في هذه السلسلة بعنوان "حوريات جدة" أحاول استكشاف التوتر والحرية والجمال والقيود التي تجتمع في حياة نساء جدة. حورية البحر mermaid ترتبط بالعادة بالنقاء والبراءة في كائن نصفه سمكة ونصفه الآخر إنسان. إخترت الحورية لأنها تعيش حياة مزدوجة: في البحر وعلى البر، هذه الهيئة المزدوجة تجعلها قادرة على تحديد وجودها وتصرفاتها وفقاً لمحيطها المادي. وهذا يتقاطع مع فكرة البحر والمرأة، وبشكل خاص، هذا ما يعنيه البحر بالنسبة لنساء جدة. كيان يحرر الفرد من البر؛ ولكنه في الوقت ذاته شكلٌ من أشكال التقييد. من خلال هذا المشروع، حاولت ترجمة فكرة الوجود المزدوج كمساحة لاستكشاف الهوية وتحديدها.
إعلان
الازدواجية تظهر في جدة من خلال الشتات ما بين الحرية والقيود، حيث يؤثر قرب مكة المكرمة من جدة في ثقافة النقاء الديني من خلال العباءة والطرحة والنقاب، فيما يؤثر تاريخ جدة كمدينة ساحلية في الانفتاح والتنوع الثقافي اللذان يرسمان ملامح الثقافة الشعبية في هذه المدينة. تخلق هذه الجغرافيا نساءً من جزأين متمايزين، على غرار تكوين حورية البحر. ليس هناك إمرأة جداوية مفردة وليس هناك قاعدة عامة للتستر، بل هي نسخ مختلفة ومتنوعة تحت ذاك القماش الذي تحدده جغرافيا المدينة وتاريخها.لقد عملت على هذا المشروع لعدة أشهر بالتعاون مع المصممة السعودية لطيفة بنت سعد، اخترنا للعارضات أقمشة ترمز للنقاء والشباب. يُعدّ كلٌّ من القماش القطني وطبعات شالكي Shalki من الأقمشة الرائجة بين عائلات جدة، فهي أقمشةٌ تعطي شعوراً بالألفة. أما النقاب فهو مصنوع من المواد المتأصلة في تاريخ الأرض، فأحد هذه النُقب في السلسلة الزرقاء مصنوع من أصداف البحر، وأحدها في سلسلة شالكي مصنوع من العقال، وهو الرباط الذي يجمع أغطية الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال السعوديون. يهدف هذا المشروع إلى تأصيل تجربة حورية البحر في جدة، ففي كل ثوب هناك تعاريف مختلفة للحرية، تعاريف متعارضة ومتناقضة، ولكن بنفس الوقت هناك انسجام وتناغم.بالنهاية، تهدف هذه الصور لإظهار بيئات طبيعية مختلفة تمر بها حورية البحر، ما بين تصوير وزن العباءة، وانسيابية الملابس، وامتزاجها بالطبيعة والأمن والحرية، بالإضافة إلى القيود التي تفرضها على الجسد. تعمل السلسلة وفقاً للتجارب الفردية للعارضات، وحسب ما يعنيه "الغطاء أو التستر" لكل واحدة منهن.تصوير: أميرة ناظر، ستايل: لطيفة بنت سعد.
إعلان
