظهر خلفها تشكيلات سحابية جميلة. 6 مايو 2020.

فيروس كورونا

الجدار الذي بيننا -صور من الحياة تحت الإغلاق في الإمارات

أجد الراحة في معرفة أن جدارنا لم يتوقف عن ترديد أصداء ضحكاتنا في جميع أنحاء حديقتي

التقطت هذه الصور خلال فترة الإغلاق أو حظر التجول الكامل الذي حصل في الإمارات بسبب فيروس كورونا خلال شهري مارس وأبريل، بالتسلسل الزمني، هذه قصة الجدار الذي يفصل منزلنا عن منزل جيراننا.

الجدران، نبنيها لتفصلنا، لتبقينا في مأمن من التطفل، لتحمي خصوصياتنا، وترسم خطاً واضحًا بين ما هو لنا وما هو للغير. ولكن هذه الجدران تحولت إلى شيء مختلف تمامًا خلال الإغلاق.

العالم تغير بسرعة خارج هذه الجدران، وبيوتنا لم تسلم من هذا التغيير الصادم. في فبراير، أغلقت المدارس أبوابها  لعطلة ربيع مبكرة ولم تفتح ثانية، كلمات جديدة أضفناها لحياتنا اليومية "عامل غير أساسي" "تباعد اجتماعي" وأخيراً "إغلاق تام." لم يعد لنا حرية الخروج من المنزل سوى لشراء الأغراض الأساسية، باستخدام تصريح خروج.

إعلان

حوّلت انتباهي إلى كل تلك التفاصيل من حولي.

في ظل هذا الوضع، تغير معنى الجدران، أصبحت هي وسيلتنا لبناء صداقات جديدة، أصبحت جدراننا جزءً من حريتناً. يجلس زايد ابن جيراني بشكل غير متوازن أعلى الجدار، يدعو أطفالي للخروج للعب. على بعد مترين! وارتفاع مترين.

01_Premfors_Katarina_BW_DSCF6393.jpg

أستريد وزايد يلعبان كرة السلة. الأطفال بعد أسبوعين من ابتداء عطلة الربيع المبكرة. أنا أعمل على مشروع كتاب معماري لعميل. 6 مارس 2020

04_Premfors_Katarina_BW_DSCF6585.jpg

أستريد تتأمل من الأعلى. هناك عشب على الجانب الآخر. زايد وسوير يتجاذبان أطراف الحديث على الأرض. أنا ممتنة لأن الطقس لا يزال باردًا، وقريبا لن يستطيع الأطفال الخروج في منتصف النهار. سخونة الصيف تقترب بسرعة. 8 مارس 2020

أصبح الجدار الذي يفصلنا الملعب الوحيد الذي يعرفه أطفالنا لأسابيع. ملعب كرة سلة. جدار تسلق. مكان يتبادلون فيه الألعاب والحلويات في العطلات والأعياد. سرعان ما أصبح الجدار المكان الذي يقضون فيه معظم وقتهم. وبقيت أنا أتابعهم بذهول.

لاحظنا أنا وزوجي صدفةً أننا بالرغم من الجدران التي تفصلنا عن جيراننا، نتشارك معهم سطح غير مفصول على الجانب الآخر من منزلنا. فرحنا نجتمع كل أسبوع، نفعل ما يفعله الأطفال كل يوم. نتسلق سلمًا إلى السطح لمشاهدة غروب الشمس والتحدث والضحك. على بعد مترين وارتفاع عشرة أمتار، كان جيراننا هم الأشخاص الوحيدون الذين التقينا بهم اجتماعيًا لمدة أسابيع.

32_Premfors_Katarina_DSCF0198.jpg

احتفال ابنتي بعيد ميلادها التاسع على سطح منزلنا. كان لقاء الخميس في المساء على السطح المشترك مع الجار مفيًدا. نناقش الأخبار، خلال فترة الإغلاق وشهر رمضان، نبقى بعيدًا عن الأنظار ونستمع إلى رسائل التنبيهات في المساجد "ابق آمنًا، ابق آمنًا." تم نشر الرسائل بالعربي والهندي والأردو والتاغالو والفرنسي والإنجليزي والإسباني. لا نرى طائرات. لا نسمع أصوات سيارات. 9 أبريل 2020

منذ إعادة فتح دبي واستقرارنا في "الوضع الطبيعي الجديد" لا يزال الجدار جزءًا أساسيًا من حياتنا. الآن، عندما أكون بحاجة للإبتعاد عن العالم وصعوباته. أنا أشعر بالأمان بمجرد أن أتوارى خلف بواباته. ما زلنا لا نجازف كثيرًا في الخروج، ولكنني أجد الراحة في معرفة أن جدارنا لم يتوقف عن ترديد أصداء ضحكاتنا في جميع أنحاء حديقتي.

53_Premfors_Katarina_BW_DSCF9929.jpg

أصدقاء الجدار. مع اقتراب عيد ميلاد حمدان الرابع كنت مترددة بعض الشيء في إرسال أطفالي للحفلة؟ كم سيكون عدد الأطفال هناك؟ ولكن اتضح أنه لم يكن سوى أطفالي واثنين من أبناء عموم وإخوة وأخوات زايد. في ضيافة إماراتية حقيقية، استمر الجميع في إحضار الطعام وعدت إلى المنزل بعد أربع ساعات. تسلق أطفالي الجدار. سلكت الطريق الأطول، وأنا أحمل العشاء والحلوى لزوجي. 26 يونيو 2020

18_Premfors_Katarina_DSCF8827.jpg

جارنا يطل برأسه من فوق الحائط، مما يجلب الفرحة لابتني. أي زيارات حتى لو عبر الجدران تكسر رتابة اليوم. 27 مارس 2020

15_Premfors_Katarina_BW_DSCF8462.jpg

ابني في حركة مستمرة. أنا ممتنة جدًا لحديقتنا. لقد أغلقت الباب عدة مرات، وتركتهم بالخارج. ولكنهم يريدون اللعب بالداخل. يريدون حواسيبهم. في بعض الأحيان أعتقد أنهم زومبي. مع مرور الوقت أصبحت أكثر لينًا معهم. نحن لطفاء مع بعضنا البعض. نحن جميعا نعيش داخل شرنقة. 24 مارس 2020

44_Premfors_Katarina_DSCF3199.jpg

لقد كنا محظوظين بوجود سان معنا خلال الإغلاق، والتي ترعى أطفالي عندما أعمل. إنها هادئة ومضحكة، ونخلق معاً جواً من الهدوء والانسجام. 9 مايو 2020

36_Premfors_Katarina_BW_DSCF1456.jpg

ابني يرتدي كمامة لأول مرة. كان بحاجة إلى القليل من المساعدة. ذهب مع زوجي لمدة 5 دقائق بالسيارة حول المبنى، الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا لا يزالون ممنوعين من الخروج. أوقفت الشرطة زوجي في أحد الحواجز ولوحوا بأيديهم لابني. أعتقد أن الجميع يتوق إلى التواصل. 28 مايو 2020

40_Premfors_Katarina_DSCF2511.jpg

أول مرة يغادر فيها الأطفال المنزل منذ أشهر. لم يكونا متحمسين بشكل كافي وصلنا إلى موقف سيارات المدرسة على بعد 300 متر قبل أن يرغبوا في العودة إلى المنزل. 4 مايو 2020

أنا مصورة فوتوغرافية مستقلة، ولدت في السويد وترعرعت بين باكستان وتركيا وأمريكا الشمالية قبل أن أنتقل إلى دبي في عام 1992 حيث بدأت تصوير وتغطية الشرق الأوسط. أعمل في تصوير محتويات متنوعة منها التحريرية والتجارية. يشمل عملائي وكالات إعلان وعلامات تجارية عالمية، وكبرى الشركات والدوائر الحكومية في الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والأردن، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وأفغانستان.

أحب عرض أعمال الشخصية والتحريرية للآخرين، وعندي اهتمام كبير لتوجيه ومساعدة المصورين الشباب. أنا سفيرة شركة Fujifilm وعضو في مجموعة Women Photography العالمية التي تتمثل مهمتها في تغيير التركيبة الجنسية لمجتمع التصوير الصحفي والتأكد من أن رواة القصص الرئيسيين الذين يمثلوننا متنوعون مثل المجتمعات التي يأملون تمثيلها. أحب التصوير وأنا شغوفة جدًا بهذه المهنة، من الأخلاقيات إلى طباعة الفنون الجميلة إلى التواصل مع الآخرين.

ترجمة: حسين فاروق.