سندس القطان
العثور على جثة عاملة فلبينية وعليها آثار تعذيب في ثلاجة بإحدى الشقق الفارغة بالكويت. هذه الخبر الصادم دفع الى الواجهة حقيقة يعرف عنها الجميع تتعلق بطريقة تعامل بعض العائلات الخليجية مع العاملات المنزليات. بعد أشهر من توتر العلاقات بين الكويت والفلبين بعد مقتل هذه العاملة وقرار الفلبين إيقاف العمالة الفلبينية إلى الكويت، وقع البلدان اتفاقا لتنظيم شؤون العمالة الفلبينية في الكويت تمنح الاتفاقية الجديدة العاملات الفلبينيات في الكويت حقوقاً إضافية ومنها تحديد وقت كافٍ لنوم العمالة المنزلية، وتمتعهم بالإجازات، وعدم مصادرة الجوازات، وتسهيل عودة العمالة إلى وطنهم بعد انتهاء عقودهم. في المقابل، وضعت الكويت شروطها أيضا، وأبرزها تقديم الفلبين السجل الجنائي لخدم المنازل، ومطالبة بالتزام العمالة بالقوانين والأخلاق والقيم والعادات الكويتية عند عملها في البلاد.
هذه الحقوق التي في الواقع "تأخرت" كثيراً، وكان يجب تطبيقها منذ عقود، لم تعجب الكثيرين، ولكن ربما لم يكن لديهم "الجرأة" للتعبير عن رفضهم لهذه الحقوق بشكل علني، ولكن ظهرت الفاشينيستا وخبيرة التجميل الكويتية سندس القطان عبر حسابها في سناب شات، لتبدي استغرابها بما وصفته بـ"الشروط المسخرة" التي تم فرضها على مستقدمي العاملات المنزليات، وأشارت سندس أنها ستستغني كلياً عن استقدام عاملة بهذه الشروط.
ما هي الشروط التي لم تعجب سندس؟ السماح للعاملة بأخذ يوم واحد إجازة في الأسبوع "إذا أخذت العاملة يوما واحدا في الأسبوع، بمعنى 4 أيام في الشهر الواحد .. إذا كم تبقّى لها من يوم لتعمل فيه، كما أنها انتقدت شرط احتفاظ العاملة بجواز سفرها، متسائلة: "إذا سافرت.. من سيعوِّضني؟"
وكما هو متوقع، تعرضت هذه الفاشينيستا لحملة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي على تعليقها "الغير إنساني" وفيه اضطهاد واضح للعاملات، بإعتبار أن الإجازة الأسبوعية تعد حقاً بسيطاً من حقوق أي شخص، يعمل على مدار أسبوع كامل، ذلك بالاضافة إلى طريقة حديثها عن العاملات المنزليات والتي لا تخلو من عنصرية. ولكن كان هناك ايضاً عدد من المتابعين الذين وافقوا على كلامها. وتنضم سندس إلى قائمة من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتحدثون عن مواضيع لا يفقهون فيها بهدف اثارة الجدل، ولكن بالنهاية "بتطلع على راسهم،" فقد أعلنت عدد من الشركات والماركات العالمية التي تتعامل معها عن قطع جميع علاقتهم بها.
في العام الماضي، أرادت علا الفارس، مقدمة برامج سابقا على ام بي سي أن تستقطب عاملة منزل جديدة بعد رحيل التي كانت عندها، وقامت بنشر صورة على حسابها سناب شات تضم عددا من العاملات الفلبينيات، وتطالب جمهورها بمساعدتها في اختيار إحداهن وعلقت "انسوا الأناقة بيشتغل عليها" وهو ما أثار موجة من الهجوم على تعليقها العنصري.
طريقة التعامل مع العاملات المنزليات في البلدان العربية تشمل عقود من نظم قانونية غير منصفة بحقهم، فقد استبعدت الكويت وغيرها من دول الخليج عاملات المنازل من تدابير الحماية العمالية – بما في ذلك حد أدنى للأجور، وإجازات مدفوعة الأجر، وإجازات مرضية. وبحسب هيومن رايتس ووتش فإن أكثر شكاوى عاملات المنازل تكراراً في الكويت هي عدم تلقي الأجور لمدة شهور وساعات العمل المطولة دون راحة. كما وصفت بعض العاملات التعرض لإساءات بدنية وجنسية، وكذلك الحرمان من الطعام الكافي والرعاية الطبية الملائمة.